صفقة الـ38 مليار دولار بين «أوبن إيه آي» و«أمازون».. تحالف الذكاء السحابي الأكبر في التاريخ
أعلنت شركة أوبن إيه آي عن توقيع اتفاق ضخم مع عملاق التقنية أمازون للحصول على خدمات الحوسبة السحابية خلال السنوات السبع المقبلة.
وتبلغ قيمة الصفقة 38 مليار دولار، ما يعزز سباق التسلّح التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمهّد لتوسيع القدرات التشغيلية لتقنياتها المتقدمة، وفي مقدمتها منصة شات جي بي تي (ChatGPT).
وتأتي هذه الصفقة بعد سلسلة من الاتفاقات التي أبرمتها أوبن إيه آي مع شركات تصنيع الشرائح الإلكترونية إنفيديا وإيه إم دي (AMD) وأوراكل (Oracle)، في إطار سعيها لتأمين مصادر متعددة للطاقة الحوسبية الضرورية لتدريب وتشغيل أنظمتها الذكية.
واعتمدت الشركة منذ عام 2019 على مايكروسوفت كمزوّد حصري لخدمات الحوسبة السحابية بموجب اتفاق شراكة معقّد جعل الأخيرة المستثمر الرئيس فيها، غير أن ذلك العقد حدّ من حرية أوبن إيه آي في التعامل مع مزوّدين آخرين دون موافقة مسبقة من مايكروسوفت.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإنه ومع تزايد احتياجات الشركة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، سمحت مايكروسوفت لأوبن إيه آي بإبرام صفقات منفصلة مع شركات أخرى.
وفي الأسبوع الماضي، أُعيد التفاوض على العقد بما يمنح الشركة حرية التعاقد مع أي مزوّد للحوسبة السحابية دون قيود، وهو ما مهّد مباشرة لتوقيع الاتفاق الجديد مع أمازون.
وتسعى أوبن إيه آي من خلال هذه الخطوة إلى توسيع البنية التحتية التي تدعم طموحاتها في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مشاريع أخرى لبناء مراكز بيانات جديدة بالتعاون مع أوراكل، ومجموعة سوفت بنك اليابانية.
كما عقدت الشركة اتفاقات تمويلية مع كبار مصنّعي الشرائح مثل إنفيديا وإيه إم دي وبرودكوم للمساهمة في إنشاء تلك المراكز.
وتأتي هذه التحركات وسط منافسة محتدمة بين شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ تجاوزت استثمارات أمازون وغوغل وميتا ومايكروسوفت مجتمعة 360 مليار دولار في النفقات الرأسمالية خلال العام الماضي وحده.
لكن بعض المحللين الماليين والمؤرخين التقنيين يحذرون من تضخّم فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، نظرًا لارتفاع تكاليفه وعدم وضوح جدواه الاقتصادية على المدى القصير.
فعلى الرغم من تحقيق أوبن إيه آي عائدات بمليارات الدولارات سنويًا، فإنها لا تزال بعيدة عن تحقيق الأرباح.