الفلكي الجوبي يعلن دخول "أربعينية الشتاء": ذروة البرد تبدأ رسمياً في اليمن
أعلن الفلكي اليمني أحمد الجوبي دخول اليمن رسميًا في موسم «الليالي» أو ما يُعرف بـ«أربعينية الشتاء»، وهي المرحلة الأشد برودة خلال العام، وفق التقويم الفلكي التراثي، والتي تمتد حتى الثاني من فبراير المقبل.
وأوضح الجوبي أن هذا الموسم بدأ في الخامس والعشرين من ديسمبر، ويُعد ذروة الشتاء من حيث انخفاض درجات الحرارة نهارًا وليلاً، حيث تتجلى مظاهره في تساقط أوراق الأشجار، وتكاثف الندى في ساعات الصباح، وظهور بخار النفس بفعل شدة البرودة.
وبحسب الموروث الفلكي الشعبي، تمتد «أربعينية الشتاء» أربعين يومًا، وتنقسم إلى مرحلتين أساسيتين. المرحلة الأولى تُعرف بـ«الليالي البيض»، وتستمر عشرين يومًا، وتتميّز بقسوة البرد وازدياد احتمالات العواصف، وتنقسم بدورها إلى فترتين هما «الكوالح» حتى الثالث من يناير، تليها «الطوالح» التي تمتد حتى الثالث عشر من الشهر نفسه.
أما المرحلة الثانية، فهي «الليالي السود»، ومدتها أيضًا عشرون يومًا، ورغم برودتها الشديدة، إلا أنها تُعد موسم خير وبركة على الزراعة، لما تحمله من أثر إيجابي على التربة والنبات. وتشمل هذه المرحلة فترتي «الموالح» حتى الثالث والعشرين من يناير، ثم «الصوالح» التي تنتهي في الثاني من فبراير.
وأشار الجوبي إلى أن هذه الفترة يعقبها عدد من المواسم الشتوية التراثية المعروفة، من بينها «ليالي العزازة» التي تمتد عشرة أيام وتتسم بتقلبات الطقس بين الدفء والبرودة، تليها «ليالي قرة العنز» الثلاث في منتصف فبراير، والتي تُعرف بكونها من أشد أيام الشتاء قسوة.
وأكد الفلكي أحمد الجوبي أن هذا التقسيم الفلكي الشعبي يشكّل جزءًا أصيلًا من الموروث الثقافي والهوية الوطنية، ويعكس علاقة الإنسان اليمني الوثيقة ببيئته ودورات الطبيعة، داعيًا إلى الحفاظ على هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة بوصفه ذاكرة جماعية متجذّرة في التاريخ.