خفوت لافت في أسعار القمح مع وفرة في إنتاج المحاصيل

وكالة أنباء حضرموت

تراجعت عقود القمح المستقبلية إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو 2024، مع اقتراب موسم الحصاد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث استفادت المحاصيل في عدد من أكبر الدول المنتجة من هطول الأمطار.

وانخفضت الأسعار الاثنين إلى ما دون 5.1 دولار للبوشل (27.2 كيلوغرام)، مدفوعةً بتحسن توقعات الحصاد في السهول الأميركية وضعف أسواق الحبوب ذات الصلة.

وقال دينيس فوزنيسينسكي المحلل الاقتصادي للزراعة في مصرف كومنولث بانك أوف أستراليا إن “العديد من أكبر الدول المُصدّرة ستبدأ جني المحصول قرب منتصف العام تقريبا ما يضغط على الأسعار في المدى القصير.”

وتوقع أن تؤدي التدفقات إلى زيادة الإمدادات. وقال لوكالة بلومبيرغ إن “أحوال المحاصيل في بعض أكبر الدول المنتجة أيضاً، مثل الولايات المتحدة وروسيا، لا تشكل مصدراً للقلق كما كان متوقعاً في البداية.”

وأشارت شركة فايزالا لتوقعات المناخ في مذكرة الجمعة إلى أنه يُرتقب هطول الأمطار على منطقة البحر الأسود طوال هذا الأسبوع، ما سيحسن رطوبة التربة ويفيد زراعة القمح شتاءً، بعد موجات الجفاف والبرد التي وقعت في وقت سابق من الموسم الجاري.

ولفتت في مذكرتها إلى استمرار الجفاف في مناطق متزايدة من الاتحاد الأوروبي، في حين يعاني المزارعون في الصين من الطقس السيء أيضاً.

وأبقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في تقريرها الشهري الصادر مطلع مايو على توقعاتها لإنتاج القمح على المستوى العالمي في 2025 دون تغيير عند 795 مليون طن، وهو ما يتماشى مع مستويات عام 2024.

وعلى مدار السنوات الأخيرة رجّح الخبراء وتقارير المنظمات الدولية أن تكبل مشكلات الجفاف وسلسلة الإمدادات العالمية التي تضرب مناطق كثيرة محاولات للحد سريعا من ارتفاع أسعار الغذاء في الأسواق بعد قفزات غير مسبوقة منذ عام 2022.

وينبع هذا القلق رغم تأكيد البعض أن ثمة عوامل وراء هذه التقلبات الشديدة في أسواق السلع الأساسية إلى جانب تأثيرات الأزمة الصحية العالمية، منها العرض والطلب وتغير أسعار العملات والمواقف الجيوسياسية والسياسات الحكومية وأيضا النمو الاقتصادي.

ورسم تجار ومحللون صورة مختلفة لتجارة القمح خلال هذا العام والذي يحكمه الطلب، بسبب الإنتاج المحلي الوفير لكبار المشترين الذين يحاولون تجنب التكاليف رغم استمرار تأثيرات تغير المناخ على إنتاج المحاصيل الإستراتيجية.

وتباطؤ عمليات الشراء من كبار المستوردين قد يحد من صعود الأسعار من خلال تبديد تأثير المخاوف من أن الطقس غير المواتي في البحر الأسود، أكبر منطقة مصدرة للقمح في العالم، والهند والولايات المتحدة قد يقلل الإنتاج.

منظمة الأغذية والزراعة تبقي على توقعاتها لإنتاج القمح على المستوى العالمي في 2025 دون تغيير عند 795 مليون طن

وفي الوقت نفسه، من شأن انخفاض الواردات الصينية أن يؤثر على المزارعين الأستراليين الذين انتهوا في الآونة الأخيرة من حصاد كمية غير مسبوقة تقريبا وأصبحوا يعتمدون على الطلب الصيني في السنوات القليلة الماضية.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج القمح في الصين خلال العام المنتهي في يونيو المقبل بنسبة 2.6 في المئة على أساس سنوي، وفقا لتقديرات وزارة الزراعة الأميركية المعلن عنها في الثاني والعشرين من يناير الماضي.

ورجحت مطاحن وتجار أن تشتري الصين، أكبر مستورد للقمح، في النصف الأول من هذا العام أقل من نصف الكميات التي اشترتها خلال 2024، في حين من المرجح أن يتباطأ نمو الطلب في إندونيسيا، ثاني أكبر مشتر للقمح، ومصر ثالث أكبر مشتر.

وقدمت الولايات المتحدة أول توقعاتها للعرض والطلب العالمي للموسم 2025 – 2026 في تقرير أصدرته الاثنين.

وتظهر التقديرات أن حجم المخزونات العالمية بلغ 261.4 مليون طن، بحسب متوسط توقعات المحللين في مسح أجرته بلومبيرغ، ليتجاوز بذلك مستوى 261 مليون طن المتوقع في نهاية الموسم الجاري.

ورغم ذلك، ستظل المخزونات عند هذا الحجم قرب أدنى مستوى منذ نحو عقد من الزمن، ما يترك السوق عرضة للخطر في حالة حدوث أيّ اضطرابات في الأحوال الجوية قبل جني المحصول.