ازدهار متسارع لبيئة أعمال الشركات الناشئة في دبي
كشفت غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، الاثنين عن مكاسب دعمها ومساهمتها في تأسيس المزيد من الشركات الناشئة، مما يجعل الإمارة تحافظ على الريادة في هذا القطاع بالأسواق العربية.
وعملت الغرفة على توسيع أعمال القطاع من خلال إطلاق 127 شركة رقمية ناشئة في الإمارة خلال الربع الأول من العام 2025، بنسبة نمو بلغت 135 في المئة بمقارنة سنوية، وسط نمو قوي في التمويل.
وبحسب منصة إنتربرينور ميدل إيست المتخصصة في الشركات الناشئة ورواد الأعمال، فقد بلغ عدد الشركات الناشئة التي تحتضنها دبي مع مطلع العام الماضي، نحو 306 شركات من أصل 749 شركة ناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجمعت الشركات الناشئة في المنطقة حوالي 678 مليون دولار بين يناير ومارس الماضيين، ويعتبر هذا أقوى أداء فصلي لها منذ نهاية العام 2023، وفقا لمنصة البيانات ماغنيت، والتي تتخذ من دبي مقرا لها.
ومن بين الشركات الناشئة في القطاع، تبرز سوق دوت كوم للتجارة الإلكترونية التابعة لمجموعة أمازون وشركة كريم التابعة لأوبر الأميركية وطلبات المملوكة لدليفري هيرو الألمانية.
وعقدت الغرفة خلال أول ثلاثة أشهر من هذا العام 4 فعاليات لدعم مجتمع الأعمال، وتمكين الشركات الناشئة ودعم المواهب وتعزيز الشراكات، والارتقاء بمنظومة ممارسة الأعمال.
كما قامت خلال الفترة المذكورة بتدريب 729 مشاركا في برامج تطوير المهارات الرقمية، بهدف تعزيز جاهزية الكوادر البشرية المتخصصة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة لمواكبة متطلبات المستقبل الرقمي.
وواصلت الغرفة جهودها لتعزيز دعم الشركات التي تسعى إلى إطلاق أو توسيع نطاق أنشطتها في الإمارة من خلال منصة “دعم وجذب الشركات” التي تقدم حزمة من الخدمات المؤسسية والتشغيلية.
وعلاوة على ذلك، تقديم خدمة توفيق الأعمال لمساعدة الشركات على إيجاد شركاء ومستثمرين والمستخدمين الملائمين لمتطلباتها.
وتم توسيع قاعدة شركاء المنصة من مزودي الخدمات من خلال التعاون مع 20 شريكا جديدا خلال الربع الأول من العام الجاري، ليرتفع بذلك إجمالي شركاء المنصة إلى 114 شريكا متخصصا في مجموعة متنوعة من المجالات الخدمية.
وأكد عمر سلطان العلماء، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن الغرفة ملتزمة بدورها المحوري في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للاقتصاد الرقمي.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى العلماء قوله “نسعى إلى ترسيخ مكانة دبي المركزية في اقتصاد المستقبل”، وذلك من خلال مواصلة “تطوير بيئة رقمية متكاملة تعتمد على بنية تحتية وتشريعية متقدمة.”
وأكد العلماء وهو وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، أن ذلك المسار سيسهم في تحفيز نمو الشركات الرقمية الناشئة والكبرى على حد سواء، وتمكينها من التوسع نحو العالمية انطلاقا من دبي، بالتزامن مع دعم تبني الابتكار وريادة الأعمال الرقمية.
وأضاف أن “الغرفة تحرص على تسريع وتيرة التحول الرقمي وتعزيز جاذبية دبي كوجهة رئيسية للاستثمارات التقنية وحاضنة رئيسية للتكنولوجيا والإبداع وابتكار حلول نوعية تساهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.”
وتتصدر دبي المدن العربية الأكثر جذبا للشركات الناشئة سريعة النمو، حيث تحتضن 40 في المئة من إجمالي الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويؤكد تسارع خطوات حكومة دبي في المراهنة على الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل طموحات دولة الإمارات الهادفة إلى تحقيق عوائد كبيرة لتمويل خطط التنمية، وحقيقة الرغبة لدى المسؤولين في الانفراد بعيدا في هذا المضمار.
وتطمح الإمارات إلى أن تصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا في غضون سنوات قليلة واجتذاب كبار اللاعبين في المجال لإنشاء أعمالهم والمساهمة في تنمية سوق التوظيف والمساعدة في صياغة قواعد تجعلها قبلة المستثمرين في الشرق الأوسط.
ونظمت الغرفة خلال الربع الأول 12 جولة في الأسواق العالمية لاستعراض مقومات بيئة الأعمال الرقمية المتطورة في دبي، والتعريف بأهمية معرض إكسباند نورث ستار باعتباره الحدث الأكبر عالميا للشركات الناشئة والمستثمرين، مقارنة بثلاث خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتستهدف هذه الجولات الترويجية تسليط الضوء على إكسباند نورث ستار الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي، وتستضيفه الغرفة في دبي هاربر خلال الفترة من الثاني عشر وحتى الخامس عشر من أكتوبر المقبل.
وانطلقت فعاليات الحملة الأولى للمعرض للعام 2025 من الولايات المتحدة، وشملت كلا من لاس فيغاس وفينيكس وسان فرانسيسكو، واستقطبت فعالياتها أكثر من 200 ممثل عن مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة والمستثمرين وشركات التكنولوجيا.
شركة ناشئة تم إطلاقها في الربع الأول من 2025 بنمو قدره 135 في المئة بمقارنة سنوية
وشكلت كندا المحطة الثانية للحملة، حيث عقدت الغرفة سلسلة من الفعاليات في ثلاث مدن كندية شملت كلا من تورنتو وميسيساغا وفانكوفر.
وتم الاجتماع مع أكثر من 350 من رواد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة بالإضافة إلى المستثمرين وممثلي مسرعات الأعمال وصناع السياسات الرقمية.
ونظمت الغرفة في شهر مارس الماضي حملة ترويجية للمعرض في أستراليا في كل من سيدني وملبورن، واستقطبت فعاليات الحملة 400 من شركاء منظومة الأعمال الرقمية من شركات ناشئة ومستثمرين وشركات تكنولوجية.
وتوفر المكاتب الخارجية خدمات متنوعة تشمل التعريف ببيئة الأعمال، وتنظيم لقاءات أعمال بينية، ومساعدة الشركات الإماراتية ورواد الأعمال في التعرف على إجراءات ومتطلبات مزاولة الأعمال في الأسواق المستهدفة.
وفي غمار المنافسة على توطين القطاع في باقي دول الخليج، دشنت الإمارات في مارس 2023 مرحلة جديدة في مسار خططها في هذا الاتجاه، من خلال الإعلان عن برنامج واعد يستهدف تسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاعات الصناعية والإنتاجية.
ويتضمن البرنامج تطوير ألف مشروع تكنولوجي، وإنشاء مراكز للتمكين الصناعي، كما يهدف إلى تصدير منتجات تكنولوجية إماراتية متقدمة بقيمة تناهز 4 مليارات دولار سنويا.
وكان الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أكد خلال إطلاق البرنامج حينها أن توظيف التكنولوجيا المتقدمة في الصناعات والمشاريع ركيزة أساسية “لتطوير اقتصادنا الوطني بالشراكة مع القطاع الخاص.”
وفي أعقاب ذلك بأشهر قليلة أطلقت سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز) صندوقا استثماريا بقيمة 135 مليون دولار لتمويل الشركات التكنولوجية الناشئة.