تطوير دواء على شكل هلام يعالج التهاب الأذن الوسطى الحاد

وكالة أنباء حضرموت

تمكن علماء من الولايات المتحدة من تطوير دواء على شكل هلام، قادر على علاج التهاب الأذن الوسطى الحاد خلال يوم واحد فقط.

وتبعا  لمجلة “أي.سي.أس نانو”، فإن الدواء الجديد لا يشبه في آلية عمله المضادات الحيوية التقليدية التي يجب تناولها عن طريق الفم لعدة أيام، إذ يمكن تطبيق الدواء مباشرة على طبلة الأذن، الأمر الذي يقلل من الأضرار التي قد تسببها الأدوية على الجهاز الهضمي.

ولجعل الدواء قابلا للامتصاص في طبلة الأذن قام العلماء بتغليف المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين في الليبوزومات ذات الشحنة السلبية، أي طبقات مزدوجة من الدهون، وخلطت الليبوزومات مع هيدروجيل يتصلب عند درجة حرارة الجسم ويوفر إطلاقا تدريجيا للدواء.

ولاختبار فعالية الدواء قام العلماء باختباره على حيوانات الشنشيلة المخبرية التي كانت تعاني من التهابات الأذن التي تشبه إلى حد كبير التهابات الأذن التي تصيب البشر، وأظهرت التركيبة الدوائية الجديدة فعالية ممتازة، إذ تخلصت الحيوانات من المرض في غضون 24 ساعة.

الدواء الجديد لا يشبه في آلية عمله المضادات الحيوية التقليدية التي يجب تناولها عن طريق الفم لعدة أيام.

ويعتقد مطورو هذا الدواء أن علاجهم سيكون مناسبا بشكل خاص للأطفال الصغار الذين يعانون من التهابات الأذن، إذ توجد صعوبة بإعطاء الأدوية التقليدية للأطفال، كما أن هذا النوع من العلاج سيقلل بشكل كبير من استعمال المضادات الحيوية في حالات أمراض الأذن المرتبطة بالالتهابات.

وتعد الأذن من الأعضاء الحساسة في الجسم، وهي عرضة للالتهابات التي تؤثر على حياة الأشخاص. والتهاب الأذن هو مشكلة صحية شائعة، لاسيما بين الأطفال، والذي قد يسبب آلاما حادة داخل الأذن. تحدث هذه الالتهابات نتيجة لعدة عوامل تشمل العدوى البكتيرية أو الفايروسية، والتهاب الجيوب الأنفية الحاد، أو حتى تراكم الشمع.

وقد تتسبب الاتهابات أو العدوى البكتيرية في نمو دمل أو حبة في داخل قناة الأذن، وعادة ما يبدأ هذا النوع من الالتهابات مع تضرر في أنسجة قناة الأذن. ودمل الأذن عادة ما يكون على شكل حبة مؤلمة ومثيرة للحكة، ومن الممكن أن تنفجر في أي وقت ليخرج منها قيح أو صديد.

وعادة ما تشفى دمامل الأذن دون تدخل طبي ولكن وفي حال لم يحصل ذلك يمكن استشارة الطبيب الذي غالبا سوف يصف مسكنات للألم مع مضادات حيوية، وقد يحتاج الطبيب إلى القيام بإزالة الصديد من الدمل من أجل تخفيف الألم.

أما تصلب الأذن الوسطى فهو عبارة عن مرض جيني يتسبب به نمو غير طبيعي للعظام في داخل الأذن، وقد يتسبب هذا المرض من أمراض الأذن بفقدان السمع بل حتى إنه أحد الأمراض الشائعة التي تتسبب بفقدان السمع.

ومن أهم الأعراض الظاهرة الشعور بدوار ودوخة، وطنين في إحدى الأذنين أو كليهما، وفقدان للسمع. ويعد التهاب الأذن، عموما، حالة طبية تحدث عندما تُصاب أجزاء من الأذن بالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو فايروسية، أو بسبب عوامل أخرى مثل الحساسية أو تراكم الشمع. يُمكن أن يؤثر الالتهاب على الأذن الوسطى، الأذن الخارجية، أو الأذن الداخلية، ويُعتبر من أكثر الحالات شيوعا لدى الأطفال، لكنه يمكن أن يُصيب الكبار أيضا.

ويُعد التهاب الأذن الوسطى من أكثر أنواع الالتهابات شيوعا، وخصوصا عند الأطفال. ويحدث هذا النوع نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فايروسية، ويمكن أن تسبب هذه العدوى تجمع السوائل خلف طبلة الأذن. من بين الأسباب الرئيسية لالتهابات الأذن الوسطى:

العدوى البكتيرية: تحدث نتيجة انتقال بكتيريا من الجهاز التنفسي العلوي، مثل الجيوب الأنفية أو الحلق، إلى الأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس.
العدوى الفايروسية: الفايروسات مثل الأنفلونزا التي يمكن أن تسبب التهاب الأذن.
انسداد قناة استاكيوس: يؤدي انسداد القناة إلى عدم تصريف السوائل، مما يسبب بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفايروسات.
ويُعد التهاب الأذن الداخلية من الأنواع الخطيرة والتي تؤثر بشكل مباشر على التوازن والسمع. ويعتبر هذا النوع نادرا مقارنة بالتهاب الأذن الوسطى، ولكنه يرتبط بمخاطر أكبر. تتعدد الأسباب، لكن معظم الحالات تنتج عن فايروس وتؤثر على الأعصاب في الأذن الداخلية.

تصلب الأذن الوسطى فهو عبارة عن مرض جيني يتسبب به نمو غير طبيعي للعظام في داخل الأذن، وقد يتسبب هذا المرض من أمراض الأذن بفقدان السمع

أما التهاب الأذن الخارجية، والمعروف بأذن السباح، هو التهاب يحدث في قناة الأذن الخارجية. عادة ما يحدث بسبب تعرض الأذن للرطوبة لفترات طويلة، ما يعزز من نمو البكتيريا. ويمكن أن يتسبب استخدام الأدوات الحادة لتنظيف الأذن أيضا في تلف الجلد وتسهيل الإصابة بالعدوى.

ويعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن. ويعود ذلك إلى عدة عوامل تشمل:

صغر حجم قناة استاكيوس: مما يؤدي إلى سهولة انسدادها.
ضعف الجهاز المناعي: يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
التهابات الجهاز التنفسي: قد تنتقل العدوى من الأنف إلى الأذن بسهولة.
وتتشابه أسباب التهاب الأذن عند الرضع مع تلك التي تصيب الأطفال، لكن طبيعة أجسامهم تجعلهم أكثر عرضة للمشاكل الصحية المرتبطة بالأذن، مثل تجمع السوائل خلف طبلة الأذن بسبب صعوبة تصريفها، واستخدام الزجاجة أثناء الاستلقاء، ما يؤدي إلى تسرب الحليب إلى الأذن وزيادة احتمالية الالتهاب.

والالتهابات المتكررة للأذن يمكن أن تكون مشكلة محبطة، وتحدث بسبب عدة عوامل منها عدم اكتمال علاج العدوى السابقة، ما يترك فرصة للبكتيريا للنمو مرة أخرى، والتعرض المستمر للعوامل المثيرة مثل التدخين السلبي أو التغيرات الجوية المفاجئة.