الخطوة الأولى مونديال الأندية.. تشابي ألونسو يقبل التحدي مع ريال

وكالة أنباء حضرموت

 انتهى آخر حلم لريال مدريد من أجل تفادي الخروج بموسم صفري، بخسارة مؤلمة في الكلاسيكو ضد الغريم برشلونة بنتيجة 3 – 4.

فالهزيمة في الكلاسيكو لم تعن خروج الميرنغي من سباق اللقب على الليغا فقط، بل فتحت نار الانتقادات على الموسم الكارثي الذي عاشه الفريق.

وعندما عاد فلورنتينو بيريز إلى رئاسة ريال مدريد في صيف 2009، كان واضحا أن الرجل الذي أطلق ثورة “الجلاكتيكوس” مطلع الألفية، ينوي كتابة فصل جديد من مشروعه الرياضي والإداري، لكن برؤية مختلفة. وبعد إنفاقه الباذخ في ولايته الأولى على أسماء لامعة مثل زيدان، وفيغو، وبيكهام، أدرك أن قواعد اللعبة في كرة القدم الأوروبية تغيرت، وأن النجاح المستدام يتطلب الجمع بين الاستقرار المالي، وبنية تحتية متطورة.

ومن هنا، ولد حلم فلورنتينو بيريز الجديد، وهو تحويل ملعب سانتياغو برنابيو إلى درة معمارية حديثة، وأحد أفضل الملاعب متعددة الاستخدامات في العالم. والمشروع، الذي بدأ فعليا عام 2019، قُدم كاستثمار طويل الأمد لتأمين عوائد مالية ثابتة ومستدامة للنادي، حتى في السنوات التي قد يتراجع فيها الأداء الرياضي.

وكان بيريز مدركا أن تنفيذ مشروع بهذا الحجم يتطلب تمويلا ضخما يتجاوز 900 مليون يورو، ما دفع الإدارة لاعتماد حلول تمويل مبتكرة، مثل إصدار سندات بقيمة 575 مليون يورو، إلى جانب قروض بنكية طويلة الأجل تمتد حتى 2049، مع ضمانات بفوائد منخفضة.

في المقابل، سيُجهز الملعب الجديد بسقف متحرك يُغلق ويُفتح خلال دقائق، وشاشة بانورامية بزاوية 360 درجة تحيط بالمقاعد، وملعب متحرك بتقنيات متقدمة تتيح استضافة حفلات موسيقية، ومؤتمرات، وأحداث رياضية متنوعة، إضافة إلى مطاعم فاخرة، ومتاجر، ومتحف جديد، وحتى فندق داخل الملعب. وصُممت هذه الإضافات بعناية لزيادة دخل النادي من الملعب إلى أكثر من 300 مليون يورو سنويا، مقارنة بحوالي 150 مليون يورو قبل التجديد.

الصفقات المجانية
في ظل هذه الأعباء المالية، بدت إستراتيجية بيريز في سوق الانتقالات منطقية، حيث ركز على الصفقات المجانية

في ظل هذه الأعباء المالية، بدت إستراتيجية بيريز في سوق الانتقالات منطقية، حيث ركز على الصفقات المجانية، أو منخفضة التكلفة للحفاظ على التوازن المالي.

ولم تكن هذه مجرد خطة نظرية، بل تجسدت في تعاقدات النادي، مثل ضم ديفيد ألابا من بايرن ميونخ عام 2021، وأنطونيو روديغر من تشيلسي 2022، وأخيرا كيليان مبابي عام 2024، الذي انضم مجانا بعد مفاوضات طويلة ومعقدة مع باريس سان جرمان.

وفي كلمته أمام الجمعية العمومية للنادي عام 2024، أوضح بيريز فلسفته قائلا “مشروع البرنابيو الجديد سيمنح ريال مدريد الاستقرار المالي لعقود قادمة، وسيجعلنا ننافس ليس فقط داخل الملعب، بل في عالم الأعمال والترفيه أيضا.”

واختصرت هذه الكلمات رؤيته: استثمار في المستقبل حتى لو كان ذلك على حساب بعض التدعيمات الفورية، ما أثار جدلا بين جماهير النادي والمحللين حول تأثير هذه السياسة على القدرة التنافسية للفريق على المدى القريب.

ومنذ انطلاق الموسم الحالي واجه ريال مدريد واحدة من أصعب الأزمات الدفاعية في تاريخه الحديث. بدأت الأزمة بصدمة مبكرة، حيث تعرض إيدير ميليتاو لقطع في الرباط الصليبي مع بداية الموسم، بينما استمر غياب ديفيد ألابا مع عدم وضوح موقفه حتى نهاية يناير الماضي، كما أصيب داني كارفاخال، الظهير الأيمن وقائد الفريق، بقطع في الرباط الصليبي أيضا.

وفجأة، أصبح خط دفاع ريال مدريد هشا ومكشوفا، معتمدا فقط على أنطونيو روديغر، والشاب الصاعد راؤول أسينسيو.

واضطر المدرب كارلو أنشيلوتي إلى اعتماد حلول مؤقتة، مثل توظيف إدواردو كامافينجا كقلب دفاع، أو سحب أوريلين تشواميني، لاعب الوسط الدفاعي، إلى مركز قلب الدفاع في بعض المباريات.

رغم محاولات الفريق للحفاظ على تماسكه، ظهرت علامات الخلل بوضوح في الأداء الدفاعي، سواء في الليغا، أو دوري أبطال أوروبا

ورغم محاولات الفريق للحفاظ على تماسكه، ظهرت علامات الخلل بوضوح في الأداء الدفاعي، سواء في الليغا، أو دوري أبطال أوروبا.

ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ارتفعت أصوات الجماهير والإعلام، مطالبة الإدارة بالتحرك السريع لسد هذه الثغرة الواضحة، خاصة مع توفر مدافعين في السوق يمكنهم تقديم حلول فورية. لكن إدارة ريال مدريد، تمسكت بموقفها بعدم الإنفاق في منتصف الموسم، معتبرة أن الأسعار مبالغ فيها، وأن النادي يجب أن يحافظ على استقراره المالي في ظل التزاماته بمشروع البرنابيو.

وفي مؤتمر صحفي وقتها، أشار أنشيلوتي بحذر إلى حاجته لتعزيزات، لكنه سرعان ما تراجع، مؤكدا ثقته في اللاعبين المتاحين. وكان لهذا القرار ثمنه، إذ بدأ الفريق يفقد صلابته في المباريات الكبرى، وأصبح أكثر عرضة للكرات العرضية والاختراقات المباشرة.

وفي الليغا، خسر ريال مدريد نقاطا حاسمة في مباريات كان يمكن حسمها، وفي دوري أبطال أوروبا، باتت المواجهات مع الفرق الكبرى محفوفة بالمخاطر بسبب افتقار الفريق لمدافعين من الطراز الأول. وحتى مع تألق روديغر في معظم المباريات، أثر الإجهاد البدني الناتج عن غياب التناوب على مستواه مع مرور الأسابيع.

الحل المنتظر
ويستعد كارلو أنشيلوتي لمغادرة ريال مدريد خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع الجولة الأخيرة من الليغا، ليتولى تدريب منتخب البرازيل. وسيخلفه في القيادة الفنية للميرنغي تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، بعد إنجازه التاريخي بقيادة الفريق الألماني للتتويج بلقب البوندسليغا دون هزيمة في الموسم الماضي.

ويمتلك ألونسو، أحد أساطير خط وسط ريال مدريد، رؤية تكتيكية حديثة تجمع بين الضغط العالي، التنظيم الدفاعي الصلب، والهجمات المرتدة السريعة. لكن السؤال الجوهري يبقى: حتى لو تم تعيينه بعد نهاية الموسم وقبل كأس العالم للأندية المقررة صيف 2025 في الولايات المتحدة، هل سيملك ألونسو الوقت الكافي لإعادة بناء خط الدفاع المهتز، وإعداد الفريق للمنافسة على الألقاب؟