شخصيات ألمانية بارزة تدين موجة الإعدامات في إيران وتدعو إلى خطة السيدة مريم رجوي

شخصيات ألمانية بارزة تدين موجة الإعدامات في إيران وتدعو إلى خطة السيدة مريم رجوي

في تظاهرة قوية من التضامن عبر الأحزاب، اجتمع برلمانيون ألمان بارزون ووزراء سابقون ودبلوماسيون كبار ومدافعون عن حقوق الإنسان في برلين يوم 5 نوفمبر 2025، لمعالجة أزمة حقوق الإنسان المتصاعدة في إيران.

شخصيات ألمانية بارزة تدين موجة الإعدامات في إيران وتدعو إلى خطة السيدة مريم رجوي

حفظ الصورة
موسى أفشار
خريج جامعة المستنصرية ببغداد محلل الشأن الإيراني وشؤون الشرق الأوسط خاصة الشؤون العربية. منذ أكثر من 20 عامًا يعمل كاتبًا ومحللًا في وسائل الإعلام العربية. عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كاتب مقالات وله مقابلات وآراء عديدة في وسائل الإعلام العربية الرصينة
وکالة الانباء حضر موت

في تظاهرة قوية من التضامن عبر الأحزاب، اجتمع برلمانيون ألمان بارزون ووزراء سابقون ودبلوماسيون كبار ومدافعون عن حقوق الإنسان في برلين يوم 5 نوفمبر 2025، لمعالجة أزمة حقوق الإنسان المتصاعدة في إيران. المؤتمر، الذي تضمن كلمة رئيسية للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، ركز على موجة الإعدامات المروعة التي ينفذها النظام، والحاجة الملحة إلى تحول حاسم في السياسة الدولية بعيداً عن سياسة الاسترضاء ودعماً لنضال الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية.

برلين تحذر من اتساع نفوذ جهاز مخابرات النظام الإيراني واستهداف المعارضين على أراضيها

ذكرت صحيفة تاغس شبيغل الألمانية أنّ جهاز المخابرات التابع للنظام الإيراني كثّف في الأشهر الأخيرة أنشطته داخل ألمانيا بشكلٍ ملحوظ، فيما أفاد أعضاء في المعارضة الإيرانية بارتفاع مستوى التهديدات ضدهم.

أدان المتحدثون بالإجماع حملة القمع الوحشية التي يشنها نظام طهران ضد مواطنيه، والتي اعتبروها محاولة يائسة لإخماد السخط المجتمعي المتنامي ودرء الانتفاضات الشعبية. وبرز إجماع واضح حول “الخيار الثالث” لإيران — وهو مسار يرفض كلاً من التدخل العسكري الأجنبي والمصالحة مع الثيوقراطية الحاكمة، ويدعو بدلاً من ذلك إلى التغيير الديمقراطي بقيادة الشعب الإيراني وحركته المقاومة المنظمة.

السيدة مريم رجوي: الإعدامات علامة على نظام يائس يخشى الانتفاضة

في كلمتها أمام المؤتمر، قدمت السيدة مريم رجوي صورة قاتمة للوضع داخل إيران، مسلطة الضوء على موجة الإعدامات القياسية التي ينفذها النظام كأداة لترهيب مجتمع على وشك الانفجار. وأفادت أنه في أكتوبر 2025 وحده، أعدم النظام ما لا يقل عن 285 سجيناً، من بينهم سبع نساء وقاصر واحد.

وأوضحت السيدة رجوي أن هذه الوحشية هي استجابة مباشرة لعدم استقرار النظام الأساسي، حيث أن [الولي الفقيه] علي خامنئي “محاط بغضب الشعب الإيراني” الذي سئم من الفقر والفساد وتبديد الثروة الوطنية على القمع وإثارة الحروب.

وشددت على أن النظام ينهار اقتصادياً وغير قادر على الإصلاح، وأن جميع فصائله متحدة فقط في التزامها بالقمع. وجادلت بأن هذا الخوف من الانتفاضات الشعبية هو القوة الدافعة وراء إعدام السجناء السياسيين، بمن فيهم أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية غالباً بعد محاكمات صورية لا تستغرق سوى دقائق.

ودعت السيدة رجوي المجتمع الدولي إلى دعم حملة “لا للإعدام” والإضرابات عن الطعام المستمرة في 54 سجناً إيرانياً. واختتمت بدعوة قوية لنهج دولي جديد، محددة ثلاث توصيات سياسية ملموسة:

  1. إحالة ملف حقوق الإنسان الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.
  2. محاسبة قادة النظام على جرائمهم ضد الإنسانية عبر مبدأ الولاية القضائية العالمية.
  3. الضغط على طهران للسماح للمراقبين الدوليين بدخول سجونها.

وأكدت على شرعية نضال الشعب الإيراني قائلة: “نحن نناضل من أجل جمهورية ديمقراطية وسيادة شعبنا… نريد استعادة بلدنا. نريد الحرية لشعبنا المكبل. ولن نرتاح حتى يتحقق ذلك”.

دعم ألماني واسع للمقاومة الإيرانية وخطة النقاط العشر

أعرب البرلمانيون والشخصيات الألمانية عن دعمهم الثابت للمقاومة الإيرانية، مقدمين تحليلات قوية للوضع:

  • كارستن مولر (رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبوندستاغ): افتتح المؤتمر مرحباً بالدعم الواسع، وكشف عن “نتائج حالية تشير إلى أنشطة استخباراتية واسعة النطاق للنظام الإيراني في ألمانيا” تستهدف وتضايق أنصار المعارضة. ودعا بقوة إلى تصنيف [حرس النظام الإيراني (IRGC)] كمنظمة إرهابية، متسائلاً: “بصراحة، ما هو السبب اليوم لعدم تنفيذ هذا التصنيف؟”.
  • بيتر ألتماير (وزير الاقتصاد والطاقة الفيدرالي الألماني السابق): وصف النظام الإيراني بأنه “الأكثر قسوة في العالم” و “معزول كما لم يكن من قبل”. وأشاد بخطة النقاط العشر للسيدة رجوي باعتبارها خارطة طريق “فريدة” لإيران المستقبل، تلتزم بجمهورية علمانية والمساواة بين الجنسين وسيادة القانون.
  • الدكتور يواخيم روكر (الرئيس السابق لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة): أشار إلى أن إيران دخلت “مرحلة جديدة شديدة الظلام” مع أكثر من 1400 إعدام منذ بداية عام 2025. وأعرب عن قلقه البالغ من أن أصواتاً داخل النظام تصف الآن مجزرة عام 1988 (التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي) بأنها “تجربة تاريخية ناجحة” يجب تكرارها. ودعا إلى إدراج [حرس النظام الإيراني] على قائمة الإرهاب ومحاسبة المسؤولين بموجب الولاية القضائية العالمية.
  • مارتن باتسلت (عضو سابق في البوندستاغ): استذكر مؤامرة النظام الإرهابية الفاشلة عام 2018 لاستهداف تجمع [المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية] في باريس. ورفض بشدة فكرة رضا بهلوي كـ “بديل زائف”، واصفاً إياه بأنه “ممثل بلا برنامج أو قاعدة اجتماعية”، مؤكداً أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو “البديل الوحيد المعترف به القادر على تولي الحكومة وقيادة البلاد إلى العالم الحر”.
  • الدكتور أولريش زايدت (سفير ألماني سابق): ركز على التهديدات الأمنية المباشرة التي يشكلها النظام لألمانيا. واستشهد بإعلان مشترك لـ 14 دولة غربية (يوليو 2025) يدين أجهزة المخابرات الإيرانية للتخطيط “لقتل واختطاف ومضايقة الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية”، مطالباً بإجراءات وليس مجرد كلمات.

شهادات حية: إرهاب النظام يلاحق النشطاء حتى في ألمانيا

تضمن المؤتمر أيضاً شهادات مؤثرة من أعضاء الجالية الإيرانية في ألمانيا، كشفت عن وحشية النظام الممتدة عبر الأجيال وعبر الحدود.

  • حنيف ماهوتشيان (خريج قانون): كشف عن تكثيف غير مسبوق لأنشطة المخابرات الإيرانية في ألمانيا، وتفاصيل حملة تهديدات (بالقتل والاختطاف وتعذيب أفراد الأسر في إيران) لإجبار النشطاء على التجسس ضد المعارضة. كما كشف أن “محاكمة صورية” جارية في طهران ضد 104 من أعضاء المقاومة تضمنت تهديداً مباشراً من القاضي “بتنفيذ هذه الإعدامات بشكل مستقل في أوروبا”. وطالب بطرد جواسيس النظام وإغلاق بعثاته الدبلوماسية ووصفها بأنها “مراكز لشبكات الإرهاب”.
  • سحر سنائي (معالجة نفسية) وسانيا محمدي (شابة ناشطة): شاركتا قصصهما العائلية المأساوية، حيث فقدتا أفراداً من عائلتيهما بسبب إعدامات النظام. وربطتا خسارتهما الشخصية بالنضال الجماعي، مؤكدتين أن “التغيير الديمقراطي هو خيارنا الوحيد” وأن “أنشطة المقاومة الإيرانية منحتنا الكثير من الشجاعة والأمل”.

رسالة موحدة: إنهاء الاسترضاء ودعم البديل الديمقراطي

اختتم مؤتمر برلين برسالة موحدة: اعتماد النظام الإيراني على الإعدامات الجماعية هو علامة ضعف نهائي وليس قوة. دعا المتحدثون بشكل جماعي إلى إنهاء سياسة [الاسترضاء] الفاشلة وحثوا الحكومات الغربية على الوقوف بحزم مع الشعب الإيراني، والاعتراف بحقه في مقاومة الاستبداد ودعم بديله الديمقراطي المنظم في [المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية]، لتمهيد الطريق نحو إيران حرة وعلمانية وديمقراطية.