إسرائيل تشن أعنف قصف على جنوب لبنان منذ الهدنة الهشة
شنّت اسرائيل سلسلة غارات في جنوب لبنان الخميس، على ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بدون أن تفيد بوقوع ضحايا، مع تواصل الضربات خلال الأشهر الأخيرة رغم سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، بعد مواجهة استمرّت لأكثر من عام، على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأوردت الوكالة "نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي اعتبارا من الحادية عشرة والربع من صباح اليوم (09:15 ت غ) عدوانا جويا واسعا على منطقة النبطية" عبر "سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين" استهدفت "الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان".
وشاهد مصوّر فرانس برس دخانا متصاعدا من إحدى التلال في منطقة النبطية.
وأفادت الوكالة بأن الغارات أسفرت عن "انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب"، كما أثارت حالة من "الرعب والهلع" بين السكان الذين سارعوا لإخراج أولادهم من المدارس وسط زحمة سير خانقة.
وأشارت الى أن "عشرات سيارات الإسعاف" توجهت إلى محيط المواقع المستهدفة، من دون أن تفيد بوقوع إصابات.
وقال الطبيب جمال صباغ (29 عاما) الذي كان يقوم بجولة صحية في مدرسة بقرية شوكين قرب النبطية، "سمعنا دويا قويا، حوالي عشر ضربات متتالية. بعض الأولاد خافوا وحالة ذعر سادت والأساتذة خافوا أيضا".
أضاف "كان هناك حالة إرباك وتوتر"، مشيرا الى أن الضربات استهدفت "الجبال في محيط النبطية".
وأظهرت لقطات تصاعد سحب من الدخان الكثيف من مناطق جبلية وحرجية وأودية بعيدة عن المناطق السكنية.
وفي سياق متصل، أفاد مصدران أمنيان لبنانيان لوكالة رويترز بأن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 14 ضربة جوية على منطقة النبطية في جنوب البلاد اليوم الخميس، واصفين إياها بأنها واحدة من أعنف عمليات القصف الإسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي.
ودعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في تصريح صحفي، خلال جولة في محافظة بعلبك شرق لبنان، إلى وضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية، "أسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن حكومته لم تدخر أي جهد لتسريع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية". وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل الدولة العبرية شنّ ضربات تقول إنها تستهدف عناصر في حزب الله أو "بنى تحتية" عائدة له لا سيما في جنوب لبنان.
وأتت غارات الخميس غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة الفلسطينية خالد أحمد الأحمد بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الأحمد الذي قال إنه "شغل منصب مسؤول عمليات حماس في القطاع الغربي في لبنان"، معتبرا أن "أنشطته شكلت تهديدا لدولة إسرائيل ومواطنيها".
وفي أبريل الماضي، قصفت إسرائيل مبنى في جنوب بيروت زعمت أنه يُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لجماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وتأتي هذه التطورات في ظل تأكيد السلطات اللبنانية على قرارها "حصر السلاح بيد الدولة"، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لسحب سلاح حزب الله بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل.
ونصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أميركية وفرنسية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
وكذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها في جنوب لبنان خلال الحرب. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود.