الحوثيون لن يتوقفوا عن استهداف السفن الإسرائيلية رغم الاتفاق مع واشنطن

وكالة أنباء حضرموت

ما زالت السفن الإسرائيلية "عرضة للاستهداف" عند عبورها الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن، بحسب مسؤول حوثي، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والمتمردين اليمنيين الذي أعلنه الوسيط العماني.

وهذا الاستثناء يلقي بظلال من الشك على فرص السلام، يحمل في طياته تداعيات محتملة على جماعة الحوثيين المدعومة من إيران وعلى طهران نفسها، التي تواجه ضغوطا متزايدة لكبح جماح وكلائها في المنطقة.

وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين عبدالمالك العجري لوكالة فرانس برس إن "الممرات المائية آمنة لكل السفن العالمية باستثناء إسرائيل"، وأنها إذا مرّت "قد تكون عرضة للاستهداف". وأضاف أن "إسرائيل خارج الاتفاق. لكن بقية السفن الأميركية وغيرها هي ضمن الاتفاق".

وأعلن وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي الثلاثاء اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة، موضحا أنه "لن يستهدف أي منهما الآخر بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب".

وجاء ذلك بعيد قرار مفاجئ لدونالد ترامب بوقف العملية العسكرية الأميركية على المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.

وقال ترامب إن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، مضيفا أنهم "استسلموا".

وتشير تقارير إلى أن إيران ربما لعبت دورا في تسهيل الهدنة، وسط توقعات بأن الولايات المتحدة وجهت رسائل حازمة لطهران بشأن عواقب استمرار تهديد الحوثيين للملاحة، ومع ذلك، فإن إصرار الحوثيين على استثناء إسرائيل يطرح تساؤلات حول مدى نفوذ طهران الفعلي على الجماعة.

وتواجه الولايات المتحدة تحديا في مواجهة قوة الحوثيين المتنامية، والمدعومة بصواريخ إيرانية متطورة، والتي يرى مراقبون أنها تحمل بصمات روسية وكورية شمالية في الحرب على أوكرانيا.

ويضع إصرار الحوثيين على تحدي الهدنة الأميركية واستمرار استهداف إسرائيل إيران في موقف حرج، حيث قد يُنظر إلى عدم قدرتها على كبح جماح وكلائها على أنه ضعف، بينما قد يؤدي تشجيع هذه الأعمال إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق يضر بمصالح طهران وسعيها لتخفيف العقوبات الدولية.

وقبل ساعات من الإعلان الأميركي، نفّذت إسرائيل غارات جوية مكثفة دمّرت بشكل كامل مطار صنعاء الدولي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بحسب الحوثيين.

وكان الهجوم الإسرائيلي هو الثاني على اليمن خلال 24 ساعة، ردا على هجوم صاروخي للحوثيين على مطار بن غوريون.

وتطلق جماعة الحوثيين في اليمن صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023.

ويشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، "نصرة" للفلسطينيين في قطاع غزة.

ومنذ مطلع 2024، شنّت الولايات المتّحدة حليفة إسرائيل، ضربات ضدّ الحوثيين شاركت فيها أحيانا بريطانيا.

وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادة نحو 12 بالمئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.