تعز تنتفض.. مسيرة غاضبة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وعودة الخدمات الأساسية
خرج آلاف المواطنين صباح اليوم الأربعاء في مدينة تعز، في مسيرة شعبية حاشدة جابت شوارع المدينة انطلاقًا من شارع جمال الحيوي للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وعودة الخدمات الأساسية في مقدمتها الكهرباء والمياه وسط تصاعد حالة الغضب الشعبي من تفاقم الأزمة الخدمية والمعيشية.
المتظاهرون رفعوا لافتات وهتفوا بشعارات تعبّر عن سخطهم المتزايد من انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه اللذين يثقلان كاهل السكان منذ سنوات دون بوادر لحلول حقيقية.
واتهم المحتجون الجهات الرسمية بـالإهمال المزمن مطالبين السلطات المحلية والحكومة المعترف بها دوليًا بالتحرك الجاد لرفع المعاناة اليومية عن الأهالي مؤكدين أن المدينة تواجه كارثة إنسانية بصمت رسمي مخزٍ.
المسيرة لم تقتصر على المطالب الخدمية، بل اتسعت لتشمل نداءات اقتصادية حيث طالب المحتجون بضرورة إلزام التجار بتخفيض أسعار السلع الأساسية بما يتواكب مع التحسن الأخير في سعر صرف الريال اليمني، متهمين كبار التجار بالتلاعب بالأسعار والاستثمار في معاناة المواطنين في ظل غياب الدور الرقابي للسلطات المعنية.
وفي مشهد لافت رُفعت شعارات سياسية تطالب برحيل المسؤولين الفاسدين من مواقعهم، وتحميلهم مسؤولية الانهيار الخدمي والاقتصادي الذي تعيشه المدينة. وطالب المحتجون بإجراء تغييرات شاملة في مفاصل الإدارة المحلية، وإحالة المتورطين في قضايا فساد إلى المحاسبة مؤكدين أن تعز بحاجة إلى قيادة جديدة تمتلك الكفاءة والنزاهة وتعمل من أجل مصلحة الناس لا على حسابهم.
وتأتي هذه المسيرة كجزء من موجة احتجاجات تتصاعد في عدد من المحافظات المحررة نتيجة استمرار التدهور المعيشي وتفاقم الأزمات رغم التحسن النسبي في مؤشرات الاقتصاد ما يعكس بحسب مراقبين حجم الفجوة بين السياسات الحكومية وواقع المواطنين.
ويرى مراقبون أن صمت السلطات تجاه هذه المطالب قد يفتح الباب أمام تحركات شعبية أكثر اتساعًا في مدينة لطالما دفعت الثمن الأكبر في الحرب وظلت صامدة رغم الحصار والنسيان.