هجمات الحوثي على الملاحة البحرية.. إدانات دولية ومطالب بـ«رد حازم»

وكالة أنباء حضرموت

أثار استئناف مليشيات الحوثي هجماتها البحرية تنديدًا غربيًا ويمنيًا، ووُصفت بأنها «تهديد خطير للأمن البحري».

وأصدرت كل من اليمن، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، الثلاثاء، بيانات منفصلة نددت بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والتي كان آخرها استهداف سفينتي «ماجيك سيز» و«إتيرنيتي سي».

وقد أسفرت تلك الهجمات عن غرق سفينة «ماجيك سيز»، فيما قُتل شخصان إثر هجوم شنته طائرات مسيّرة وقوارب سريعة تابعة للحوثيين استهدف السفينة «إتيرنيتي سي» التي ترفع علم ليبيريا، قبالة ميناء الحديدة.

هجمات إجرامية وتصعيد خطير
أدانت الحكومة اليمنية بأشد العبارات «الهجمات الإرهابية المستمرة التي تنفذها مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر والممرات المائية، بالنيابة عن النظام الإيراني ومشروعه التخريبي في المنطقة»، واعتبرتها «تصعيدًا خطيرًا في المنطقة».

وأكدت الحكومة اليمنية في بيان أن «هذه الهجمات الإجرامية التي تتبناها المليشيات الحوثية علنًا، تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن البحري، وتنذر بكوارث بيئية مدمّرة، وتكشف مجددًا عن نهج وطبيعة هذه الجماعة المارقة، التي تغلّب مصالح داعميها على مصالح الشعب اليمني، وسيادة وسلامة أراضيه، وتحويلها إلى منصة لتهديد السلم والأمن الدوليين، وإمدادات الطاقة العالمية».

وحمل البيان «المليشيات الحوثية والنظام الإيراني كامل المسؤولية عن التبعات الاقتصادية والبيئية والإنسانية الناجمة عن هذا التصعيد الإرهابي، الذي من شأنه تعميق المعاناة، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، وتدفق السلع الأساسية التي تشتد إليها حاجة الملايين من شعوب المنطقة، فضلًا عن عسكرة المياه الإقليمية، وتعريض اليمن وبُناه التحتية لمزيد من الخراب».

ودعت الحكومة اليمنية «المجتمع الدولي، وفي طليعته مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد هذا السلوك العدائي، بما في ذلك الالتحاق بقرار تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، والتوقف عن تقديم أي حوافز سياسية لها، وردع التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة».

وشدد البيان على أن «نجاح أي جهود لإنهاء التهديد الحوثي الإرهابي مرهون بدعم الحكومة اليمنية، العضو في الأمم المتحدة، وقواتها المسلحة، من أجل استعادة مؤسسات الدولة، وتمكينها من بسط سيادتها على كامل ترابها الوطني».

قتل متعمّد
وفي إدانة هي الثانية تواليًا، نددت الولايات المتحدة بـ«الهجوم المتهور والوحشي المستمر الذي شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية على السفينة التجارية «إتيرنيتي سي»، والذي أسفر عن إصابات وخسائر فادحة في الأرواح بين أفراد طاقمها المدني».

ووصفت الولايات المتحدة، في بيان لسفارتها لدى اليمن، الهجوم بأنه «أعنف هجوم لهم حتى الآن»، وقالت إن «الحوثيين يظهرون مرة أخرى تجاهلًا صارخًا للحياة البشرية، وتقويضًا لحرية الملاحة في البحر الأحمر، وتحديًا لقرارات مجلس الأمن، وتهديدًا لاستقرار المنطقة».

وأكد البيان أن «القتل المتعمد للبحارة الأبرياء يُظهر لنا جميعًا الوجه الحقيقي للحوثيين، ولن يؤدي إلا إلى زيادة عزلتهم الدولية»، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تعطل «تدفق السلع الأساسية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، وتفاقم معاناة الشعب اليمني».

فرنسا: تهديد لاستقرار المنطقة
من جانبها، أدانت الحكومة الفرنسية «بأشد العبارات استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، التي أسفرت عن مقتل العديد من البحّارة وجرح آخرين».

وأكدت الخارجية الفرنسية، في بيان، أن «هذه الهجمات تمثل عرقلة مرفوضة لحرية الملاحة، كما تمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة برمّتها»، مشددة على ضرورة أن «تتوقف هذه الهجمات فورًا، شأنها شأن الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على إسرائيل».

وأكدت فرنسا «مواصلة التزامها الكامل بإرساء الأمن في البحر، وتحقيق استقرار المنطقة، بالتعاون مع شركائها في إطار عملية «أسبيدس» الدفاعية، التي ينفذها الاتحاد الأوروبي».

بريطانيا: تقويض لاستقرار اليمن
في السياق، اعتبرت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، أن «الهجوم المروع الذي شنّه الحوثيون على السفينة «ماجيك سيز» لم يعرّض حياة الطاقم الأبرياء للخطر فحسب، بل أسفر أيضًا عن إلحاق أضرار بسفينة أخرى في البحر الأحمر».

وأشارت شريف إلى أن الهجمات الحوثية «تزيد من خطر وقوع كارثة بيئية، وتهدد عبور السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن».

وأضافت أن «فشل قادة الحوثيين في احترام حرية الملاحة في البحر الأحمر لا يزال يتسبب في دمار اقتصادي، ويقوّض استقرار اليمن ورفاهية شعبه».

وكانت مليشيات الحوثي قد استأنفت هجماتها البحرية بعد أشهر من التوقف، بما في ذلك خلال الضربات الأمريكية التي استهدفت الجماعة في مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.