مواجهات المهرة.. السلطات اليمنية تكشف ملابسات توقيف قيادي حوثي
كشفت اللجنة الأمنية العليا في محافظة المهرة اليمنية ملابسات المواجهات الدامية التي اندلعت عقب توقيف قيادي حوثي في منفذ صرفيت الحدودي.
وأوضحت اللجنة الأمنية في بيان، أن الأجهزة المختصة بمنفذ صرفيت الحدودي أوقفت، مساء الإثنين، القيادي الحوثي «محمد أحمد علي الزايدي»، وهو من أبناء محافظة مأرب، وذلك لحمله جوازًا دبلوماسيًا صادرًا عن الجهات الحوثية غير المعترف بها، مشيرةً إلى أن المهنة المدونة في الجواز هي «ضابط في القوات المسلحة»، وذلك أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر المنفذ إلى الخارج.
وأكدت اللجنة أن عملية التوقيف تمت كإجراء قانوني، نظرًا لورود اسم المذكور ضمن قوائم المطلوبين، وللتحقق من سلامة وثائقه وهويته ووضعه القانوني، خصوصًا أن الجواز صادر عن جهة غير شرعية.
ملابسات التوقيف
وأشار البيان إلى أنه، وبالتزامن مع وجود الزايدي في المنفذ، تم رصد طقم مسلح يتبع له يتمركز خارج المنفذ، ما استدعى رفع الجاهزية الأمنية، وتعزيز الحراسة، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لضمان أمن المنفذ وسلامة حركة العبور.
وذكر البيان أن قوة عسكرية تحركت من مدينة الغيضة باتجاه مديرية حوف لمتابعة المهمة الأمنية، لكنها تعرضت في منطقة دمقوت لكمين غادر نفذته عناصر مسلحة خارجة عن النظام والقانون، أسفر عن استشهاد العقيد عبدالله زايد – قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة، وإصابة اثنين آخرين من أفراد القوة.
وأضاف أن العناصر المسلحة لا تزال متمركزة في الجبال المحيطة، فيما تتواصل العمليات العسكرية لتعقبها وضبط المتورطين في الهجوم، مؤكداً أن القيادي الحوثي «محمد أحمد علي الزايدي» لا يزال قيد الاحتجاز، وسيتم نقله إلى مدينة الغيضة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه، وفقًا للقانون.
وشدد البيان على استمرار ملاحقة المتورطين في الاعتداء، واتخاذ الإجراءات الحازمة ضد كل من يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة المهرة، مؤكداً أن الجهات الأمنية والعسكرية لن تتهاون في التصدي لأي تهديد، وستعمل بكل قوة على حماية المحافظة وأمن مواطنيها.
وعبّرت اللجنة عن تقديرها العالي للتضحيات التي تقدمها الأجهزة الأمنية والعسكرية في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المهرة، مشيدة باليقظة العالية والحس الوطني الذي أبدته القوات في التعامل مع الموقف.
كيف ضبط؟
وفي وقت سابق من الثلاثاء، قالت مصادر أمنية وعسكرية يمنية لـ«العين الإخبارية» إن سلطات المهرة اعتقلت «محمد أحمد علي الزايدي»، وهو قيادي حوثي بارز من مواليد منطقة خولان في صنعاء، ويُعد المسؤول عن تنسيق الدعم المحلي والقبلي للمليشيات في عدد من المناطق، وذلك أثناء محاولته مغادرة اليمن عبر منفذ صرفيت الحدودي.
وبحسب المصادر، فإنه عقب ضبط القيادي الحوثي الزايدي، تم استدعاء قوة من الشرطة العسكرية لمرافقته إلى مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة، إلا أن خلايا مسلحة تابعة للحوثيين وأخرى موالية للشيخ النافذ سالم محمد الحريزي، اعترضت القوات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في محاولة لتحرير المعتقل.
وأكدت المصادر أن محور الغيضة في الجيش اليمني دفع بتعزيزات عسكرية إضافية، فيما لجأت خلايا الحوثي ومسلحو الحريزي إلى نصب حواجز أمنية، والانتشار في المرتفعات الجبلية الواقعة بين الغيضة وحوف.