استنفار أنصار إيران على مواقع التواصل ضد إزالة صور "الشهداء" من شوارع بغداد
شن أنصار الفصائل العراقية الموالية لإيران حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #رفع_الصور_خيانة_للشهداء، احتجاجا على إزالة صور “الشهداء” التي تتضمن قادة من الحشد الشعبي والحرس الثوري وحزب الله اللبناني من شوارع بغداد تزامناً مع انعقاد القمة العربية بتاريخ 17 مايو الجاري، وسط جدل بشأن وجود أوامر حكومية بهذا الشأن.
واستغلت جماعات موالية لإيران المناسبة لشن هجمات ضد الدول العربية معتبرين أن إزالة صور قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، والأمين العام لحزب الله اللبناني السابق حسن نصرالله، تأتي لإرضاء البعض من القادة العرب الذين سيحضرون القمة العربية، وذلك في محاولة واضحة لبث الفوضى والفتنة في البلاد بالتزامن مع انعقاد الحدث السياسي الضخم، إذ لا وجود لأيّ تصريحات أو بيانات رسمية أو غير رسمية تشير إلى مثل هذه المزاعم.
وتداولت بعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي منشورات تفيد بإزالة صور الشهداء من بعض المناطق في بغداد، وجاء في تعليق:
raihan__2@
الصور مازالت بمحلها في شارع المطار
واليـد التي تمتـد على صور الشهداء نقـطعها
هذه الصور هي تاريخنا الساطع وتراثنا المشرف وحضارتنا المشرقة فإياكم والمسـاس بها
#قمة_بغداد_2025.
وكتب صحافي:
natek306@
من يرفعهم في الحرب… ويزيلهم في السلام؟
في ساعات الفجر الأولى، تبدأ فرق حكومية بإنزال صور الشهداء من أعمدة الإنارة. لا بيان، لا اعتذار، لا حتى نظرة احترام. كأنهم كانوا عبئًا على وجه بغداد.
ونال الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع نصيبا واسعا من الهجمات التي زعمت أن إزالة صور “الشهداء” بسببه لاستبدالها بصور للعلم السوري، لاسيما بعد أن خسرت إيران أبرز حلفائها في سوريا بعد إزاحته الرئيس السابق بشار الأسد من الحكم، وجاء في تعليق:
NorAllahAlSalem@
لولا دماء الشهداء، لما رُفعت راية فوق بغداد، ولا عادت القمم إلى حضنها. فبأي منطق يُزال وجه التضحية من شوارعنا، وتُطمَس صور الشهداء لأجل علم الجولاني
#رفع_الصور_خيانة_للشهداء.
وقال آخر:
Khmeneii2021@
كان خجلتوا من هاي الأمهات قبل لا تنزلون صور أولادهم وترفعون علم الجولاني على أعمدة…
وبدت الكثير من الحسابات أنها تعود لجيوش الكترونية، تحركها إيران كما جرت العادة في المناسبات السياسية والانتخابات، ومن بينها:
fatmt_l18418@
الذي أوقف زحف داعش يستحق أن يُرفع فوق رؤوسنا، لا أن تُنزل صوره إرضاءً لأهواء سياسية لا تمثل العراق ولا تاريخه.
#رفع_الصور_خيانة_للشهداء.
في المقابل كان هناك الكثير من العراقيين الذين رحبوا بالخطوة واعتبروا أن هذه الصور لا تمثل منظرا حضاريا في البلاد كما أن رمزيتها لا تعنيهم:
ab__50a@
أفضل ما أنتجته القمة العربية هو إزالة الصور من الشوارع. لكن سؤال: هل تعلم الحكومة أن هذه الصور لا تمثل منظرًا حضاريًا؟ طيب، لماذا تركوها طوال هذه السنوات؟
وجاء في تعليق:
AliAlHayes1@
نحن مع #الدولة وإجراءاتها في إزالة أيّ صور أو مظاهر عشوائية من شوارع #العاصمة بغداد. نعم لإظهار #بغداد بالمستوى الحضاري الذي يليق بها ويعكس مكانتها التاريخية والثقافية.
وكتب ناشط:
iLaythDad@
إزالة صور الإرهابيين من شوارع بغداد مع كل محفل أو زيارات لوفود خارجية وباستمرار.. هو دليل كاف على أن هؤلاء لا يمكن أن يتشرف بهم أيّ بلد وطني وتخجل منهم أيّ دولة محترمة.. وأن من سيراهم فسيأخذ فكرة ونظرة أن هذا البلد هو مرتع للإرهاب وداعم للإرهاب.
بدورها، أصدرت لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين النيابية، الثلاثاء بيانا شديد اللهجة، أعربت فيه عن استنكارها واستهجانها البالغ للإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها بعض الجهات الرسمية، والمتمثلة برفع صور الشهداء من الطرق العامة، بذريعة الاستعداد لانعقاد القمة العربية في العاصمة بغداد.
وقالت اللجنة في بيان “إننا نعدّ هذه الخطوة إهانة صريحة لرموز الوطن الحقيقيين، وظلماً فادحاً لشريحةٍ لولا تضحياتها لما كان لهذا الوطن أن يقف اليوم شامخًا، ولا لهذه السلطة أن تتنعم بمواقعها ومكاسبها.”
وأكدت، أن “صور الشهداء ليست زينةً تجميلية أو لافتاتٍ مؤقتة، بل هي سجل ناطق بعظمة التضحيات، وعار على من يسعى لطمسها أو إخفائها، وكان الأجدر بالحكومة أن تفتخر بهذه الصور أمام الضيوف العرب، لا أن تسعى لإزالتها، وكأنها تخجل من دماء الشرفاء الذين كتبوا تاريخ العراق بالدم والموقف.”
وحمّلت اللجنة الحكومة كامل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن هذا التصرف، مطالبة بالتراجع الفوري عنه، وإعادة الصور إلى مواقعها السابقة دون تأخير، بل وتعزيز حضورها على الطرقات التي تسلكها الوفود العربية لتكون رسالة واضحة بأن العراق يكرّم شهداءه، ويعتز بتاريخه المقاوم، ولا يتنكر لمن ضحى من أجله.
حسابات موالية لإيران تشن هجمات ضد دول عربية في محاولة لبث الفوضى بالتزامن مع انعقاد القمة العربية
كما طالبت مؤسسة الشهداء وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بالمباشرة الفورية في إطلاق حملة رسمية لإعادة وتثبيت صور الشهداء، وفاءً واستحقاقًا دستوريًا وقانونيًا لهذه الشريحة، التي يجب أن تبقى في واجهة الذاكرة الوطنية، لا في هامش التجاهل والنسيان.
والمفارقة أن هيئة الحشد الشعبي، نفت رفع صور لشهداء الحشد ضمن استعدادات العاصمة بغداد لاستضافة القمة العربية المقررة السبت المقبل.
وذكر بيان لمديرية الإعلام في الهيئة قالت فيه “ما يتم تداوله حول وجود توجيه مزعوم لرفع صور الشهداء” مؤكدة، أن “هذه الادعاءات عارية عن الصحة تماماً، ولا هدف لها سوى الإساءة والتشويش.”
وأشار إلى أن “صور الشهداء باقية في أماكنها، وتحظى بعناية خاصة، مع تنفيذ أعمال صيانة وتجديد ضمن خطة رسمية تعكس وفاء الهيئة لتضحياتهم.”
ودعا البيان “وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتحري الدقة وعدم نشر الشائعات، والاعتماد على المصادر الرسمية فقط.”
ومع استمرار الجدل حول الصور، ذكرت مواقع محلية أن عناصر من كتائب سيد الشهداء قامت بإعادة تعليق صورة أحد قيادييها في منطقة كانت قد أزيلت قبل القمة العربية، في خطوة وصفها البعض بأنها تعبير عن موقف سياسي ورسالة معينة في ظل الظروف الراهنة.