اخبار الإقليم والعالم

«جيش الروبوتات».. الصين تجعل الخيال العلمي حقيقة

وكالة أنباء حضرموت

الولايات المتحدة تخوض سباقا حاسما مع الصين بمجال الروبوتات، في اختبار قد يسدل في حال فشله، طبقة سميكة من الصدأ على القوة الأمريكية.

فالصين تسيطر اليوم على ثلثي براءات اختراع الروبوتات في العالم، وتقوم شركتها الرائدة لديها بشحن روبوتات شبيهة بالبشر بتكلفة تعادل عُشر تكلفة البدائل الأمريكية، وبعشرة أضعاف حجم الإنتاج.

وبحسب موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي، فإن هذه المؤشرات ليست مستقبلية بعيدة المدى بل هي إشارات عاجلة على نجاح مساعي بكين للسيطرة على البنية التحتية المادية للاقتصاد الآلي.

والروبوتات ليست مجرد وسيلة لتحسين كفاءة التصنيع أو تحقيق أرباح إضافية، لكنها ستعيد تشكيل البنية المستقبلية للقوة الاقتصادية والعسكرية.

وتشير التوقعات إلى أن قيمة سوق الروبوتات والخدمات المرتبطة بها سترتفع إلى 7 تريليونات دولار بحلول عام 2050.

يحدث ذلك مع تصور عالم يضم مئات الملايين من الروبوتات الشبيهة بالبشر حيث يعزز تراجع السكان والتقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي الطلب على ما يسمى "الذكاء المجسد".

قاعدة تصنيع 
مع نقص الأيدي العاملة وبداية عصر الذكاء الرخيص، فإن السؤال المحوري الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن هو: كيف يمكنها بناء قاعدة تصنيع حديثة؟

والجواب يكمن في منصات متنقلة قادرة على تقديم الخدمات في الفضاء المادي وهو ما أدركته الصين.

ولقد جعل الرئيس الصيني شي جين بينغ الروبوتات ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد خلال العقد الحالي.

كما وضعت الخطة الخمسية الرابعة عشرة "الروبوتات والتصنيع الذكي" كحجر أساس للابتكار الصناعي، بهدف أن تصبح الصين مركزًا عالميًا للابتكار بحلول 2025، وزعيمة عالمية بحلول 2035.

وبالفعل، فإن الصين في طريقها لتحقيق ذلك فبين عامي 2013 و2022، أضافت الجامعات الصينية أكثر من 7500 تخصص هندسي جديد، يؤكز حوالي 100 منها على الروبوتات.

ويتجاوز إنتاج الصين الأكاديمي في هذا المجال الإسهامات الأمريكية في المؤتمرات الكبرى للروبوتات. وتمتلك المؤسسات الصينية أكثر من 190 ألف براءة اختراع مرتبطة بالروبوتات، أي ثلثي الإجمالي العالمي كما وتحتضن البلاد أكثر من نصف أبرز شركات الروبوتات البشرية.

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي للمنافسة تبيع شركة "يونيتري" التي تأسست عام 2016 روبوتها البشري"جي 1" بسعر 16 ألف دولار فقط، أي ما يعادل عُشر تكلفة الأنظمة الغربية المماثلة.

أما الروبوتات الرباعية الأرجل أو "الكلاب الآلية" فهي أكثر تفوقًا في نسبة السعر إلى الأداء، وللتوضيح هذه ليست نسخًا صينية رخيصة من المنتجات الغربية، بل روبوتات تعمل بكفاءة وبأسعار تجعل البدائل الغربية تبدو كسلع فاخرة لا يمكن شراؤها على نطاق واسع.

لذلك شحنت الصين عشرة أضعاف عدد الروبوتات التي باعتها شركة "بوسطن دايناميكس" الأمريكية لعملاء في 100 دولة العام الماضي.

"الحلقة المفتاحية"

لا تعد الروبوتات سوقا استهلاكية أخرى يمكن أن تخسرها الولايات المتحدة مثلما حدث مع الألواح الشمسية، البطاريات، الطائرات المسيّرة، والمركبات الكهربائية، وغيرها، وذلك لأن روبوتات "يونيتري" قد تغمر الأسواق العالمية، لتستحوذ على بيانات حرجة تشكل محركًا للتقدم في هذا المجال.

أما بالنسبة لجيش التحرير الشعبي الصيني، فإن مثل هذا الوصول يتحول مباشرة إلى قدرات عسكرية في مجالات مثل القتال الحضري وجمع المعلومات الاستخبارية، والأنظمة القتالية المستقلة وبالفعل تم نشر العشرات من "الكلاب الآلية" التابعة لـ"يونيتري" في أوكرانيا.

وتمثل الروبوتات نقطة التقاء الطموحات التجارية والعسكرية للصين فالمصانع التي تصنع روبوتات التوصيل قادرة بنفس السهولة على إنتاج روبوتات تحمل قنابل والمهندسون الذين يطورون أنظمة الرؤية الحاسوبية للمستودعات يبنون أيضًا مستقبل برمجيات استهداف الأسلحة.

ويصف محللو الجيش الصيني الروبوتات البشرية بأنها "الحلقة المفتاحية" التي تجعل الروبوتات تحل محل البشر في الحروب القائمة على الذكاء الاصطناعي وهم يدركون أن القيادة التجارية في مجال الروبوتات تمثل شكلًا من أشكال القوة العسكرية.

نافذة ضيقة

أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن نافذة ضيقة للتحرك قبل أن تكتسب شركات الروبوتات الصينية موطئ قدم يصعب تجاوزه في الأسواق العالمية حيث يتعين أن يكون رد واشنطن على مستوى التهديد.

ويجب على الولايات المتحدة تقييد عمليات "يونيتري" داخل الأراضي الأمريكية حيث تشكل الشركة خطرًا واضحًا على الأمن القومي مع وجود أدلة كافية على علاقاتها الوثيقة بجيش التحرير الشعبي، فضلًا عن مخاطر جمع البيانات، والقوانين الصينية التي تفرض التعاون مع أجهزة الاستخبارات.

كما يتعين على واشنطن تسهيل بناء الروبوتات في أمريكا وذلك من خلال استيراد مكونات أساسية للتصنيع والروبوتات على المدى القصير، مثل المشغلات الدقيقة من اليابان وكوريا الجنوبية.

وكذلك تسريع الاستثمار الخاص في صناعة الروبوتات الأمريكية وتوسيع مسارات جذب المواهب العالمية إلى أمريكا عبر توسيع استخدام قاعدة "رائد الأعمال الدولي" لتشجيع تأسيس شركات الروبوتات داخل الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى ضرورة إنشاء "مناطق تصنيع متقدمة" تتمتع بامتيازات حقيقية مثل تسريع التصاريح الفيدرالية، وحماية قانونية لاختبار الأنظمة المستقلة، وإعفاءات ضريبية لعشر سنوات لإنتاج الروبوتات.

جناح اليابان في «إكسبو أوساكا».. رحلة تفاعلية بين الابتكار والاستدامة


الروسية «غيران-3».. «الدرون النفاثة» تزعج أوكرانيا


ماكرون مدافعا عن الاعتراف بفلسطين: أفضل طريقة لعزل حماس


«الفيتو» الأمريكي السادس.. مجلس الأمن يفشل في إصدار قرار بشأن غزة