«غزو تايوان».. ترامب يتجنب إجابة صريحة
تجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم إجابة واضحة عن سؤال افتراضي بشأن الدفاع عن تايوان.
وقال ترامب، اليوم الأحد، إن نظيره الصيني شي جين بينغ يدرك "العواقب" التي ستترتب على غزو بلاده لتايوان، لكنه رفض أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة، وفق مقتطف من مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز".
وعندما سُئل عمّا إذا كان سيأمر القوات الأمريكية بالتحرك إذا هاجمت الصين تايوان عسكريًا، قال ترامب: "ستعرفون إذا حدث ذلك، وهو يعرف الإجابة". وأضاف أن قادة الصين "يدركون العواقب".
تكتسب تايوان أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، إذ تمثل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وخط دفاع متقدم في مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد. وتُعد الجزيرة مركزًا حيويًا لسلاسل توريد أشباه الموصلات التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، ما يجعل استقرارها مسألة تتجاوز البعد العسكري إلى الاقتصادي والتكنولوجي. كما ترى واشنطن في دعم تايبيه جزءًا من التزامها بحماية الديمقراطيات في آسيا وضمان حرية الملاحة في الممرات البحرية الحيوية التي تمر عبرها التجارة العالمية.
وتتمسك بكين بسيادتها على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي. وفي منتصف عام 2022، فجّرت زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي أزمة غير مسبوقة بين بكين وواشنطن.
واعتبرت الصين الزيارة استفزازًا صارخًا وانتهاكًا لمبدأ "الصين الواحدة" الذي تعدّه أساس علاقاتها مع الولايات المتحدة. وردّت بكين على خطوة بيلوسي بسلسلة من الإجراءات العقابية شملت مناورات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة، استخدمت فيها الصواريخ الباليستية لأول مرة منذ منتصف التسعينيات، إضافة إلى تعليق الحوار العسكري مع واشنطن ووقف التعاون في ملفات حساسة مثل مكافحة المخدرات وتغيّر المناخ. كما فرضت عقوبات على بيلوسي وأفراد من عائلتها، وقيّدت الواردات من تايوان في خطوة هدفت إلى الضغط الاقتصادي والسياسي معا.
وكانت ترامب قد التقى الخميس الماضي الرئيس الصيني في كوريا الجنوبية، وتركز اللقاء على الملفات الاقتصادية والتجارية، كما تناول ملف أوكرانيا، حيق أكد حينها أن القضية كانت "محل اهتمام كبير. تحدثنا عنها مطولا، وسنعمل معا لنرى ما إذا كان بإمكاننا تحقيق شيء ما".
وتابع حينها: إنه "لم يناقش قضية تايوان مع الرئيس الصيني خلال اجتماعهما في كوريا الجنوبية".
وكان لقاء كوريا الجنوبية بين ترامب وشي الأول وجهاً لوجه في ولايته الثانية، وجاء على هامش الجولة الآسيوية التي قام بها الرئيس الأمريكي.