الأستاذ محضار عبدالمحسن ثابت: مسيرة تعليمية حافلة بالعطاء في يافع

فهد حنش
وكالة أنباء حضرموت

الأستاذ محضار عبدالمحسن ثابت من مواليد 7 يوليو 1951م في منطقة شعب العرمي - الرباط - رصد - يافع- أبين.  
سافر مع والده عبدالمحسن ثابت السنوي (رحمه الله) عام 1963م إلى دولة الكويت لغرض الدراسة، فتعلم المرحلة الابتدائية والمتوسطة (نظام الأربع سنوات)، ثم واصل تعليمه الثانوي واجتازه بنجاح.  

في عام 1974م عاد إلى أرض الوطن ليلتحق بالدراسة الجامعية في جامعة عدن مساق الدبلوم تخصص رياضيات/فيزياء، وبعد التخرج التحق مباشرة بالسلك التربوي والتعليمي كمعلم في مدرسة يهر بمحافظة لحج بتاريخ 28 سبتمبر 1977م، وكانت محطة عمله الأولى برفقة زميله الأستاذ محمد شائف أحمد، وكان يدير المدرسة آنذاك الأستاذ صالح محمد عفيف، واستمر في العمل فيها عاماً دراسياً واحداً حيث حظي بتقدير واحترام الطلاب والمعلمين وأهالي المنطقة، وكان من أنشط المعلمين وأكثرهم لياقة بدنية.  

كان يمشي الأستاذ محضار معظم الأسابيع على الأقدام من المدرسة إلى منزله في منطقة شعب العرمي عبر عقبة "الحرضة بحمراء شعب" ذهاباً وإياباً.  

    *الانتقال إلى إعدادية رصد*  
في العام الدراسي 1979/1978م انتقل إلى إعدادية رصد التي كان يديرها الأستاذ علي حسين علي، وكانت المدرسة تتكون من الصفوف التالية:  
- الصف الثاني الإعدادي 63 طالباً وطالبة.  
- الصف الثالث الإعدادي 218 طالباً.  
أما الصف الأول الإعدادي (الصف السابع)، فقد تم تثبيته في المدارس الموحدة.  

كان الأستاذ محضار من أنشط المعلمين حيث أتقن مادته وامتلك مهارات عالية وأساليب تدريس مميزة حتى أصبح من أبرز الكوادر المرشحة للعمل ضمن فريق التوجيه الفني الذي اقترحه رئيس الإشراف التربوي في رصد لمدارس رصد وسرار وسباح لمتابعة تنفيذ المناهج التعليمية الجديدة للمدارس الموحدة ذات الصفوف الثمانية، وتكون الفريق من:  
• الأستاذ علي حسين علي 
• الأستاذ محضار عبدالمحسن  
• الأستاذ محمد بن محمد هرهرة
• الأستاذ عثمان سالم هيثم
• الأستاذ فضل عبدالله منصور
إلا أن الظروف لم تكن مهيأة لتشكيل فريق توجيه فني على مستوى المركز الإداري رصد (الذي كان تابعاً لمديرية خنفر) كما أن النظم واللوائح لم تكن تسمح بذلك، وبحكم أن الأستاذ محضار كان يفضل التدريس على العمل الإداري عاد إلى الميدان لمواصلة تدريس مادته.  

*العمل في ثانوية الشهيد سالم صالح محمد*  
في العام الدراسي 1981/1980م تم تعيينه في ثانوية الشهيد سالم صالح محمد، وهو العام الذي تأسست فيه الثانوية، وكان الوضع التعليمي كالتالي:  
- الصف الأول الثانوي 200 طالب و3 طالبات (نظام حديث)، وهم أول دفعة تنتقل من المدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية.  
- الصف الأول الثانوي 59 طالب وطالبتين (نظام قديم)، وهم آخر دفعة من الطلاب المنتقلين من الصف الثالث الإعدادي. 
وكان يُدرس في الثانوية نظامين تعليميين مختلفين .. الطلاب الذين درسوا نظام الإعدادية درسوا الثانوية 3 سنوات «منهج قديم علمي وأدبي» والطلاب الذين درسوا الموحدة ثمان سنوات درسوا الثانوية العامة 4 سنوات «منهج حديث». 
وكان يدير المدرسة الأستاذ محمد شائف أحمد.  

ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك مبنى خاص بالتعليم الثانوي بل تم استخدام المبنى القديم الخاص بالتعليم الإعدادي وتحويله للتعليم الثانوي مع تغيير اسم المرحلة فقط بينما بقي المعلمون أنفسهم، وكان يدرس في المدرسة منهجان النظام القديم والنظام الحديث، ولكل منهج أسلوب وتقييم مختلف.  

كما كان هناك قسم داخلي لإيواء طلاب الثانوية بالإضافة إلى خطوط نقل الطلاب إلى بعض المناطق مثل السعدي ورخمة.

*التأهيل الجامعي والعودة إلى التدريس*  
فكر الأستاذ محضار في وقت مبكر بضرورة رفع مستواه الدراسي لمواكبة التطورات في المناهج التعليمية، ولتحسين وضعه المعيشي من خلال الترقيات والتسويات الممنوحة للمعلمين الذين يرفعون مستواهم الدراسي. لذلك طلب التأهيل الجامعي وحصل على الموافقة للدراسة في جامعة عدن (مساق البكالوريوس).  

بعد التخرج من الجامعة عاد إلى ثانوية رصد في العام الدراسي 1984/1983 والتي تناوب على إدارتها خلال عمله فيها كل من:  
• الأستاذ محمد شائف أحمد السعيدي.  
• الأستاذ محمد حيدرة سالم النسري.  
• الأستاذ عيدروس هادي أحمد السرحي.  
• الأستاذ محمود علي محسن السالمي.  

كان الأستاذ محضار النجم الساطع في سماء ثانوية الشهيد سالم صالح محمد، وكان مشهوراً بلقب "أبو العز" حيث أثبت جدارته من خلال إتقانه لمادته، وحرصه على تعزيز الدافعية للتعلم لدى الطلاب، واستخدامه أساليب تدريس مبسطة لجعل مادة الرياضيات المعقدة شيقة وسهلة الفهم.  
حظي الأستاذ محضار بتقدير واحترام الطلاب والمعلمين وكان بمثابت الأب الروحي للجميع، وكان من أبرز المعلمين انضباطًا ونشاطاً، وحصل على العديد من الشهادات التقديرية من المدرسة ومكتب الإشراف التربوي.  

     *التزامه بالقيم والمبادئ* 
تميز الأستاذ محضار بتمسكه بالقيم والمبادئ والشعائر الدينية حيث كان ملتزماً ولم يفرط بها أبداً، وفي بعض السنوات كان يأخذ إجازة في شهر رمضان للتفرغ للعبادة وعدم قدرته على البقاء بعيداً عن أسرته.  

        *علاقاته الشخصية*
عرفته عن قرب من خلال جلسات ولقاءات جمعتنا بزملاء العمل والدراسة في رصد، وكان الأستاذ محضار  طيب القلب يتعامل مع الناس ببراءة، ومتسامحاً، ويحب المزاح، وكان زملاؤه يستغلون طيبته ونقاء قلبه في تأليف المقالب المضحكة والنوادر الفكاهية، وكان يتقبلها بصدر رحب، وهذه صفات نادرة يمتاز بها الأستاذ محضار وزميله المرحوم زيد ناجي بن عسل (رحمه الله).  

*التوجيه الفني وقيادة العمل التربوي*  
في عام 1988م تم ترشيحه لعضوية فريق التوجيه الفني لمدارس رصد وسرار وسباح بعد أن أصبحت رصد مديرية مستقلة، وكان اختياراً موفقاً نظراً لخبراته التربوية الغنية حيث كان يُعتبر قاموس الرياضيات، وقد قدم ملزمة لمعلمي الرياضيات في المديرية تحتوي على تصحيحات للمناهج التعليمية للتعليم الموحد، وأبرز العديد من الأخطاء في مسائل الجبر والهندسة.  

كان نشيطاً ومهتماً بعمله، وكانت له آراء ومقترحات قيمة اعتمدنا عليها في خططنا وبرامج النزول الميداني للمدارس. كما كان يستغل برامج النزول لتبادل الخبرات مع المعلمين وتدريس بعض الحصص.  

         *فلسفته التربوية*  
كان الأستاذ محضار يحمل رسالة تربوية وليس مجرد أهداف لأن الأهداف تنتهي عند تحقيقها بينما الرسالة لا تنتهي أبدًا، فهي تُنمّي الإبداع وتغرس القيم. لذلك كان يشجع الطلاب والمعلمين على الإبداع في مادة الرياضيات.  

    *مسيرته الطويلة في التعليم*  
عاصر الأستاذ محضار جميع المناهج الدراسية (الابتدائية، الإعدادية، الأساسية، الثانوية)، وعمل في مدارس متعددة مثل:  
- مدرسة يهر.  
- إعدادية وثانوية رصد.  
- مدارس الرباط وهرمان.  

        *التقاعد والإنجازات*  
أحيل إلى التقاعد في عام 2012م بعد أكثر من 36 عاماً في السلك التربوي حيث عمل معلم إعدادي وثانوي، وعمل موجه تربوي في مدارس رصد وسرار وسباح ومشرفاً على مدارس المنطقة التعليمية الرباط.  
وكان له دور كبير في تأسيس وتثبيت التعليم الثانوي بمدارس الرباط.  

يتقاضى حالياً راتباً شهرياً قدره 127,000 ريال وحُرم كغيره من المعلمين المتقاعدين من العلاوات السنوية والتسويات وهيكل الأجور.  
نسأل الله أن يديم له الصحة والعافية.