اقتصاد بوليفيا.. أزمة تضخم خانقة تضعف ثقة الشارع

وكالة أنباء حضرموت

تواجه بوليفيا، الواقعة في منطقة الأنديس، أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، تنعكس في تضخم سنوي يقترب من 25% ونقص حاد في الدولار والوقود.

وقد بدأ الناخبون البوليفيون الادلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات أرخت بظلالها عليها أزمة اقتصادية عميقة شهدت انهيار اليسار، فيما يترقب اليمين فرصته الأولى للعودة إلى السلطة بعد 20 عاماً.

ويُعد رجل الأعمال الوسطي-اليميني سامويل دوريا ميدينا والرئيس اليميني السابق خورخي "توتو" كيروغا الأوفر حظا لخلافة الرئيس غير الشعبي لويس آرسي الذي لا يسعى لإعادة الترشح.

وأظهرت الاستطلاعات تقارب دوريا ميدينا (66 عاماً) وكيروغا (65 عاماً) عند حوالي 20%، وخلفهما 6 مرشحين آخرين من بينهم رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز.

اقتصاد بحاجة لتغييرات جذرية
تعهد المرشحان الأوفر حظاً إحداث تغييرات جذرية في النموذج الاقتصادي القائم على دور كبير للدولة، إذا ما فازا في الانتخابات.

ويريدان تقليص الإنفاق العام وفتح البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة التي تراجعت في عهد موراليس الذي يعتبر نفسه مناهضاً للرأسمالية والإمبريالية.

وأبدت مارسيلا سيربا (63 عاماً)، وهي بائعة من السكان الأصليين اعتادت التصويت للحركة نحو الاشتراكية، دعمها لكيروغا.

وقالت في تجمع انتخابي في أحد شوارع لاباز "لقد تركتنا (الحركة نحو الاشتراكية) جميعاً في الحضيض".

الاستقرار مطلب شعبي
قالت دانييلا أوسوريو ميشيل، المتخصصة في العلوم السياسية البوليفية في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية لوكالة فرانس برس "ما يبحث عنه الناس الآن، بعيداً عن التحول من اليسار إلى اليمين هو العودة إلى الاستقرار".

وعلى عكس ميلي الذي كان مبتدئاً في السياسة، فإن دوريا ميدينا وكيروغا يخوضان رابع حملة رئاسية لهما.

فدوريا ميدينا، مليونير ووزير تخطيط سابق، جمع ثروته من خلال الاستثمار في قطاع الأسمنت قبل أن يبني أكبر ناطحة سحاب في بوليفيا ويحصل على امتياز برغر كينغ المحلي.

ويُنظر إليه كمعتدل وقد تعهد وقف التضخم وإعادة الوقود والدولارات خلال 100 يوم، من دون خفض برامج مكافحة الفقر.

أما كيروغا الصريح في خطاباته والذي تدرب كمهندس في الولايات المتحدة، فشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور السابق هوغو بانزر بعد إصلاحاته، ثم شغل الرئاسة لفترة قصيرة عندما تنحى بانزر إثر إصابته بالسرطان في 2001.

وقال في اليوم الأخير لحملته في لاباز الأربعاء "سنغير كل شيء، كل شيء تماما بعد 20 سنة ضائعة".

أوضاع مجتمعية متأزمة
شهدت بوليفيا أكثر من عقد من النمو القوي وتحسن وضع السكان الأصليين في عهد موراليس الذي أمّم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية قلصت نسبة الفقر المدقع إلى النصف.

لكن الاستثمار المحدود في التنقيب أدى إلى تراجع عائدات الغاز التي بلغت ذروتها في 2013 مع 6.1 مليار دولار إلى 1.6 مليار دولار العام الماضي.

وفيما لا يزال الليثيوم، المورد الرئيسي الآخر، غير مُستغل، أوشكت العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد الوقود والقمح والمواد الغذائية على النفاد.

وخرج البوليفيون مراراً إلى الشارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وطول طوابير الانتظار للحصول على الوقود والخبز والمواد الأساسية.

وقال الطالب ميغيل أنخيل ميرندا (21 عاماً) "خلال السنوات العشرين الماضية كانت لدينا مداخيل جيدة، لكن الحكومة لم تستثمر أو تقترح طرقاً جديدة لتوسيع نطاق الاقتصاد".

وهيمن موراليس الذي مُنع من الترشح لولاية رابعة، على الحملة الانتخابية.

ودعا أنصاره الريفيين إلى إبطال أصواتهم احتجاجاً على رفض السلطات السماح له بالترشح مرة أخرى.

وأيدت ماتيلده تشوك أبازا، زعيمة جمعية نسائية ريفية للسكان الأصليين من أنصار موراليس، دعوته للإدلاء بـ"أصوات باطلة" وقالت "لا نريد العودة إلى القرن العشرين" مشددة على أن البوليفيين المعروفين بثورتهم "سينهضون في أي وقت".