نتنياهو يرى في توسيع اتفاقيات إبراهيم ثمنا لإنهاء الحرب في غزة
تروج أوساط إسرائيلية لقرب انتهاء الحرب في قطاع غزة، ضمن صفقة شاملة قد تتضمن توسيع اتفاقيات إبراهيم للسلام، لتشمل دولا عربية من بينها المملكة العربية السعودية وسوريا، ولم لا لاحقا لبنان؟
وهناك قناعة متزايدة في داخل إسرائيل بأن الحرب على القطاع بلغت نفقا مسدودا، وأنه حان الوقت لكتابة نهاية لها، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطا من قبل حلفائه من اليمين المتطرف، وأقله يريد صفقة تضمن تحقيق إنجازات إقليمية إضافية يسوقها للجمهور الإسرائيلي بعد مواجهة الـ12 يوما مع إيران.
وقال نتنياهو الخميس في فيديو “لقد قاتلنا بقوة ضد إيران وحققنا نصرا عظيما يفتح فرصة لتوسيع نطاق اتفاقيات السلام بشكل كبير، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك.”
ومن المنتظر أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة إلى الولايات المتحدة لوضع ترتيبات صفقة غزة.
ولا يزال عرض المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف القاضي بإطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في مقابل 60 يوما من وقف النار، هو المطروح على طاولة التفاوض بين إسرائيل وحركة حماس، لكن التغيير قد يكون من خلال موافقة إسرائيلية على إنهاء الحرب في فترة وقف إطلاق النار.
وقالت المحللة السياسية بالقناة 12 دفنا ليئيل إن “الحرب في غزة تقترب من نقطة حاسمة، وقد يضطر نتنياهو قريبا إلى اتخاذ قرار بشأن التنازل عن مطلبه نزع السلاح الكامل”، في إشارة إلى اشتراطه نزع سلاح حركة حماس.
من المنتظر أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة إلى الولايات المتحدة لوضع ترتيبات صفقة غزة
وأضافت ليئيل “خلال العملية في إيران وحدها (بدأت في 13 يونيو واستمرت 12 يوما)، قُتل 11 جنديا بقطاع غزة، ويُلحق الوضع الإنساني (في غزة) ضررا سياسيا بإسرائيل، وقد يُعزز حملة الاعتراف بدولة فلسطينية.”
وتابعت “رغم أن إسرائيل تُدمر غزة، إلا أن رقما دراماتيكيا كُشف لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية قبل بضعة أسابيع، يُشير إلى أنه لا يزال هناك حوالي 26 ألف مقاتل من حماس والآلاف من العناصر الجهادية في غزة.”
وترى المحللة السياسية أن نتنياهو “ينظر إلى غزة في سياق أوسع، وقد يكون التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة مفتاحا لسلسلة من الإنجازات الدبلوماسية بشأن اتفاقيات إبراهيم (التطبيع).”
وأرجأت تأخر التطبيع مع السعودية إلى “رفض إسرائيل تقديم فتات للفلسطينيين وإعلانها مسارا نحو دولة فلسطينية.”
وتساءلت “ماذا عن إندونيسيا التي كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023)؟ وماذا عن سوريا ولبنان؟ حتى لو لم يكن الوقت مناسبا للتطبيع الشامل، فمن الممكن السعي إلى ترتيبات مؤقتة.”
وأردفت “بمعنى آخر: إذا أبدت حماس استعدادها لمثل هذا الاتفاق، فسيتعين على نتنياهو أن يقرر: هل يستحق التخلي عن حل الحركة وتحقيق نصر كامل مكسبا إستراتيجيا أوسع على الساحة الإقليمية؟”
وتوصلت إسرائيل أواخر عام 2020 إلى اتفاقيات تطبيع مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان، عرفت بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية”، لكن السعودية قالت في أكثر من مناسبة إنها لن تطبع قبل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما يرفضه نتنياهو.
إسرائيل لن ترسل وفدا إلى القاهرة أو الدوحة، لأن نتنياهو يريد إتمام المفاوضات على أعلى المستويات الممكنة
من جهته، كتب المحلل بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتمار آيخنر أن “نتنياهو يريد أن يشمل اتفاق غزة اتفاقيات إقليمية موسعة.”
ونقل عن مسؤولين أميركيين، لم يسمهم، قولهم إن “هناك جهودا كبيرة تُبذل لتحقيق تقدم في مفاوضات صفقة الرهائن (تبادل الأسرى مع حماس)، وهناك زخم كبير عقب الضربة على إيران، ويمكن الحديث عن تقدم، فالقطريون (وسيط) مهيمنون للغاية، ورسالتهم هي أن الاتفاقات مع حماس قابلة للتنفيذ.”
وأوضح آيخنر أن “وفقا لمصادر إسرائيلية مطَّلعة على المفاوضات، فإن إسرائيل لن تُرسل وفدا إلى القاهرة أو الدوحة، لأن نتنياهو يريد إتمام هذه المفاوضات على أعلى المستويات الممكنة.”
ونقل عن مصدر إسرائيلي، لم يسمه، قوله “إنها صفقة شاملة، ولن تنجح كصفقة عادية تُرسَل فيها وفود تُجري محادثات غير مباشرة مع حماس، بل ستأتي هذه الصفقة من القمة.”
وذكر أن الصفقة ستتم “باتفاق مُتبادل وقرار مُشترك بين نتنياهو و(الرئيس دونالد) ترامب و(المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف، ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.”
وأضاف المصدر أن “الصفقة التي يدور الحديث عنها أكبر، وتشمل وقف إطلاق النار وإعادة 50 رهينة (محتجزا إسرائيليا)، وتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، وهذا ما يثير اهتمام ترامب.”
وأشار إلى أن “على خلفية هذه التطورات، تجري مناقشات بشأن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض.”
قد يكون التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة مفتاحا لسلسلة من الإنجازات الدبلوماسية بشأن اتفاقيات إبراهيم
أما المحلل بصحيفة “إسرائيل اليوم” أرئيل كهانا، فقال إن ترامب ونتنياهو توصلا إلى توافق عام حول مبادئ أساسية، ويخططان لتطبيقها سريعا، بدءا بإنهاء الحرب في غزة.
وقال إن بموجب هذه المبادئ، فإنه “ستنتهي الأعمال العدائية في غزة خلال أسبوعين، وستستقبل دول متعددة حول العالم أعدادا كبيرة من سكان غزة (الفلسطينيين) الراغبين في الهجرة.”
وأضاف “سيؤدي توسيع اتفاقيات إبراهيم إلى اعتراف سوريا والسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى بإسرائيل، وإقامة علاقات رسمية معها.”
وتابع “ستعلن إسرائيل عن استعدادها لحل النزاع الفلسطيني مستقبلا بموجب مفهوم الدولتين، بشرط إصلاح السلطة الفلسطينية.”
ونقل المحلل عن مصادر دبلوماسية، لم يسمها، قولها إن هناك “ضغوطا رئاسية أميركية كبيرة على نتنياهو لإنهاء العمليات في قطاع غزة.”
وقال البيت الأبيض الخميس إن الرئيس ترامب يسعى إلى انضمام المزيد من الدول الخليجية والعربية إلى “اتفاقيات إبراهيم”.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن جهود ترامب لتوسيع سلسلة الاتفاقيات التاريخية التي أبرمها خلال ولايته الأولى، والتي شهدت تطبيع إسرائيل علاقاتها مع الإمارات والبحرين والمغرب، تُظهر التزامه بجهود إحلال “السلام الدائم” في الشرق الأوسط.
وأضافت “يواصل الرئيس وفريقه، وتحديدا المبعوث الخاص ويتكوف، التواصل مع الإيرانيين، وخاصة شركائنا الخليجيين والعرب في المنطقة، للتوصل إلى اتفاق مع إيران.”
وأضافت “ونرى حقبة جديدة قد تتمكن فيها بعض هذه الدول الخليجية والعربية من التوقيع على اتفاقيات إبراهيم”، مشيرة إلى أن ترامب طلب بالفعل من رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع التوقيع على الاتفاقيات عندما التقيا في مايو.