بين فشل الشمال وصعود الجنوب.. قراءة مختصرة من زاوية جنوبية للمرحلة القادمة
ناصر المشارع
نحن مع إيقاف الحرب ، وإنهاء معاناة الشعبين في الشمال والجنوب ، ولكن من زاوية سياسية جنوبية فإن...
نحن مع إيقاف الحرب ، وإنهاء معاناة الشعبين في الشمال والجنوب ، ولكن من زاوية سياسية جنوبية فإن إطالة أمد الصراع رغم تبعاتها الكارثية علينا جميعاً ، لكنها تعني عملياً إعادة تشكيل المؤسسات الحكومية من المحافظات الجنوبية، نظراً لكون سيطرة الشرعية في الشمال لا تتجاوز مساحة جغرافية محدودة. هذا الخلل يعطي أهمية أكبر لمحافظات الجنوب ، سواء في نظر دول التحالف أو المجتمع الدولي، خاصة بعد دخول الحوثيين في الصراع الإقليمي وتراجع دور حزب الله في المشهد. بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة ، وتنامي قدرات الحوثيين عسكرياً.
لكن هذه الفرصة تتطلب من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إعادة تنظيم صفوفه في الإطار القيادي وفق معايير مؤسسية واستيعاب الكادر النوعي ، بما يضمن له القدرة على لعب دور محوري وصناعة توازن سياسي يمكنه من خوض المرحلة المقبلة بسلاسة، وتفادي أي خسائر محتملة، حتى من خلال الشراكة مع الشرعية ، باعتبارها الشخصية الدولية لليمن ، ونافذة للتواصل مع العالم .
أما على المستوى الاقتصادي، فإن متابعة واقع سوء الإدارة في مناطق الشرعية شمالاً ، وما يتخلله من تعسف وانتهاكات، وفرض إتاوات مجحفة بحق التجار ، وتصفية حسابات بين رؤوس الأموال تشير بوضوح إلى أن الجنوب سيكون الوجهة الأولى لرأس المال في مناطق سيطرة الحوثيين والشرعية معاً.
وهنا تظهر فرصة حقيقية أمام المجلس الانتقالي الجنوبي ، لإعادة بناء المنظومة الاقتصادية في الجنوب على أسس أكثر استقرارا وجاذبية للاستثمار .