مهيب الجحافي

الوصابي.. وزير الفشل والتحريض وسارق المنح الدراسية

وكالة أنباء حضرموت

في كل مرحلة من مراحل التاريخ، يخرج علينا شخص يخلط بين المنصب والمسؤولية، بين خدمة الوطن وخدمة نفسه، بين الأمانة العامة والولاء الضيق. واليوم، يقف خالد الوصابي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الشرعية، مثالاً صارخاً على هذا الانحراف، بعد أن حول وزارته إلى منصة للتحريض والفساد، لا إلى منارة علم وبناء.

لقد شهدنا جميعاً المشهد المهيب في مطار عدن الدولي، عند وداع الدفعة الأولى من أوائل طلاب الثانوية العامة المتوجهين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كلفته كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبرعاية مباشرة من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي. لحظة تاريخية حملت معها مشاعر الفخر والأمل بمستقبل مشرق لأبناء الجنوب.

لكن، ما إن خطت هذه الدفعة خطواتها نحو المستقبل، حتى خرج الوصابي من صمته ليبث سمه عبر منشور وصفه بـ"التوضيح"، في محاولة يائسة للتشكيك والتشويه. لم يكن ذلك التوضيح سوى غطاء هش يخفي حقداً دفيناً، ورغبة مريضة في إثارة الفتنة بين أبناء الجنوب، بادعاء أن الاختيار جاء على أسس مناطقية، وأن الوزارة لا علاقة لها بالأمر.

الحقيقة أن الوصابي لم يفقد فقط السيطرة على وزارته، بل فقد أيضاً ما تبقى من احترام الرأي العام. فالوزارة التي حولها إلى سوق مزاد لبيع المنح الدراسية وتوزيعها على الأقارب والمحاسيب، لا يمكن أن تدّعي اليوم الشفافية أو الحرص على النزاهة. تاريخه الأسود معروف لكل طالب حُرم من منحة، ولكل أسرة شاهدت أبناءها يُقصون ظلماً لأنهم جنوبيون.

إن الحملة الإعلامية التي أطلقها الوصابي وزبانيته لم تقتصر على استهداف الرئيس الزُبيدي، بل وصلت إلى الطعن بشرف محافظة الضالع وأبنائها، في دناءة سياسية تكشف ضحالة خصوم الجنوب وعمق حقدهم. ومع ذلك، فإن محاولاتهم لا تزيد أبناء الجنوب إلا تماسكاً وصلابة، ولا تزيد علاقة المجلس الانتقالي وشعب الجنوب بدولة الإمارات إلا رسوخاً.

لقد ظن الوصابي أن المنح الدراسية لا يمكن أن تمر إلا عبر بوابة وزارته المهترئة، متناسياً أن هذه المنح جاءت بعد متابعة حثيثة من قبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وبناءا على اختيار الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي ومكاتب التربية بمحافظات الجنوب، ولذلك، فإن صرخاته ليست سوى عواء خاسر، ومحاولة يائسة للتغطية على فشله الذريع وفساده المستشري.

إن ما فعله الوصابي يوم امس لا يمثل مجرد زلة أو سوء تقدير، بل هو إعلان صارخ وإفلاس سياسي وأخلاقي خاسر، واعتراف ضمني بأن الرجل لم يعد وزيراً للتعليم العالي بقدر ما أصبح وزيراً للتحريض والفشل.

بهذا الموقف، لم يكشف الوصابي فقط عن وجهه الحقيقي كـ"وزير حاقد ومحرض"، بل فضح الخلية الإعلامية التي يمولها ويغذيها بالأكاذيب، والتي قادت حملات مأجورة ضد قيادة المجلس الانتقالي وشعب الجنوب واستهداف محافظة الضالع برمتها .

مقالات الكاتب