COP30.. المدن تتصدر مشهد المناخ والعمل المحلي يقود التحول العالمي
في قلب مدينة بيليم البرازيلية، يتواصل مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في يومه الثاني بزخم متصاعد، حيث ينتقل النقاش من الطموحات الكبرى إلى الحلول العملية التي تمس حياة الناس مباشرة.
وتتصدر المدن والبنى التحتية والمياه والنفايات محور أعمال اليوم، في إطار تركيز المؤتمر على التكيف وبناء القدرة على الصمود عبر العمل المحلي ودون الوطني، تأكيدًا لشعار الدورة: "التحرك من القاعدة إلى القمة".
وفقا للموثع الرمسي لـ"COP30"، ينتظر أن يشهد اليوم سلسلة من الفعاليات الوزارية والاجتماعات رفيعة المستوى التي تجمع الحكومات المحلية وقادة المدن والوزراء والشركاء الدوليين، بهدف تسريع التحول نحو اقتصادات أكثر مرونة واستدامة، مدعومة بالعلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
10 أعوام على اتفاق باريس.. العالم يبتعد عن الكارثة ولكن ببطء
يستعرض اليوم إطلاق خطة تسريع الحوكمة متعددة المستويات وتفعيل تحالف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح (CHAMP)، وهو إطار جديد يدمج القيادة المحلية في الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.
وتؤكد الفعاليات أن مواجهة الأزمة تبدأ من الميدان — من الأحياء والمجتمعات التي تواجه آثار الحرارة والجفاف والفيضانات.
ويبرز الحدث العالمي رفيع المستوى "موتيراو" كمحطة رمزية لروح التعاون البرازيلية، التي تقوم على الجهد الجماعي والتكامل بين مختلف المستويات الحكومية والمجتمعية.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم الاجتماع الوزاري حول المياه والعمل المناخي بعنوان "مياه التغيير"، الذي يربط بين نتائج مؤتمرات الأطراف السابقة (دبي وباكو) ويستشرف مؤتمرات الأمم المتحدة المقبلة حول المياه، مؤكدا دور البرازيل الريادي في توسيع الوصول إلى المياه النظيفة وتعزيز التعاون الدولي للتكيف مع الجفاف والفيضانات.
كما سيعلن خلال اليوم عن برنامج استثمار المياه لأمريكا اللاتينية والكاريبي بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، وهو مبادرة ضخمة تستهدف تمويل مشاريع مقاومة لتغير المناخ بحلول عام 2030.
يفتتح أيضا المجلس الحكومي الدولي للمباني والمناخ (ICBC)، في اجتماع وزاري يسعى لتسريع إزالة الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة في قطاع البناء، دعمًا لـ"نداء بيليم" من أجل سكن مستدام وبأسعار معقولة.
وتتضمن أجندة اليوم أيضا جلسة مخصصة للإنذارات المبكرة للجميع (EW4All)، تعرض حلولا واقعية لحماية المجتمعات من الكوارث المناخية، مع إطلاق التقرير التجميعي العالمي حول إدارة المخاطر.
وفي جلسة خاصة، تُطلق رئاسة المؤتمر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة حملة “التغلب على الحرارة”، التي تهدف إلى نشر حلول تبريد مستدامة في المدن الأكثر عرضة للموجات الحارة، وتحويل التعهدات الدولية إلى مشروعات ميدانية تخفف العبء الحراري على السكان.
يتزامن اليوم مع إصدار النسخة الجديدة من الكتاب السنوي للعمل المناخي العالمي 2025، الذي يرصد التقدم المحرز في تنفيذ التعهدات المناخية.
ويكشف التقرير أن 95% من الدول تشرك المدن والمجتمع المدني في خططها المناخية، لكنه يحذر من استمرار فجوات التمويل والقدرات بين المستويات الوطنية والمحلية، داعيا إلى مواءمة أعمق بين السياسات العليا والتنفيذ الميداني.
تختتم أعمال اليوم بجلسة “موتيراو” الوزارية متعددة المستويات حول التحضر وتغير المناخ، التي تحتفي بدور المدن والمناطق في قيادة الجيل الجديد من خطط المساهمات الوطنية (NDCs 3.0)، وسط دعوات لتعزيز التكامل بين السياسات الحضرية والمناخية.
ويُختتم اليوم رسميا بالمؤتمر الصحفي لرئاسة المؤتمر، حيث تنضم الرئيسة التنفيذية آنا توني إلى عدد من القادة العالميين لمناقشة "قوة العمل المحلي في تسريع التنفيذ"، قبل افتتاح أجندة العمل المناخي العالمي التي تمتد لأسبوعين في بيليم.