علماء الفيزياء يحذرون: ترامب يقترب بالعالم من مرحلة حرجة بتجاربه النووية

وكالة أنباء حضرموت

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف التجارب النووية، ما يرفع التوترات في سباق التسلح العالمي، ويثير مخاوف خبراء الفيزياء والجيوفيزياء من عواقب محتملة على الأمن الدولي.

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، باستئناف التجارب النووية، تحذيرات واسعة من علماء الفيزياء والجيوفيزياء بشأن مخاطر قد تهدد الأمن العالمي. وقد حذر الخبراء سابقًا من أن أي خطوة من هذا النوع قد تطلق سلسلة ردود فعل دولية تؤدي إلى صراع عالمي واسع النطاق.

وأوضحت جيولوجية الاتحاد العلمي للعلماء المعنيين بالشؤون النووية، سولجيه بارك، أن القرار يشبه "إشعال عود ثقاب في غرفة مليئة بالديناميت".

خبراء يحذرون من تصاعد التوتر النووي على مستوى العالم
تشير التجارب النووية إلى تفجير القنابل الذرية، غالبًا تحت الأرض، للتحقق من جاهزيتها وكفاءتها، في حين لم تُجرِّب الولايات المتحدة قنابلها منذ عام 1992، عندما فرض الرئيس الأسبق جورج بوش وقفًا مؤقتًا للتجارب، تم تمديده لاحقًا عبر اتفاقية الحظر الشامل لتجارب الأسلحة النووية، التي صادقت عليها 187 دولة.

وحذّر العلماء من أن استئناف هذا البرنامج بعد أكثر من ثلاثة عقود قد يدفع بعض الدول إلى التخلي عن الاتفاقية وإجراء تجاربها الخاصة، ما يهدد استقرار معاهدات السيطرة على التسلح. وأشارت بارك إلى أن هذه الخطوة قد تثير حالة من الذعر لدى الدول غير النووية، وتحفزها على تطوير أسلحتها، بما قد يؤدي إلى انهيار الضوابط الدولية.

كما يمكن أن تؤدي التجارب تحت الأرض إلى تشقق الأرض وتسرب الإشعاعات، وحذر مسؤول سابق في مجال السلامة النووية من أن الدول المبتدئة قد ترتكب أخطاء جسيمة تسبب تسرب مواد ضارة إلى مناطق مأهولة بالسكان.

وشدد ترامب على أن هذه الخطوة ضرورية لمواجهة تقدم روسيا والصين في سباق التسلح، مطالبًا وزارة الدفاع ببدء التجارب "على الفور". فيما اعتبرت جيل هروبي، مديرة إدارة الأمن النووي الوطنية خلال إدارة بايدن، أن القرار "فكرة سيئة للغاية"، مؤكدة أن العلماء الأمريكيين لديهم الخبرة لتفجير القنابل النووية بأمان، لكن الدول الأخرى قد تفتقر إلى هذه الخبرة، ما يزيد من احتمالية حدوث تسرب إشعاعي.

قلق علمي من احتمالية سلسلة ردود فعل نووية دولية
ومنذ الأربعينيات وحتى عام 1992، أجرت الولايات المتحدة أكثر من 1000 تجربة نووية في نيفادا وحدها، بينما نفذت روسيا نحو 1000 تجربة إضافية على مستوى العالم. ومع ذلك، لم تصادق الولايات المتحدة على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية بعد رفض الكونغرس توقيعها.

ومع قرب انتهاء معاهدة نيو ستارت عام 2026، التي تحد من عدد الصواريخ والقنابل النووية الكبيرة بين واشنطن وموسكو، تتسارع التحركات الأمريكية لإعادة تجربة الأسلحة النووية.

قرار إعادة التجارب النووية يثير قلق العلماء
حتى قبل تولي ترامب الرئاسة، كشف المختبر السري القريب من لاس فيغاس، المعروف باسم "المختبر الرئيسي للتجارب تحت الحد الحرج" (PULSE)، عن استعداده لاستئناف التجارب تحت الأرض، وكان من المقرر تشغيله لاحقًا في عام 2025.

كما عجّلت الإدارة الأمريكية إنتاج القنبلة النووية B61-13، القنبلة "الجاذبية" الجديدة، التي تبلغ قوتها 24 ضعف القنبلة الذرية التي أُلقيت على هيروشيما في يناير/ كانون الثاني 1945، وتم إنتاجها في أبريل/ نيسان. كما أُعيد فتح منجم يوتا لتعزيز مخزون الأسلحة النووية، إذ اختصرت وزارة الداخلية الأمريكية مراجعة البيئة لمنجم فيلفيت-وود إلى 14 يومًا فقط، ويُقدّر الاحتياطي الأولي من اليورانيوم والأكسيد والفاناديوم بأنه كافٍ لتشغيل نحو 85 غواصة نووية وإنتاج أكثر من ألف قنبلة نووية.