استطلاع يكشف: «الجيل زد» أكثر دعما للعنف السياسي
في الوقت الذي تنزلق فيه الولايات المتحدة الأمريكية نحو المزيد من العنف السياسي، يرى شبابها أنه يمكن أن يكون مبررا.
وغداة اغتيال الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك، أجرت مؤسسة "يوغوف" استطلاعا للرأي في 11 سبتمبر/أيلول الجاري كشف عن موقف «الجيل زد" من العنف السياسي.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن 20% من «الجيل زد" يرون أنه يُمكن أحيانا تبرير العنف لتحقيق أهداف سياسية وذلك مقارنة بـ14% من جيل الألفية و8% من جيل "إكس" و3% من الجيل الصامت وجيل طفرة المواليد.
وتاريخيًا، كان الشباب عالى مستوى العالم أكثر تقبلًا للعنف كوسيلة للتغيير السياسي.
ومع ذلك، أشار عدد من الخبرا في تصريحات لـ"نيوزويك" إلى أن دوافع هذا التوجه بعضها مألوف مثل عدم الرضا عن تكلفة المعيشة وخيبة الأمل في المؤسسات السياسية، وبعضها جديد، مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والعوامل الثقافية مثل التغيرات في التوقعات المتعلقة بالنوع الاجتماعي.
وقال لوكاس والش، أستاذ سياسات الشباب في جامعة موناش، إن "الجيل زد" ينضج في فترة تتسم بـ"أزمة المناخ، وضغوط تكاليف المعيشة، والصراعات الجيوسياسية، ومنصات التواصل الاجتماعي المثيرة للانقسام".
وحذر من أن هذه العوامل "ضخّمت مبررات العنف السياسي" وأدت إلى "تآكل الثقة بالديمقراطية".
وأشار والش إلى استطلاع دولي أُجري عام 2023 في 30 دولة وكشف عن فجوات عمرية صارخة في المواقف تجاه الديمقراطية.
حيث أيد 42% من المشاركين الأصغر سنًا الحكم العسكري، مقارنة بـ20% من المشاركين الأكبر سنًا، وقال أكثر من ثلث الشباب إن "القائد القوي" الذي يتجاوز الانتخابات هو "طريقة جيدة لإدارة البلاد"، مقارنةً بما يزيد قليلاً عن ربع كبار السن.
وفي 2024، أظهر استطلاع رأي أجرته شركة "يوغوف" أن 16% من المشاركين من "الجيل زد" أيدوا بشدة أو نوعًا ما الهجوم على الكابيتول في 2021، وهي نسبة أعلى من نسبة التأييد البالغة 14% بين البالغين.
ووفقًا لوالش، فإن انعدام الأمن الاقتصادي يعد عاملًا رئيسيًا في زيادة عدم الرضا عن الديمقراطية بين الناخبين الأصغر، حيث قال 58% من "الجيل زد" إنهم يشعرون "بسيطرة جزئية" فقط على حياتهم المالية.
وتُظهر "بيانات ماكينزي" أن ما يقارب ربع موظفي "الجيل زد" يشغلون وظائف متعددة، وأن 26% منهم لا تكفي أجورهم لضمان حياة كريمة.
فيما يبحث 77% منهم بنشاط عن عمل جديد ولا تزال الأجور منخفضة مقارنةً بتكاليف المعيشة، حيث يتقاضى العديد من الشباب ما بين 30 - 35 ألف دولار أمريكي سنويًا.
"تطبيع العنف"
في تصريحات لـ"نيوزويك"، قالت جوان ويليامز، عالمة الاجتماع في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا هاستينغز، إن هذا الغموض الاقتصادي قد يضر بالشباب على وجه الخصوص، ويؤدي إلى العنف السياسي.
ووصف جو جاكوبسون، مؤسس صندوق العمل التقدمي، "تطبيع العنف" بأنه "مقلق للغاية"، وربطه بتيار أقصى اليمين وبجيل مشبع بصور العنف.
من جانبه، سلط جاكسون كاتز، المؤسس المشارك لمبادرة أبحاث الشباب، الضوء على دور وسائل الإعلام والتقنيات الرقمية في تشكيل المواقف.
وقال "انغمس جيل زد في بيئة إعلامية ترفيهية تشمل ألعاب الفيديو، وأفلام هوليوود، والواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، مما عرضهم لتصوير واقعي للعنف وهو ما يُنتج تأثيرًا مُخدرًا لحد الانفصال، مثلما يحدث مع ضحايا الصدمات النفسية".
وأضاف أن الشباب أكثر عرضة للتطرف الإلكتروني حيث "يتعرضون لوابل من المواد السامة على الإنترنت".