تقرير أميركي: شركات النفط الدولية تنتظر ملامح خارطة الطريق في ليبيا
أفاد موقع “إنرجي إنتلجنس” الأميركي بأن شركات النفط الدولية تترقب عن كثب خارطة الطريق السياسية التي تستعد بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة لإطلاقها قريبا في ليبيا هذا الشهر، وسط قلق دولي بشأن انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأضاف أن شركات الطاقة الدولية تستعد لاقتحام قطاع الطاقة في ليبيا بجذب من المنافع التي يوفرها قطاع الهيدروكربون منخفض الكلفة في البلاد.
ويؤكد التقرير الأميركي أن “الحفاظ على قيمة العقود والاتفاقات الموقعة عامل جوهري بالنسبة إلى أي شركة دولية تسعى لاستكشاف فرص جديدة في ليبيا، وذلك لضمان اعتراف أي حكومة مستقبلية جديدة بالصفقات الموقعة مع حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس.”
كما يشير إلى تهديد قائم، يتمثل في خطر توقف الإنتاج النفطي فترات طويلة بسبب استمرار الخلافات السياسية، وما يمثله ذلك من مخاطر أمنية جسيمة على الأصول وأطقم العمل.
ولفت إلى الصراعات السياسية والانقسام في البلاد، وهو ما يفرض على شركات النفط الدولية التفاوض مع السلطات في طرابلس وتجنب الوقوع في فخ التشكيلات المسلحة والمرتزقة وأمراء الحرب.
التقرير الأميركي اعتبر أن موسكو تظل لاعبا أساسيا، بسبب تواصلها مع السياسيين في شرق البلاد وغربها
وتطرق تقرير “إنرجي إنتلجنس” إلى النفوذ الأجنبي داخل ليبيا، باعتباره أحد العوامل المؤثرة على استقرار القطاع النفطي، مشيرا إلى سعي دول، مثل تركيا ومصر والإمارات وروسيا وقطر، لممارسة نفوذ سياسي على الأطراف داخل ليبيا، والحفاظ على موطئ قدم لها داخل البلاد.
وقال “الظهور الأخير للشركات النفطية الأميركية في ليبيا يتماشى مع التوجه الأميركي المتجدد لاستكشاف استثمارات جديدة في ليبيا، لكن أهدافه السياسية النهائية لا تزال بعيدة عن الوضوح.”
وتابع التقرير “يبدو أن المسؤولين الأميركيين غير مقتنعين بأن الصفقات التجارية لواشنطن يمكن أن تُترجم لاحقا إلى نفوذ سياسي حقيقي، إلا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لدعم أحد الأطراف، مثل المشير خليفة حفتر، لتحقيق أهداف بعينها مثل عكس النفوذ الروسي.”
كما يرى أن “موسكو تظل لاعبا أساسيا، بسبب تواصلها مع السياسيين في شرق البلاد وغربها. كما أن قربها من حفتر وأبنائه سمح لها باستخدام القواعد العسكرية في الجفرة والخادم في وسط البلاد وشرقها.”
ويقول التقرير إنه “سيتعين على شركات النفط الدولية التواصل مع حفتر بشكل ما.”
المؤسسة الوطنية للنفط تسعى إلى جذب شركات النفط الدولية الباحثة عن مساحات واسعة منخفضة الكلفة للاستثمار
ووقع عدد من القوى والهيئات الأجنبية صفقات تجارية مع صندوق التنمية وإعادة الإعمار، الذي يديره بلقاسم حفتر. كما وقعت شركات أميركية عدة صفقات لتطوير البنية التحتية للقطاع الطبي، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مع السلطات في الشرق، بينما تشارك شركات تركية وإماراتية بشكل وثيق في إعادة الإعمار.
وتطمح المؤسسة الوطنية للنفط لزيادة الإنتاج النفطي إلى مليوني برميل يوميا من الخام، وأربعة مليارات قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي في غضون ثلاث إلى خمس سنوات مقبلة.
كما تسعى إلى جذب شركات النفط الدولية الباحثة عن مساحات واسعة منخفضة الكلفة للاستثمار، واستكشاف مصادر الهيدروكربون الجديدة، مستفيدة من قرب ليبيا من أسواق الطاقة الأوروبية.
وتعتقد شركات الطاقة الدولية أنه بالإمكان استغلال التقنيات التكنولوجية لتعزيز إنتاج المواد الهيدروكربونية من الحقول الموجودة بالفعل في ليبيا، مع دعم وتحسين جهود الاستكشاف.
وإلى حد الآن أعلنت أكثر من ثلاثين شركة طاقة دولية مشاركتها في جولة العطاءات النفطية المرتقبة نهاية العام الجاري، حيث تعرض المؤسسة الوطنية للنفط فرصا استكشافية في 22 قطعة برية وبحرية.
وتتمتع ليبيا بجاذبية خاصة بسبب تكاليف الاستخراج المنخفضة والاحتياطات النفطية الضخمة، والبنية التحتية القائمة بالفعل للتصدير. وتعتقد شركات النفط الدولية أن بالإمكان استغلال التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي لإجراء المسوح الزلزالية، وهو ما يعني استكشاف المزيد من الاحتياطات الهيدروكربونية.
لكن اهتمام شركات النفط الدولية لا يقتصر فقط على القطع المشمولة في جولة العطاءات، إذ وقعت “إكسون موبيل” الأميركية بالفعل اتفاقا ثنائيا مع المؤسسة الوطنية للنفط، لاستكشاف أربع مناطق بحرية على الساحل الشمالي الغربي وحوض سرت الشرقي.
وتسعى اتفاقية عملاق الطاقة البريطاني “بي بي” الشاملة إلى فرص إعادة تطوير حقلي النفط العملاقين الناضجين السرير ومسلة البريين في الشرق، إلى جانب إمكانات النفط والغاز غير التقليديين. كما وقعت شركة “شل” اتفاقية لتطوير حقل العطشان النفطي الواقع بين حوضي مرزق وغدامس الجنوبيين.