المغرب يطمح للحصول على مقاتلات إف35 الأميركية لدعم أسطوله الجوي

وكالة أنباء حضرموت

اطّلع وفد عسكري مغربي بشكل مباشر على القدرات التقنية لمقاتلة أف35 الأميركية المتطورة من الجيل الخامس، وفق ما أفاد به تقرير لـ”تايم آيرو سبايس” المتخصصة، مؤكدا أن شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية قدمت للوفد المغربي إحاطة حول قدرات هذه المقاتلة المتقدمة، التي تُعد من أكثر المعدات تطورا في العالم.

وتعكس هذه الخطوة رغبة المغرب في مواكبة التحولات الكبرى في موازين القوى الجوية الإقليمية.

ومن شأن حصول المغرب على مقاتلات أف35، أن يُشكل قفزة نوعية في القدرات القتالية للقوات الجوية الملكية المغربية، التي تشهد في السنوات الأخيرة عملية تحديث غير مسبوقة على مستوى العتاد والتكنولوجيا.

ونظرا لمستوى التكامل التقني والعملياتي الذي يميز سلاح الجو المغربي، خاصة في ما يتعلق بدمج أنظمة المراقبة والهجوم والاستشعار ضمن منظومة واحدة منسجمة، فإن المغرب قد يكون من أوائل الدول العربية التي ستحصل على هذه الطائرة من الجيل الخامس في السنوات المقبلة.

وأضاف التقرير، أن قيمة الصفقة المحتملة التي تشمل 32 طائرة أف35، تُقدر بحوالي 17 مليار دولار وتمتد على مدى 45 عاما، وتشمل التكاليف المرتبطة بالاقتناء والصيانة، لافتا إلى أن محللين يتوقعون أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد تُسرّع من المصادقة النهائية على الصفقة، باعتبارها امتدادا لمفاوضات كان قد بدأها خلال ولايته الأولى بين سنتي 2016 و2020.

وأكد هشام معتضد، الباحث في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، أن “اهتمام المملكة بمقاتلة إف35، الأميركية المتطورة يبدو مؤشراً دقيقاً على رغبة الرباط في تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية ضمن ما يُعرف بـ ‘الطبقة التكتيكية السفلية’ للدفاع الجوي، وذلك للتعامل باحترافية وكفاءة مع بيئة أمنية إقليمية متغيرة، حيث أصبح امتلاك أسلحة إستراتيجية الى جانب الطائرات المسيّرة والصواريخ الجوالة، من الأدوات الفعّالة للرد السريع والحاسم على التهديدات الجوية.”

وأوضح في تصريح لـ”العرب”، أن “المغرب بات يعتمد في إستراتيجيته العسكرية على أنظمة الدفاع الجوي الثابتة أو الثقيلة، وذلك استجابة لتطوّر طبيعة التهديدات الإقليمية، لا سيما في مناطق الساحل والصحراء، حيث تتداخل الحركات غير النظامية مع التهديدات العابرة للحدود.”

ولفت معتضد إلى أن “هذه الصفقة تشكّل نقطة انطلاق لتطوير مظلة دفاعية متعددة الطبقات، ففي الوقت الذي طوّر فيه المغرب أنظمة رادارية وصاروخية متوسطة وبعيدة المدى، كان من الضروري تعزيز قدراته الجوية بمقاتلات إف16، وفسح المجال لتواجد إف35 لاستكمال الهيكل الدفاعي المتكامل”.

وتركز الإستراتيجية الدفاعية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكثر حول تطوير العتاد العسكري وتأهيل كفاءته البشرية ومدها بالخبرات الذاتية من أجل مواجهة التحديات المستقبلية، بدءا بمواجهة الوضع في منطقة الساحل الأفريقي وشمال أفريقيا، حيث يعمل على تأهيل بنيته التحتية لاستقبال الطائرات الحربية الأميركية؛ ويشمل مشاريع تصميم المنشآت والبنى التحتية الداعمة، بما فيها تلك الخاصة بمحاكاة الطيران وتأمينه، وهو ما يتطلب البحث عن خبرات دولية ذات كفاءة عالية.

وتواصلُ القوّات الملكية الجوّية تأهيل ترسانتها الدفاعية، حيث أبرم المغرب صفقة لاقتناء 24 مقاتلة أف16 C/D بلوك 72، وقد تمّت المصادقة عليها من قبل الولايات المتحدة في أغسطس 2020، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم خلال هذه السنة، بالإضافة إلى مشاريع صناعة الطائرات المسيرة، وتأهيل طائرات “كنادير” المتخصصة في إطفاء الحرائق.

الإستراتيجية الدفاعية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس تركز على تطوير العتاد العسكري وتأهيل كفاءته البشرية من أجل مواجهة التحديات المستقبلية

ويخضع أسطول المغرب الحالي من مقاتلات إف16، وعددها 23 طائرة، لعملية تحديث إلى النسخة المتقدمة إف16 في، التي تشمل تجهيزات متطورة من بينها رادارات AESA من نوع APG-83، ونظم حرب إلكترونية متقدمة. ويُضاف إلى هذا الأسطول، عدد من الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض التجسس والرصد، والتي تمنح المغرب قدرات مراقبة دقيقة لمحيطه الإقليمي.

ويعمل المغرب على تعزيز قدراته في مجال الاستخبارات والمراقبة من خلال طائرتين من طراز Gulfstream 550، يتم تجهيزهما حاليا بأنظمة إسرائيلية من إنتاج شركة “إيلتا”، داخل منشآت شركة L3 Systems بولاية تكساس الأميركية، وعدد من الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض التجسس والرصد، والتي تمنح المغرب قدرات مراقبة دقيقة لمحيطه الإقليمي.

وكشفت بيانات منصة “فلايت غلوبال” المتخصصة في أخبار الفضاء والطيران، ضمن تقرير أعدته بالتعاون مع شركة “إمبراير” البرازيلية، أن سلاح الجو المغربي طلب 24 طائرة من طراز إف 16 فايبر، التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية، إضافة إلى 36 مروحية هجومية من طراز “إي إتش 64-أباتشي”، التي تصنعها شركة “بوينغ” الأميركية هي الأخرى، وطائرتين متعددتي المهام من طراز “إتش 135″، التي تنتجها مجموعة “إيرباص.”

ومن المنتظر أن يستفيد المغرب من مسار تدريبي مشابه لذلك الذي تسلكه قوات جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي، ما سيُسهّل عليه إدماج مقاتلات أف35 في منظومته الدفاعية بحلول سنة 2035.