برلمان النظام الإيراني في حالة ذعر: تصاعد الاحتجاجات يفضح هشاشة السلطة
برلمان النظام الإيراني في حالة ذعر: تصاعد الاحتجاجات يفضح هشاشة السلطة
تشهد إيران هذه الأيام موجة احتجاجات شعبية متصاعدة تشمل الخبازين، سائقي الشاحنات، عمال المصانع، أصحاب المناجم وشرائح أخرى، ما دفع برلمان النظام إلى حالة من الذعر غير المسبوق. في جلسة البرلمان المنعقدة يوم 25 مايو 2025، لم يعد النواب قادرين على إخفاء حجم الأزمة

تشهد إيران هذه الأيام موجة احتجاجات شعبية متصاعدة تشمل الخبازين، سائقي الشاحنات، عمال المصانع، أصحاب المناجم وشرائح أخرى، ما دفع برلمان النظام إلى حالة من الذعر غير المسبوق.
في جلسة البرلمان المنعقدة يوم 25 مايو 2025، لم يعد النواب قادرين على إخفاء حجم الأزمة. وقف النائب “نيك بين” ليعلن: “الناس يغمسون خبزهم في دمائهم”، في إشارة إلى تجمعات الخبازين الغاضبة في مشهد، حيث لم تتلق هذه الشريحة مستحقاتها منذ 28 يوماً رغم التزاماتها، وارتفعت تكاليف التأمين إلى مستويات غير مسبوقة.
لم يقتصر الأمر على الخبازين، بل كشف النائب نفسه عن شلل قطاعات حيوية بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، ما أدى إلى توقف المصانع والمناجم، وارتفاع أسعار مواد البناء مثل الإسمنت، وتعطل الإنتاج في مناجم كاشمر وبردسكن.
النائب “بيك دلي” أضاف بعداً آخر للأزمة، معترفاً بأن البلاد تقف على “عتبة فاصلة”، وأن استمرار هذا الوضع دون مراجعة جذرية سيقود إلى انفجار اجتماعي.
تساءل: “لماذا يتعامل بعض المسؤولين مع بيت المال كأنه عدو أجنبي؟”، داعياً إلى اتخاذ قرارات حاسمة أو التنحي “من أجل الله”، في إشارة إلى فقدان الثقة حتى داخل أروقة السلطة.
محاولات يائسة للتهدئة… ونظام عاجز عن الحلول
رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف حاول احتواء الغضب بخطاب مخادع، متعهداً بمعالجة مشاكل سائقي الشاحنات “بقرارات وإجراءات فورية”، وأكد أن لجنة خاصة ستبحث مطالبهم.
لكن هذه التصريحات لم تعد تقنع أحداً، فالمجتمع الإيراني بات يدرك أن وعود النظام ليست سوى محاولات يائسة لشراء الوقت، في ظل تآكل الشرعية وتزايد الضغوط من الشارع.
ما يزيد من قلق النظام هو أن موجة الاحتجاجات الحالية تتزامن مع انتصارات سياسية ودعم دولي متزايد للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.
خطة النقاط العشر التي طرحتها رجوي أصبحت محور اهتمام البرلمانات الأوروبية والأمريكية، حيث أيدها مئات النواب، معتبرين أنها تمثل بديلاً ديمقراطياً حقيقياً للنظام القائم.
هذا الدعم الدولي يعزز من معنويات المحتجين في الداخل، ويزيد من عزلة النظام، ويؤشر إلى أن التغيير أصبح أقرب من أي وقت مضى.
اليوم، لم تعد سياسات القمع والتعتيم الإعلامي قادرة على احتواء الغليان الشعبي، وبات الخوف من تكرار سيناريو انتفاضات 2019 و2022 هاجساً يؤرق قادة النظام.
كل المؤشرات تؤكد أن إرادة الشعب، مدعومة بتحالف دولي متنامٍ، ستنتصر في النهاية، وأن النظام يقف على حافة فقدان السيطرة والشرعية.