العالم يترقب نتائج أول حوار مباشر بين موسكو وكييف في إسطنبول
تتجه أنظار العالم اليوم الخميس نحو مدينة اسطنبول التركية، التي تحتضن أول محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف منذ ثلاثة أعوام، وذلك في غياب الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
ووسط ترقب دولي مكثف، تحمل هذه المباحثات في طياتها آمالا مضنية بإنهاء نزاع طال أمده وأثقل كاهل الإنسانية بمعاناة لا توصف وزعزع استقرار العالم بأسره.
في أنطاليا التركية، حيث اجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أن الولايات المتحدة "تتطلع" لحصول تقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا وهي مستعدة للبحث في "أي آلية" للتوصل إلى إنهاء الحرب بشكل مستدام.
وأوضح روبيو "أمامنا عمل كثير ونبقى منخرطين في هذا المسار. نحن على غرار الجميع، نتطلع لمعرفة ما سيحصل، بيد أن الوضع الصعب. لكن نأمل أن يتحقق تقدم على هذا الصعيد قريبا".
وقال روبيو إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أوضح أنه يريد إنهاء الحرب".
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أنه "منفتح على جميع الآليات لتحقيق سلام عادل ودائم لن يضع فقط حدا لهذه الحرب بل سيمنع اندلاع حرب جديدة في يوم من الأيام".
وفي المقابل، رأى نظيره الفرنسي جان نويل بارو أنه ينبغي أولا التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأن "التفاوض لا يتم تحت القنابل".
ووصل وفد روسي أرسله الرئيس فلاديمير بوتين إلى إسطنبول، في أول جولة محادثات مباشرة مع أوكرانيا منذ ربيع عام 2022 حول سبل وقف الحرب.
ومن المتوقع أن يعقد الوفدان الروسي والأوكراني محادثات مباشرة في إسطنبول بعد ظهر اليوم الخميس، حيث أكد فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين في وفد موسكو، أن روسيا تسعى إلى "سلام طويل الأمد" من خلال "إزالة جذور النزاع".
وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، نقلا عن مصدر مطلع اليوم الخميس، أن المحادثات بشأن أوكرانيا التي تعقد في إسطنبول لن تكون مفتوحة لوسائل الإعلام. وقال المصدر للوكالة إن المفاوضات ستجرى في قصر دولمة بهجة في إسطنبول.
والمباحثات المباشرة هي الأولى بين البلدين منذ ربيع عام 2022، مع أن ترتيبات هذا اللقاء الذي يغيب عنه بوتين، تبقى غير واضحة حتى الآن.
ولدى وصوله إلى أنطاليا، أكد الوزير الفرنسي أنه من خلال هذه "المحادثات التقنية التي ستعقد هنا في تركيا، يمكننا أن نأمل في التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مما سيسمح ببدء المفاوضات".
وأضاف "علينا تجنب الوقوع مجددا" في الأخطاء التي تسببت بفشل المحادثات السابقة في إسطنبول عام 2022.
وشدد على أن "أول هذه الأخطاء هو أن يتم التفاوض من دون وقف لإطلاق النار".
وأوضح أن الخطأ الآخر سيكون "نزع سلاح أوكرانيا" ما سيحرمها مسبقا من الضمانات الأمنية التي ستحتاج إليها في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وأعرب وزراء أوروبيون في أنطاليا عن شكوكهم في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلام.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول "روسيا لا تريد مفاوضات جادة في هذه المرحلة". وأضاف "سيكون لذلك عواقب. أوروبا عازمة على اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة" على موسكو.
وبدوره، أشار بارو إلى فرض عقوبات "ضخمة لإرغام فلاديمير بوتين على بدء مفاوضات السلام إذا استمر في التهرب".
وقال الوزير الألماني إن على الرئيس الروسي "أن يدرك أنه لا يملك كل الأوراق". وأكد أن "العالم ينتظر منه أن يلبي أخيرا دعوة الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ومن جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس إنه يشعر "بتفاؤل حذر" حيال تقدم محتمل في المفاوضات بشأن أوكرانيا شرط أن يقوم الروس "بالخطوات المقبلة".
وأوضح "يمكن إحراز تقدم خلال الأسبوعين المقبلين" مضيفا أن "الكرة باتت الآن في ملعب روسيا".