تجارة الكبتاغون لم تتوقف بسقوط الأسد

وكالة أنباء حضرموت

أعلنت السلطات السورية الخميس ضبط أكثر من 9 ملايين حبة كبتاغون كانت معدّة للتهريب إلى تركيا المجاورة، مضيفة أن العملية أنجزت بعد تتبع الخلية المسؤولة عن التهريب لمدة أكثر من شهر بالتعاون مع أنقرة.

وتواجه السلطات الجديدة بقيادة الإسلاميين الكثير من التحديات من بينها كبح تهريب المخدرات إلى دول الجوار، فيما سبق أن وجهت للنظام السابق بقيادة بشار الأسد التورط في صناعة وتجارة الكبتاغون على وجه الخصوص لتمويل الحرب واحتياجات النظام المالية.

وكانت معظم شحنات الكبتاغون موجهة إلى لبنان ومنه إلى دول الخليج ويعتقد أن لحزب الله اللبناني كذلك دور في هذه التجارة لتمويل أنشطته وخدمة الأجندة الإيرانية بنشر هذه الآفة في دول الخليج القوى الإقليمية المنافسة لإيران.

وتريد القيادة الجديدة في سوريا أن تظهر للمجتمع الدولي أنها قادرة على مكافحة الجريمة المنظمة وضبط الحدود.

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان نشرته عبر تطبيق تلغرام "في عملية مشتركة بين وزارتي الداخلية السورية والتركية، تمكّنت إدارة مكافحة المخدرات، بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات التركية، من ضبط أكثر من 9 ملايين حبة كبتاغون مخدّرة".

وأفادت بأن العملية جاءت "ثمرة لجهود استمرت لأكثر من شهر، تم خلالها تتبّع خلية كبيرة متورّطة في تهريب المواد المخدّرة بين سوريا وتركيا"، مضيفة أنه تمّ "إلقاء القبض على أفراد الخلية" في مدينة حلب (شمال) الذين أحيلوا على التحقيق.

وأكّدت الوزارة "استمرارها في ملاحقة مروّجي وتجار المواد المخدّرة والعمل المتواصل على اجتثاث هذه الآفة الخطيرة".

وكانت سوريا ابان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد تشهد إنتاجا كبيرا للكبتاغون الذي كان يغرق الأسواق في الشرق الأوسط وهي آفة وصلت إلى العراق المجاور وإلى دول الخليج مثل السعودية.

ودعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب حكومة الأسد وحوّلت سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية خلال تحقيق أجري عام 2022.

ومنذ سقوط حكم الأسد في ديسمبر الماضي، أعلنت السلطات الجديدة عن ضبط الملايين من حبوب الكبتاغون في قواعد عسكرية تابعة للجيش السابق وفي مستودعات، لكنّ التهريب لم يتوقف، ولا تزال الدول المجاورة لسوريا تعلن عن ضبط كميات كبيرة من الكبتاغون.

وأعلن العراق في مارس عن ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدرة مصدرها سوريا عبر تركيا، بينما أعلن الأردن في ابريل عن إحباط محاولة تهريب "كميات كبيرة" من المخدرات آتية من الأراضي السورية.

والتقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان في يناير حيث بحثا مسألة تهريب المخدرات. وقال الصفدي حينها إن بلاده مستعدّة للعمل مع الإدارة السورية الجديدة في "مواجهة" تهريب المخدرات والأسلحة عبر حدودهما المشتركة الممتدة على 375 كيلومترا.