استهدفته إسرائيل «على طريقة نصر الله».. من هو محمد السنوار؟
لا تأكيد رسمي حتى الآن على مقتله، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أنه وقع استهدافه في هجوم على المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة.
واليوم الثلاثاء، قال موقع "واللا" الإسرائيلي إن الجيش استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد السنوار، في هجوم شنته قواته على المستشفى الأوروبي في جنوب القطاع.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه استهدف عناصر من حركة "حماس" تواجدوا في موقع قيادة تحت المستشفى الأوروبي، دون تفاصيل إضافية حول العناصر المستهدفة أو مصيرها.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "استخدم سلاح الجو في الهجوم العشرات من الذخائر، بما في ذلك القنابل القادرة على اختراق المخابئ".
وأضافت: "تم تنفيذ الهجوم بطريقة مشابهة لتلك التي تم فيها قتل (الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني) حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية في بيروت: هجوم على جميع المداخل والمخارج عند مداخل المجمع تحت الأرض، بهدف منع الهروب بعد الهجوم، حال تمكن السنوار من الفرار".
وتابعت: "أسلوب الهجوم يجمع بين الانهيار والقنابل المخترقة، بهدف أن من لا يموت في البداية نتيجة الاصطدام والانهيار سيموت لاحقاً اختناقاً كما قد يكون نصر الله قد مات".
وأردفت: "لتعزيز اليقين بالتصفية: تقوم القوات الجوية أيضًا بالهجوم الآن، بعد الهجوم، عدة مرات أخرى، على أي شخص يقترب ويحاول إنقاذ الضحايا من المجمع تحت الأرض".
وفي انتظار تأكيد مصير السنوار، تستعرض «العين الإخبارية» لمحة عن رجل يعتبر من القيادات القليلة في "حماس" ممن لا يزالون في قطاع غزة، بعد أن خسرت الحركة جل قياداتها في حربها مع إسرائيل.
شقيق يحيى السنوار
برز السنوار عمليا من خلال دوره كمقرب من شقيقه يحيى السنوار الذي كان يقود حركة "حماس" والذي قتلته إسرائيل العام الماضي.
ومحمد المكنى "أبو إبراهيم" هو من مواليد 16 سبتمبر/أيلول 1975 في مخيم خان يونس بجنوب قطاع غزة.
تلقي تعليمه في أحد مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في المخيم.
التحق بحركة "حماس" في بداياتها واعتقل في العام 1991 لمدة في السجون الإسرائيلية بسبب نشاطاته.
وهو عضو في مجلس الأركان العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وكان قائدًا للواء خان يونس عام 2005.
حافظ على علاقات مع كبار قادة "حماس" بمن فيهم حسن سلامة وسعد العربيد.
وجهت إسرائيل الاتهام له بالمسؤولية عن العديد من الهجمات والمشاركة في وضع مخطط الهجوم على غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو الهجوم الذي أشعل الحرب المدمرة المستمرة حتى اليوم.
«رجل الظل»
كان مطلوبا للجيش الإسرائيلي منذ سنوات طويلة وأطلق عليه لقب "رجل الظل" و"الميت الحي" .
ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه "على الرغم من قلة التغطية الإعلامية، نُفذت عمليات مُستهدفة ضد محمد السنوار أكثر من أي شخصية بارزة أخرى في حماس اليوم".
وأضاف المسؤول الذي لم تسمه الصحيفة: "لم يقتصر دور محمد السنوار على التطور العسكري للتنظيم، من كتائب القسام إلى الجناح العسكري بأكمله، بل لعب دورًا فعالًا، بل وقياديًا، في بعض مراحل العملية".
وتابع: "وليس من قبيل المصادفة أن منزله دُمر عدة مرات خلال العقدين الماضيين. كانت عمليات القضاء عليه هائلة، لكنها باءت بالفشل".
وصرّح المحامي إيال بوردا، رئيس قسم الاستخبارات في مصلحة السجون الإسرائيلية حتى عام 2017، لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، بأنه من المعروف أن محمد السنوار هو من يقف وراء اختطاف الجندي جلعاد شاليط وأنه يحتجزه، على الرغم من تورط منظمات أخرى.
«وريث المسؤوليات»
تشير تقديرات إلى أنه تولى مسؤوليات عسكرية كبيرة بعد مقتل زعيم الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف ونائبه مروان عيسى ويحيى السنوار.
وفي الأشهر الماضية، قالت إسرائيل إنه يتولى إعادة بناء حركة "حماس" وأنه من يقرر بشأن المفاوضات حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.