الطلبة الدروز في الجامعات السورية ضحية التجييش الطائفي
اضطر الآلاف من الطلبة من أبناء السويداء إلى مغادرة جامعاتهم في حلب ودمشق وحمص واللاذقية وحماة، خشية على حياتهم، في ظل عملية تجييش تجري ضدهم في علاقة بانتمائهم إلى الطائفة الدرزية، وسط صمت من السلطة السياسية.
وتعرض طلاب من الدروز لاعتداءات قبل أيام في جامعة حمص وتم اقتحام غرف العديد منهم وتهديدهم بالسلاح، بداعي أن أحدهم شتم النبي محمد. وأثارت الحادثة مخاوف لدى الطلبة الدروز في باقي الجامعات السورية، الذين فضلوا المغادرة والعودة إلى السويداء.
وتزامنت الحادثة مع اندلاع مواجهات في منطقة صحنايا وجرمانا في ريف دمشق، بين مقاتلين دروز وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة، سلطت الضوء على حجم الانقسامات المجتمعية التي باتت تعاني منها سوريا.
وذكرت مصادر طلابية لشبكة “السويداء 24″، التي تعنى بأخبار المحافظة ذات الغالبية الدرزية، أن 308 طلاب وطالبات من اختصاصات مختلفة في جامعات محافظة حلب عادوا إلى محافظة السويداء الأربعاء.
هل يعقل أن يصبح “الذهاب إلى الجامعة” قرارا قد يُنهي حياتك؟ هل هذا هو مصير طالب جامعي في بلده؟
وسبق أن عاد المئات من الطلاب من جامعات دمشق واللاذقية وحمص، حيث يخشون من تعرضهم لأعمال انتقامية، في ظل حالة الفوضى السائدة في الجامعات وعدم تحرك المسؤولين للتصدي للمعتدين.
وأوضحت المصادر أن الطلاب الموجودين في محافظة حلب حاولوا العودة إلى السويداء منذ بداية أحداث العنف، لاسيما بعد تعرض طالب من أبناء المحافظة لعملية طعن واعتداء من طلاب آخرين على خلفية طائفية بحتة. ولفتت إلى أن عملية عودتهم تعثرت عدة مرات بسبب الظروف الأمنية على الطرقات، حتى تم إجلاؤهم الأربعاء.
وقال أحد الطلاب الذين وصلوا إلى السويداء “نأسف لأن نترك مقاعدنا الدراسية بسبب العنف الطائفي، لم نستوعب بعد أي كارثة حلّت على بلدنا، كنا ننتظر أن يكون هناك موقف حازم من الدولة ضد هذه الاعتداءات، لكن للأسف كانت منحازة للأطراف التي اعتدت علينا في الجامعات.”
وأضاف الطالب أن حرمانهم من جامعاتهم ليس له أي مبرر على الإطلاق، مشيرا إلى أن الصمت الحكومي من وزارة التعليم ووزارة الداخلية إزاء هذه الأحداث أشعرهم بخطر أكبر على حياتهم وعلى مستقبلهم. وأكد أنه يرفض العودة إلى جامعته حتى يشعر بالأمان.
ونشر طلاب السويداء رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا فيها وزارة التعليم وإدارات الجامعات والشخصيات الاجتماعية والدينية باتخاذ قرارات صارمة لحماية الطلاب واستئناف دراستهم وتعويضهم عن المواد التي حُرموا من تقديمها.
وتساءل الطلاب في رسالتهم: هل يعقل أن يصبح “الذهاب إلى الجامعة” قرارا قد يُنهي حياتك؟ هل هذا هو مصير طالب جامعي في بلده؟ مضيفين “نكتب اليوم، لنقول إننا لسنا بخير، وإن ما يحدث هو شكل من أشكال التمييز الطائفي الخطر. نكتب لنطالب بحقنا في الأمان قبل التعليم، وفي التعليم دون خوف.”