غياب ترامب يمهد لخطة إسرائيلية باحتلال شامل لغزة وتهجير سكانها

وكالة أنباء حضرموت

كشف موقع "أكسيوس" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يشارك في جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، فيما تستعد الدولة العبرية لاحتلال القطاع بالكامل عبر عملية برية واسعة النطاق.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "ترامب لا يلعب أي دور نشط في الوقت الراهن في المحاولات لتحقيق وقف إطلاق النار، وهو أعطى الضوء الأخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليتصرف كما يراه مناسبا".

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل حددت موعد جولة ترامب في الشرق الأوسط كالموعد الأقصى لصفقة جديدة لتبادل المحتجزين مع حماس ووقف إطلاق النار في غزة.

وأوضحوا أنه إن لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في هذا الموعد، فإن إسرائيل ستبدأ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة.

ووافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية مساء الأحد على خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل تدريجيا والاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 مايو.

وتدعو خطط العملية قوات الدفاع الإسرائيلية إلى هدم أي مبان لا تزال قائمة وتشريد جميع السكان تقريبا البالغ عددهم مليوني نسمة إلى "منطقة إنسانية" واحدة.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن البديل للبقاء في المنطقة الإنسانية هو أن يغادر الفلسطينيون القطاع "طواعية" إلى دول أخرى "بما يتماشى مع رؤية الرئيس ترامب لغزة". ولا يمكن اعتبار مثل هذه المغادرة طوعية، ولم توافق أي دولة حتى الآن على استقبال النازحين الفلسطينيين.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن هناك مفاوضات جارية مع عدة دول في هذا الشأن.

ويرى العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن هذه العملية بمثابة خيار نووي، ويفضلون التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن مقتل 52 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تقودها حركة حماس.

ويرفض نتنياهو أي اقتراح من شأنه أن ينهي الحرب بشكل كامل، ويضغط على حماس لقبول اتفاق قصير الأجل، فيما ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يؤدي التهديد بغزو واسع النطاق إلى الضغط على حماس لقبول صفقة بشروط إسرائيل.

ويتوجه ترامب إلى الشرق الأوسط اعتبارا من الاثنين المقبل في زيارة تستمر ثلاثة أيام تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. من غير المتوقع حاليا أن يزور ترامب إسرائيل.

ويُرجع مسؤولون أميركيون وإسرائيليون الحرب الدائرة في غزة إلى السبب الرئيسي.

وصرح مسؤول أميركي لموقع أكسيوس "لا جدوى من زيارة إسرائيل حاليًا".

وقال مسؤولون أميركيون وعرب مشاركون في التحضيرات للرحلة إن غزة ليست على رأس أولويات ترامب، ومن المتوقع أن يركز على القضايا الثنائية والاستثمارات.

ونقل الموقع عن مسؤول عربي قوله "إن الصورة العامة لزيارة الرئيس ترامب للمنطقة في سياق الحرب على غزة سيئة للغاية. لقد أحدث ضجة كبيرة بالدفع نحو وقف إطلاق النار قبل تنصيبه ونجح في ذلك، لكن بعد ثلاثة أشهر، أصبح الوضع في غزة أسوأ".

ويعترف المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن وصلت إلى طريق مسدود.

وبينما تُطالب إسرائيل باتفاق جزئي يتضمن إطلاق سراح ما بين ثمانية وعشرة رهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يومًا، تصر حماس على اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين.

وباءت جميع الجهود المبذولة لسد هذه الفجوة بالفشل، وتحول تركيز البيت الأبيض إلى الحرب الروسية الأوكرانية والمحادثات النووية مع إيران، مع قلة أو انعدام الاهتمام بغزة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

وقال المسؤولون إن إدارة ترامب لا تضغط على إسرائيل على الإطلاق، وأوضحوا للوسطاء المصريين والقطريين أن اتفاقا مؤقتا على غرار ما طرحه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قبل شهرين، بدعم من إسرائيل، هو الحل الوحيد المتاح.

والخطة التي وافقت عليها إسرائيل الأحد، والتي تحمل الاسم الرمزي "عربات جدعون"، تهدف إلى "هزيمة حماس بشكل كامل"، كما قال مسؤولون إسرائيليون.

وبحسب الخطة فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يغزو غزة بأربع أو خمس فرق مدرعة ومشاة، ويحتل تدريجيا معظم القطاع ويسيطر عليه.

وصرّح وزير المالية الإسرائيلي، القومي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، بأن الاحتلال سيكون دائمًا، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي لن ينسحب حتى مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن الاحتلال الدائم ليس سوى "طموح".

وبينما يحتل جيش الدفاع الإسرائيلي أجزاء من غزة، فإنه سوف يقوم بهدم جميع المباني والعمل على تدمير شبكات الأنفاق، كما فعل سابقاً في رفح وشمال قطاع غزة.

وتخطط قوات الدفاع الإسرائيلية لتهجير نحو مليوني فلسطيني إلى منطقة رفح، حيث يتم بناء مراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية.

وبحسب الخطة، سيتم فحص جميع الفلسطينيين الذين يدخلون المنطقة الإنسانية للتأكد من أنهم غير مسلحين وليسوا أعضاء في حماس.

ومن المقرر أن تتولى إدارة هذه المجمعات مؤسسة دولية جديدة وشركات أميركية خاصة، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف ستعمل الخطة بعد أن أعلنت الأمم المتحدة وجميع منظمات الإغاثة أنها لن تشارك فيها.

والاثنين، صرّح ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي بأنه سيساعد في إيصال الغذاء إلى سكان غزة. وقال "إنهم يتضورون جوعًا. حماس تجعل الأمر مستحيلًا لأنها تُدخل كل شيء. سنساعد سكان غزة لأنهم عوملوا معاملة سيئة للغاية من قِبل حماس".

وأثار قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي جدلا إلى حد كبير على المستوى المحلي، وخاصة لأنه يستلزم تعبئة 70 ألف جندي احتياطي، معظمهم خدموا لأكثر من 300 يوم منذ هجمات 7 أكتوبر.

وأعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه من احتمال عدم مشاركة ما بين 30 بالمئة إلى 50 بالمئة من جنود الاحتياط في الخدمة، بحسب مسؤولين.

وتعارض معظم عائلات الرهائن الإسرائيليين هذه العملية بشدة، ويقولون إنها ستعرض أحباءهم للخطر.

وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أن بين 60 و70 بالمئة من الإسرائيليين يعارضون عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال غزة، ويؤيدون اتفاقا لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن.

كما أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يواصل الحرب لأسباب سياسية.

وقال مسؤول إسرائيلي إن "الاستعدادات للعملية تتيح فرصة سانحة حتى نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فستُنفذ العملية".