الضربات الإسرائيلية على الحديدة تثبيت للردع مع توسيع الرد
شنت إسرائيل مساء الاثنين غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة غربي اليمن، ردا على هجوم صاروخي حوثي أصاب الأحد محيط مطار بن غوريون ما أسفر عن إصابات وتعطيل حركة الطيران.
وشارك في العملية أكثر من 30 طائرة مقاتلة إسرائيلية، تمكنت من إسقاط نحو 48 قذيفة على أهداف حيوية بما في ذلك ميناء الحديدة ومصانع إسمنت في مديرية باجل. وبحسب تقارير إعلامية فقد أشرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على العملية.
العملية الجوية الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها لكنها الأكثر اتساعا ووضوحا منذ بدء استهداف إسرائيل لليمن في يوليو 2024. وبهذه الضربات تعلن تل أبيب أنها لم تعد تتعامل مع الهجمات الحوثية بصفتها استفزازات معزولة، بل كجزء من جبهة مترابطة تقودها طهران وتستدعي ردا ميدانيا مباشرا.
العملية الجوية الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها لكنها الأكثر اتساعا ووضوحا منذ بدء استهداف إسرائيل لليمن في يوليو 2024
وعادت الحديدة، التي تعتبر ميناء حيويا تحت سيطرة الحوثيين، لتكون هدفا مفضلا في بنك الأهداف الإسرائيلي، لا لرمزيتها الاقتصادية فقط، بل لأنها أيضا تمثل نافذة بحرية لطهران على البحر الأحمر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية ضد الحوثيين في مدينة الحديدة اليمنية المطلة على البحر الأحمر، وذلك بعد يوم من إطلاق صاروخ حوثي أصاب مطار بن غوريون في إسرائيل.
ويأتي هذا الهجوم في مسعى لامتصاص المخاوف التي تركها استهداف المطار الأكثر حيوية في إسرائيل بشكل أولي بأن الحوثيين ومن ورائهم إيران باتوا قادرين على تجاوز الأنظمة الدفاعية المتقدمة مثل القبة الحديدية ومنظومة “حيتس”، وأن محاولات التقليل من هجماتهم زادتهم جرأة.
وليس معروفا إن كان الرد الإسرائيلي سيتوقف عند هذا الحد، في صيغة انتقامية تظهر قدرة تل أبيب على توجيه رد مؤلم للحوثيين، أم أن الهجمات ستتكرر وقد تتسع لتطول مواقع في إيران باعتبار أنها تقف وراء تزويد الحوثيين بالصواريخ وتدريبهم عليها.
وأورد بيان عسكري إسرائيلي أن الضربات نفذت ردا على الهجمات المتكررة للحوثيين بواسطة صواريخ ومسيّرات، مضيفا أن “البنى الإرهابية التي تمت مهاجمتها في ميناء الحديدة” تستخدم “لنقل وسائل قتالية إيرانية وعتاد عسكري،” وموضحا أنه قصف مصنع إسمنت شرق المدينة “يستخدم كمنشأة اقتصادية مهمة لنظام الحوثي.”
وأعلن الحوثيون أن الولايات المتحدة وإسرائيل شنتا غارات على ميناء الحديدة في غرب البلاد، بعد ساعات من تقارير عن سلسلة غارات أميركية على صنعاء، غداة تبني المتمردين الموالين لإيران هجوما صاروخيا أصاب محيط مطار بن غوريون وتوعدت إسرائيل بالرد عليه.
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مساء الاثنين بأن “عدوانا أميركيا إسرائيليا استهدف بـ6 غارات ميناء الحديدة.” وأشارت أيضا إلى “عدوان أميركي إسرائيلي على مديرية باجل” في المحافظة نفسها، قالت لاحقا إنه استهدف “مصنع إسمنت.”
وفي وقت سابق، أفادت وكالة سبأ اليمنية التابعة للحوثيين أن سلسلة الغارات على العاصمة شملت “غارتين للعدوان الأميركي استهدفتا شارع الأربعين” في صنعاء وأخرى “شارع المطار”.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة في حكومة الحوثيين “إصابة 16 مواطناً جراء العدوان الأميركي على أمانة العاصمة صنعاء.”
وقد تؤدي الضربات على الحديدة التي تعتبر شريانا اقتصاديا حيويا لليمن إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة وتزيد من التوترات الإقليمية خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات مع إيران.
ونفت إيران الاثنين تقديم مساعدة للحوثيين لتنفيذ الهجوم. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنّ “تحرّك اليمنيين لدعم الشعب الفلسطيني كان قرارا مستقلا نابعا من شعورهم بالتضامن” مع الفلسطينيين.