للمرة الأولى.. مخابرات دولة أوروبية تصنف أمريكا كـ«خطر أمني»

وكالة أنباء حضرموت

دقت دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر بشأن ما اعتبرته "موقفا عدائيا متزايدا" للولايات المتحدة تجاه القارة العجوز.

وفي تحول لافت للنظر في كيفية تقييم أحد أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين للعلاقة عبر الأطلسي، صنفت المخابرات العسكرية الدنماركية، ولأول مرة الولايات المتحدة كخطر أمني.

وفي تقييمها الاستخباراتي لعام 2025، والذي نشرت أمس الأربعاء، حذرت المخابرات العسكرية الدنماركية من أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية بشكل متزايد لمصالحها الخاصة، و"تستخدم قوتها الاقتصادية والتكنولوجية كأداة قوة"، بما في ذلك تجاه حلفائها وشركائها.

ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية التقرير الذي جاء فيه أن "الولايات المتحدة تستخدم القوة الاقتصادية، بما في ذلك التهديد بفرض تعريفات جمركية عالية، لفرض إرادتها، ولم تعد تستبعد استخدام القوة العسكرية، حتى ضد حلفائها"، في إشارة واضحة إلى محاولة واشنطن انتزاع السيطرة على غرينلاند من الدنمارك.

ويعد هذا التقييم من أقوى التحذيرات التي صدرت عن جهاز استخبارات أوروبي بشأن الولايات المتحدة.

ويؤكد التحذير الدنماركي الأخير قلق أوروبا إزاء سياسة واشنطن، كما يُسلط الضوء على اتساع الفجوة بين الحليفين خاصة بعدما نصت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية على أن أوروبا ستواجه "خطر محو الحضارة" خلال العشرين عامًا القادمة.

وقال التقرير الدنماركي أيضًا إن "هناك حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تطور العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات المقبلة"، إذ أدى صعود بكين السريع إلى تآكل مكانة الولايات المتحدة الراسخة كقوة عالمية لا منازع لها.

وحاليا، تتنافس واشنطن وبكين على النفوذ والتحالفات والموارد الحيوية، مما دفع الولايات المتحدة إلى إيلاء أولوية قصوى للمنطقة الجغرافية المحيطة بها، بما في ذلك القطب الشمالي، للحد من النفوذ الصيني.

وأضاف التقرير "يثير تركيز الولايات المتحدة المتزايد على المحيط الهادئ حالة من عدم اليقين بشأن دورها كضامن رئيسي للأمن في أوروبا. تفرض السياسة الأمريكية المتغيرة متطلبات كبيرة على التسلح والتعاون بين الدول الأوروبية لتعزيز الردع ضد روسيا".

وفي أسوأ السيناريوهات، تتوقع أجهزة الاستخبارات الدنماركية أن تجد الدول الغربية نفسها في غضون سنوات قليلة في وضع تكون فيه روسيا والصين على أهبة الاستعداد لخوض حروب إقليمية في منطقة بحر البلطيق ومضيق تايوان على التوالي.