اخبار الإقليم والعالم

رؤية بريطانية مروعة لما بعد حرب نووية.. انهيار النظام وبزوغ ملوك الحرب

وكالة أنباء حضرموت

في ظل تصاعد التوترات النووية عالميًا، يضع خبراء الدفاع سيناريو كارثيًا لما قد تبدو عليه بريطانيا إذا تعرضت لهجوم نووي مباغت.

ووفق تقديرات الكولونيل السابق وخبير الاستخبارات البريطاني فيليب إنغرام، لن تمتلك البلاد أكثر من 15 دقيقة للاستعداد قبل انفجار قنبلة بقوة 300 كيلوطن، ذات قدرة تدميرية قادرة على تسوية قلب لندن بالأرض خلال لحظات.

اليوم الأول: لحظة الانفجار وكرة نارية تبتلع العاصمة
يتوقع السيناريو أن يستهدف الهجوم منطقة ويستمنستر، حيث تتمركز السلطة السياسية البريطانية. وبمجرد سقوط القنبلة، تتشكل كرة نارية هائلة تُحوّل كل ما يحيط بها إلى رماد، فيما تتبخر أجساد الآلاف في جزء من الثانية تحت حرارة تفوق قدرة البشر على التحمل.

وستنتشر موجة صدمية كفيلة بإسقاط المباني الشاهقة ومحطات القطار ومواقف السيارات خلال أقل من عشر ثوانٍ، بينما ترتفع سحابة فطرية ضخمة فوق سماء العاصمة.

ويبلغ عدد سكان لندن تسعة ملايين نسمة، لكن غياب شبكة محصنة من الملاجئ النووية، سيجعل أغلب السكان بلا حماية. وحتى مترو الأنفاق، الذي اعتُبر لعقود ملجأ طبيعيًا في أوقات الأزمات، لا يتمتع بالعمق أو التحصين الكافيين لصد الإشعاعات القاتلة.

وفي هذه اللحظات الأولى، سيصبح مصير القيادة السياسية مرهونًا بوجودها الجغرافي. فوجود رئيس الوزراء أو الوزراء داخل مبنى حكومي أو فعالية عامة يعني غالبًا أن فرص النجاة ضئيلة للغاية.

الملجأ السري: "بيندار" يستقبل الناجين من النخبة
بينما يعمّ الخراب فوق الأرض، يتجه كبار الوزراء وقادة الجيش إلى منشأة "يوم القيامة" السرية، المعروفة باسم "بيندار"، والموجودة أسفل وزارة الدفاع في وايتهول.

هذا الملجأ المحصّن، الذي قُدّرت تكلفته بـ126 مليون جنيه إسترليني، يمتد إلى عمق 200 قدم تحت الأرض، ويضم منظومة اتصالات تسمح باستمرار عمل الدولة حتى في أسوأ الظروف.

وتشير تقارير غير مؤكدة إلى وجود شبكة أنفاق سرية تربطه بداونينغ ستريت ومقار حكومية أخرى لضمان استمرار القيادة في أداء مهامها.

اليوم الثاني: بريطانيا تترنّح وسط انهيار شامل
رغم تفعيل الإجراءات الطارئة عقب التفجير، سرعان ما اتضح أن البروتوكول النووي البريطاني، الذي يعود في جذوره إلى حقبة الحرب الباردة، غير قادر على التعامل مع الأيام التي تعقب الكارثة. فالخطط تركز على “اليوم الأول”، لكنها تفتقر إلى رؤية واضحة للأسابيع اللاحقة.

ومع انحسار الصدمة الأولى، ستبدأ الكارثة في اتخاذ شكل ديموغرافي جديد، حيث ستفر آلاف العائلات شمالًا بحثًا عن النجاة من “الضباب الإشعاعي” الذي كان يزحف ببطء فوق ضواحي لندن.

أما الخدمات الصحية في مدن مثل مانشستر وبرمنغهام، فانهارت بالكامل بعد أن غصّت المستشفيات والكنائس وقاعات الرياضة بالجرحى. وسيفقد الكثير من المصابين حياتهم بالإشعاع في الشوارع قبل وصول المساعدة.

وتحت ضغط النزوح الهائل، بدأت مجموعات من الناجين بإقامة مستوطنات بدائية قرب المدن الكبرى، في محاولة لإعادة بناء نمط حياة يمكن التعايش معه وسط غياب كامل للبنية الأساسية.

الأسبوع الأول: صعود الإقطاع الجديد وولادة “ملوك الحرب”

عند أطراف لندن، سيشكّل الفارّون وحدات صغيرة تتحول لاحقًا إلى “جيوش محلية” تتنافس على السيطرة على الأراضي. ومع انهيار سلاسل الإمداد، ستظهر أنظمة شبه إقطاعية، حيث تفرض العصابات المسلحة سيطرتها على مناطق واسعة، وتحولها إلى مزارع بدائية للبطاطس والجزر - المحاصيل الأكثر قدرة على النمو في الظروف القاسية.

ولن يدوم هذا الاستقرار الهش طويلًا؛ فالتنافس بين الفصائل المختلفة سرعان ما سيؤدي إلى اشتباكات وحروب عصابات. وستتنوع ولاءات هذه الجماعات بين أهداف سياسية غامضة، ورؤى دينية متطرفة، وظهور طوائف جديدة تحاول تأويل الكارثة بمنطق روحاني.

الأسبوع الثالث: تفكك الأمن ونزوح بحري إلى فرنسا

في شمال البلاد، ستواجه السلطات المحلية خطر الانهيار التام مع اتساع موجات الشغب والنهب في المدن. ومع تناقص الغذاء والمياه، ستقتحم مجموعات غاضبة المتاجر والمنازل، فيما ستعجز قوات الشرطة عن احتواء الفوضى.

أما في الجنوب، فستبدأ موجات هروب جماعية عبر القناة الإنجليزية، حيث سيحاول ناجون استخدام قوارب صغيرة ومتهالكة للوصول إلى فرنسا، هربًا من الإشعاع.

وفي مشاهد تعيد إلى الأذهان كارثة تشيرنوبيل، ستجوب آلاف الحيوانات الأليفة المتروكة الشوارع وهي تحمل آثار التلوث الإشعاعي، قبل أن تنقرض تدريجيًا.

استجابة دولية بطيئة ومستقبل غامض
ورغم تعهدات حلف الناتو بالرد والعون، يشير خبراء إلى أن تفعيل المادة الخامسة قد يستغرق أسابيع، في وقت تتراجع فيه الولايات المتحدة نحو سياسة انعزالية واضحة. وهو ما يجعل تدفق المساعدات إلى بريطانيا بطيئًا ومرهونًا بحسابات دولية معقدة.

ويحذّر إنغرام من أن قصور التخطيط البريطاني لما بعد اليوم الأول يفتح الباب لانهيار طويل الأمد، تتحول فيه بريطانيا إلى دولة فاشلة تُحكم بقوانين الغاب.

ورغم أن هذا السيناريو يبقى افتراضيًا، فإنه يسلط الضوء على هشاشة العالم في مواجهة تهديدات نووية تتزايد يومًا بعد يوم - ويذكّر بأن الضربة لا تدمّر المدن فقط، بل تمحو الدول من الوجود إذا فشلت في الاستعداد للمستقبل.

نزار الطرابلسي.. قصة «إرهابي» بين سجون 3 قارات تنتهي ببراءة وتعويض


عقد على هجمات باريس.. مسؤول فرنسي يكشف عن نشاط إخواني منظم وهياكل تابعة


كيف تضغط على ترامب بدقة سويسرية؟.. هدايا ثمينة وذهب وكلام معسول


تحقيقات أمنية غربية تحذر من خطر قراصنة «سولت تايفون»