اخبار الإقليم والعالم

عقد على هجمات باريس.. مسؤول فرنسي يكشف عن نشاط إخواني منظم وهياكل تابعة

وكالة أنباء حضرموت

في الذكرى العاشرة لهجمات باريس، أكد مسؤول فرنسي وجود نشاط إخواني منظم وهياكل ترتبط بالحركة، وخاصة في مدينة نيس التي اكتوت أكثر من غيرها بالهجمات الدموية.

وبات نشاط الإخوان في فرنسا قضية بارزة على الساحة في ظل تحذيرات من تغلغل الجماعة في النسيج الاجتماعي ومساعيها لبناء نسق قيمي يناقض "قيم الجمهورية".

وفي رده على طلب رسمي من النائب المحلي في نيس فيليب فاردون، أكد محافظ مقاطعة "ألب ماريتيم"، لوران هوتيو، وجود نشاط منظم للجماعة وهياكل مرتبطة بها، أبرزها في المدينة.

وبحسب مجلة "فالور أكتويال" الفرنسية، اعتُبر التصريح الرسمي صادماً لتزامنه مع مرور عقد على هجمات باريس الإرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

ففي ذلك المساء، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، شن إرهابيون سلسلة هجمات منسقة بلغت ذروتها في اقتحام دموي لقاعة باتاكلان في شرق باريس.

سبق ذلك تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم خارج ملعب "ستاد دو فرانس" حيث كانت مباراة دولية لكرة القدم جارية، ثم فتح أفراد آخرون في الخلية النار من رشاشات كلاشنيكوف على رواد الحانات والمقاهي غير البعيدة عن باتاكلان.

وبلغ عدد القتلى 130 شخصاً، بينهم 90 في باتاكلان، وجرح أكثر من 400 شخص، بينما عانى عدد لا يُحصى من صدمات نفسية.

آلام نيس
كما يتزامن تصريح هوتيو مع مرور خمس سنوات على هجوم بازيليك نوتردام، واقتراب الذكرى العاشرة لمجزرة بروميناد ديز أنجليه.

ووقع هجوم بازيليك نوتردام في مدينة نيس يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020 داخل كنيسة بازيليك نوتردام، حيث طعن التونسي إبراهيم العيساوي المحتشدين في الكنيسة مخلفاً 3 قتلى.

أما هجوم نيس فوقع في يوم العيد الوطني الفرنسي (يوم الباستيل)، عندما اقتحم محمد لحويج بوهلال، وهو فرنسي من أصل تونسي، يوم 14 يوليو/تموز 2016، ساحة تجمع فيها الآلاف للاحتفال، ما أسفر عن مقتل 86 شخصاً وجرح المئات.

وبينما كان ينظر البعض إلى هذه التواريخ بأمل نسيان الماضي، يؤكد الواقع أن نشاط الجماعات المتطرفة لم يختفِ.

من جانبه، قال فرانك فريغوزي، الباحث السياسي ومدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي لـ"العين الإخبارية"، إن ما كشفت عنه المحافظة في ألب ماريتيم يعد مؤشراً حقيقياً على وجود تنظيم شبكي للإخوان في بعض المناطق الفرنسية، وهذا يستدعي مراقبة جادة من الدولة.

وأشار إلى أنه مع ذلك، لا يمكن للرد أن يقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، مشيراً إلى أن المطلوب استراتيجية شاملة تجمع بين الرقابة واحتواء التوجهات السياسية والدينية عبر الحوار، والتعليم، وتعزيز المواطنة داخل الأطر الجمهورية.

كما رأى أنه على الدولة الفرنسية أن تتجنب استخدام ملف الإخوان كمطية سياسية، بل أن تلتزم بإجراءات شفافة ومحترمة للحقوق، لتفادي تأجيج التوترات وتكريس الانقسام داخل المجتمع الفرنسي.

اعتراف رسمي
وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 19 أغسطس/آب 2025، اعترف المحافظ صراحة بوجود تواجد منظم لجماعة الإخوان في المقاطعة، وكشف أن الامتداد المحلي للجماعة، المعروفة باسم "المسلمون في فرنسا"، يتمثل من خلال اتحاد المسلمين في ألب ماريتيم واتحاد المساجد والمؤسسات الإسلامية المستقلة في المنطقة.

وفقاً للبيانات الرسمية، يدير اتحاد المسلمين في ألب ماريتيم ستة مساجد في نيس ومسجداً واحداً في منتون، بينما تدير جمعيات مرتبطة ومؤسسات إسلامية مستقلة في ألب ماريتيم أربعة أماكن عبادة إضافية في نيس وحدها، ليصبح المجموع أحد عشر مسجداً أو قاعة صلاة، منها عشرة في نيس.

مدرسة خارج الرقابة الرسمية
ولم يقتصر الاعتراف الرسمي على أماكن العبادة، بل شمل أيضاً مدرسة خاصة خارج النظام التعليمي الرسمي، وهي مدرسة "أفيسين" (ابن رشد).

وسبق أن تعرضت هذه المدرسة لإغلاق إداري من قبل المحافظة، قبل أن يُلغى القرار لاحقاً في 2 يوليو/تموز 2024 من قبل المحكمة الإدارية في نيس، رغم استئناف الحكومة الفرنسية.

الواقع والتحديات المقبلة
رغم اعترافه بوجود هذا التنظيم، تبنى المحافظ موقفاً أكثر تحفظاً بشأن الإجراءات المستقبلية. وأكد أن الهيئات والجمعيات المرتبطة قد خضعت لمراقبة دقيقة وأن هناك متابعة مستمرة، من خلال خلية مكافحة الإسلام السياسي والانغلاق المجتمعي، المكلفة بتنسيق عمل السلطات القضائية والإدارية.

من جهته، يرى فيليب فاردون أن هذه الرسالة الرسمية لا تُعد مجرد رد إداري، بل اعترافاً رسمياً بما كان يحذر منه منذ نحو عشرين عاماً.

وقال: "عشر مساجد مرتبطة بجماعة الإخوان في نيس: لم يعد فيليب فاردون وحده من يقول ذلك، بل المحافظ نفسه".

لكن فاردون لا يكتفي بالاعتراف بالواقع، بل يطالب باتخاذ إجراءات عملية وحاسمة، مشدداً على أن الانتظار يعني دائماً انتظار فوات الأوان.

وتشمل مطالبه: مراقبة مشددة، دائمة وشفافة لجميع الهياكل المرتبطة بالجماعة؛ نشر سنوي لتقرير حول الجمعيات الإسلامية في المقاطعة؛ تطبيق قانون 2021 بشأن "الانفصالية" دون تردد، خصوصاً فيما يتعلق بالتمويلات وإدارة الجمعيات ورعاية القُصر؛ ووضع سياسة بلدية واضحة تجاه أي مشروع مدرسة إسلامية غير قانونية.

وراء هذه المواجهة بين نائب معارض والمحافظ، هناك ذاكرة وطنية للضحايا في نيس، التي تعرضت لهجمات متعددة، وتُعد رمزاً وطنياً لهشاشة فرنسا أمام الانفصالية الدينية والأفكار المتطرفة.

وقال فاردون إن "واجبنا الأول تجاه الضحايا هو الحقيقة والوضوح، ثم الفعل. لا شيء غير ذلك"

نزار الطرابلسي.. قصة «إرهابي» بين سجون 3 قارات تنتهي ببراءة وتعويض


كيف تضغط على ترامب بدقة سويسرية؟.. هدايا ثمينة وذهب وكلام معسول


تحقيقات أمنية غربية تحذر من خطر قراصنة «سولت تايفون»


رغم الفوز برباعية.. تركيا تؤجل تأهل منتخب إسبانيا لمونديال 2026