اخبار الإقليم والعالم

أرباح السلاح وتحشيدات الكاريبي.. الوجه الآخر لأزمة أمريكا وفنزويلا

وكالة أنباء حضرموت

تحشيد عسكري أمريكي في منطقة الكاريبي على خلفية تصاعد التوتر مع فنزويلا، يفتح الباب أمام أرباح ضخمة لشركات صناعة الأسلحة الأمريكية.

فبينما تخشى واشنطن من تحول ضرباتها ضد ما تصفه بـ«الإرهابيين المرتبطين بشبكات المخدرات» إلى صراع شامل مع كاراكاس، يواصل الجيش الأمريكي إرسال مزيد من القطع البحرية والطائرات إلى المنطقة، وفق ما نقلته مجلة «ريسبونسبول ستيت كرافت».

ويضم الأسطول الأمريكي المنتشر حاليًا في الكاريبي مدمرات صاروخية موجّهة من فئة «آرلي بيرك» مزوّدة بنظام القيادة والسيطرة القتالي «إيجيس»، مثل مدمرات «غرايفلي» و«جيسون دنهم» و«ستوكدايل»، إضافة إلى الطراد الصاروخي «غيتيسبيرغ» وسفينة القتال الساحلي «ويتشيتا».

كما أرسلت وزارة الحرب الأمريكية الغواصة النووية الهجومية «نيو بورت نيوز»، القادرة على إطلاق صواريخ «توماهوك»، إلى منطقة البحر الكاريبي.

وفي خطوة تصعيدية واضحة، وصلت إلى المنطقة مجموعة الضربة البحرية لحاملة الطائرات «جيرالد فورد» - الأحدث والأكثر تطورًا في البحرية الأمريكية - ترافقها السفن «باينبريدج» و«ماهان» و«ونستون تشرشل»، ما أضاف نحو أربعة آلاف جندي إلى مسرح العمليات، إلى جانب أكثر من عشرة آلاف عسكري كانوا موجودين مسبقًا.

وتدرس واشنطن إنشاء مواقع جديدة لنشر مزيد من القوات، كما بدأت في بناء منشآت إضافية داخل القاعدة البحرية السابقة في بورتو ريكو، في مؤشر على احتمال استمرار العمليات لفترة أطول مما هو معلن.

عقود الصيانة والدعم الفني

هذا التصعيد العسكري يفتح نافذة اقتصادية واسعة أمام صناعة الأسلحة الأمريكية، التي تجد في أي حشد عسكري فرصة لتعزيز أرباحها من خلال عقود الصيانة والدعم الفني، إذ تمثل تكاليف التشغيل نحو 70 في المئة من إجمالي تكلفة أي نظام تسلح على مدى عمره الافتراضي.

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة المدمرة الواحدة من فئة «آرلي بيرك» تبلغ نحو 2.5 مليار دولار، بينما تصل كلفة الطائرة الهجومية «إيه سي–130 جوستر رايدر» إلى 165 مليون دولار، وطائرة «بي–8 بوسايدون» المضادة للغواصات إلى 83 مليون دولار.

في حين تُقدّر تكلفة زورق الإنزال المزود بوسادة هوائية «إل سي إيه سي» بنحو 90 مليون دولار.

وعلى الرغم من توقيع عقود شراء هذه الأنظمة منذ سنوات، فإن الحشد الحالي يتيح تحقيق أرباح إضافية عبر عقود الصيانة والدعم المستمر.

وفي هذا الإطار، حصلت شركة «جنرال أتوميكس» على عقد بقيمة 14.1 مليار دولار منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي لتقديم الدعم الفني والصيانة لطائراتها المسيّرة من طراز «إم كيو–9 ريبر»، والتي تُستخدم في عمليات الاستطلاع وتنفيذ الضربات الجوية ضد الأهداف البحرية في الكاريبي.

المستفيد الأكبر
أما الشركات الكبرى في قطاع الدفاع الأمريكي، مثل «لوكهيد مارتن» و«بوينغ» و«آر تي إكس»، فهي المستفيد الأكبر من هذا التصعيد.

ولا تزال هذه الشركات تحتكر نحو ثلث عقود التسليح الأمريكية رغم دخول شركات ناشئة من وادي السيليكون إلى السوق، وفق ما يؤكد ستيفن سيمبلر، المؤسس المشارك لمعهد إصلاح سياسات الأمن.

وتتصدر «لوكهيد مارتن» المشهد بفضل تنوع منتجاتها المنتشرة في المسرح العملياتي، فهي المقاول الرئيسي لطائرات إف–35 المقاتلة، وتنتج الطائرة الهجومية «إيه سي–130 جوستر رايدر»، ونظام «إيجيس» المستخدم على المدمرات الأمريكية.

والصيف المنقضي، حصلت الشركة على عقد جديد بقيمة 3.1 مليار دولار لتحديث النظام ودعمه، كما تنتج صواريخ «هلفاير» التي يُعتقد أنها تُستخدم في الضربات الجوية الجارية.

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أعلنت «لوكهيد مارتن» عن استثمار بقيمة 50 مليون دولار في شركة «سيلدرون»، المتخصصة في تطوير المركبات السطحية غير المأهولة، والتي تشغّل وحدات استطلاع بحرية في الكاريبي لدعم عمليات مكافحة تهريب المخدرات.

كما تشكل الذخائر أيضًا مصدرًا مهمًا للربح، إذ تحمل معظم السفن المنتشرة، بما فيها مدمرات «آرلي بيرك» والطراد «ليك إيري» والغواصة «نيو بورت نيوز»، نحو 115 صاروخ توماهوك، إضافة إلى نحو 70 صاروخًا آخر على السفن المرافقة لحاملة الطائرات «جيرالد فورد».

ويبلغ متوسط سعر الصاروخ الواحد 1.3 مليون دولار، ما يجعل أي إعادة تزويد فرصة ذهبية لشركة «آر تي إكس»، خاصة بعد موافقة البنتاغون على شراء 837 صاروخًا بحريًا مطورًا بقدرات استشعار ومعالجة متقدمة.

حالة تأهب

على صعيد متصل، وضعت فنزويلا قواتها المسلحة في حالة تأهّب قصوى، حيث بدأت في نشر وحدات برية وجوية وبحرية وصاروخية، بمشاركة الشرطة ووحدات الدفاع الشعبي.

وجاء ذلك ضمن مناورات وطنية كبيرة يشارك فيها نحو 200 ألف عنصر، بحسب تصريحات وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادريينو لوبيز.

وقال الوزير إن المناورات تهدف إلى «إظهار جاهزية فنزويلا للرد على أي عدوان إمبريالي»، مؤكدًا استعداد بلاده للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل.

ويرى مراقبون أن الأزمة تمثل أحد أخطر التوترات بين واشنطن وكاراكاس منذ سنوات، مع احتمال تحول المواجهة إلى مواجهة مفتوحة، في ظل تمسك الطرفين بخطاب الدفاع عن النفس.

وتعتبر المجلة أن هذه الأزمة تشكل -رغم مخاطرها- فرصة للرئيس مادورو، لحشد الدعم الداخلي في وقت تتزايد فيه العزلة الدولية والاضطرابات الداخلية.

فيديو يوثّق لحظة انهيار جسر الصين.. الأسباب والتفاصيل


إيدي مورفي يكشف تفاصيل حياته ومسيرته الفنية في وثائقي جديد على نتفليكس


نتائج «النواب» العراقي.. السوداني يتصدر في بغداد والحلبوسي ثانيًا والمالكي ثالثًا


الغابون تحسم قضية آل بونغو.. أحكام غيابية بحق الزوجة والابن