تقارير وحوارات

هل يتربص المجتمع الإيراني بشرارة؟

هل يتربص المجتمع الإيراني بشرارة؟

هل يتربص المجتمع الإيراني بشرارة؟

وکالة الانباء حضر موت

وصل المشهد السياسي والاجتماعي في إيران إلى مرحلة أصبحت فيها المتابعة اليومية للأخبار والتطورات ضرورة، بهدف الاستعداد لمواجهة أحداث غير متوقعة. هذه الضرورة نابعة من الوضع المضطرب وبالغ التأزم الذي يعيشه النظام؛ وهو وضع يجبره على اللجوء إلى شتى المناورات، لعله يتمكن من إظهار نفسه بعيدًا عن مشهد الهاوية.

الوضع بالنسبة للنظام بات وكأنه واقع بين فكي كماشة: المطالب الاجتماعية والسياسية الواسعة في الداخل، والضغوط المتزايدة من الخارج. هذا وضع استثنائي في السنوات الـ 46 الماضية، حيث تحولت عمليات القمع السياسي والاجتماعي والنزعة التوسعية خارج الحدود إلى هزات يومية ضد النظام. ويترافق هذا الوضع مع تصاعد هائل للتناقضات داخل النظام، والتي لم تعد تقتصر على الالتفاف حول الولي الفقيه، بل في بعض الحالات، أصبح الولي الفقيه نفسه وممارساته السابقة في السياسة الداخلية والخارجية موضوعًا للنزاع.

تتردد همسات رفع سعر البنزين مرة أخرى في أروقة نظام الملالي، وتظهر من جديد مؤشرات واضحة على محاولة ناهبي السلطة سرقة جيوب الشعب المنهوب أصلاً. الهدف، كما هو الحال دائمًا، هو تعويض العجز الهائل في الميزانية وتأمين تكاليف القمع الداخلي، والإرهاب الخارجي، والحفاظ على بقاء حرس النظام الإيراني والباسيج

ووجدت غرفة الفكر (المطبخ السياسي) للنظام أن الرد على هذا الوضع يكمن في سياسة التخبط والبحث عن مخرج، ربما يحدث انفراج. والمقصود بالانفراج هو طرح قضايا تصرف انتباه الرأي العام – وخاصة قوى النظام – عن التركيز على وضعه المضطرب وبالغ التأزم؛ لدرجة أن تشغل وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، ولو لبعض الوقت، بمناورات غرفة فكر النظام.

إن إطلاق الأخبار والهمسات حول إعادة إحياء الإرث الميت لـ “مشروع العفاف والحجاب” وتدريب “80 ألف شخص” لتنفيذه، هو إحدى هذه المناورات لصرف أنظار المجتمع ووسائل الإعلام عن الواقع المضطرب والهاوية الحالية التي يواجهها النظام. الهدف هو تحويل الأنظار عن القضية الرئيسية بين المجتمع والنظام؛ حتى لو كان ذلك على حساب دفع ثمن سياسي واجتماعي باهظ من جانب النظام. الحقيقة هي أن إعادة طرح قضية تجاوزها المجتمع، سيخلق أزمة أوسع من ذي قبل.

صحيفة “آرمان ملي” في عددها الصادر بتاريخ 20 أكتوبر 2025، وفي ظل خشيتها من الآثار السياسية والاجتماعية الخطيرة لإطلاق هذا المشروع، تناولت خلفيات هذه المسألة. التحذير الأول الذي تذكره هو الذاكرة التاريخية للمجتمع الإيراني وجاهزيته للانفجار في الظروف الراهنة: “جراح 2022 لم تلتئم بعد. إيران اليوم ليست إيران 2017 ولا حتى إيران 2022؛ فالأزمة الاقتصادية أعمق، والأثمان المدفوعة أكبر، والمجتمع أصبح أكثر حساسية وأسرع تفاعلاً.”

من أين وصلت وسائل الإعلام الحكومية إلى استنتاج “مجتمع أكثر حساسية وأسرع تفاعلاً”؟ من هذا الوضع القائم بين المجتمع والنظام: “مجتمعًا تجاوز حاجز الصمت، لا يمكن احتواؤه بالتعاميم والتهديدات. هذا هو نفس المسار الذي تكرر في عام 2022 بحدة ونطاق أكبر.”

في ظل وجود رأس الولي الفقيه، يعد تشرذم النظام إحدى سماته في مرحلة ما بعد الحرب وما بعد “آلية الزناد”. هذا التشرذم بالطبع يطلق طاقات من المجتمع الإيراني ويساهم في فرز المشهد السياسي؛ ومع ذلك، فإنه يعبر عن سمة الوضع الراهن الذي يعد فيه التوالد المستمر للأزمات داخل النظام من نتائجه الحتمية: “قرارات من نوع ‘غرفة العفاف والحجاب’ تُتخذ خارج إرادة الحكومة وسيطرتها.”

مع هذه السمات التي عددناها للوضع الراهن للنظام والمجتمع، يمكن للنظام أن يختبر مرة أخرى ما سيفعله به المجتمع – وخاصة النساء، رائدات الإطاحة – عند إعادة طرح لائحة “العفاف والحجاب” اللاإنسانية. فالمجتمع المتربص بشرارة، لن يرضى بأقل من تغيير كل ما هو قائم.

أسوشيتد برس: إيران تواجه “حالة أزمة دائمة” مع تضاؤل الوقت وتنامي ضغوط العقوبات


الجامعة العربية تحتفي باليوم العالمي للإعلام التنموي


قرار غير مسبوق.. «حراسة ساركوزي» بالسجن تثير أزمة بين الداخلية والعدل


غارات إسرائيلية على البقاع وشمال لبنان.. مواقع وبنى تحتية لحزب الله