اخبار الإقليم والعالم

الإعلام الحكومي الإيراني يعترف بالأزمات المتعددة والمأزق الشامل للنظام

الإعلام الحكومي الإيراني يعترف بالأزمات المتعددة والمأزق الشامل للنظام

الإعلام الحكومي الإيراني يعترف بالأزمات المتعددة والمأزق الشامل للنظام

وکالة الانباء حضر موت

يكشف استعراض الصحافة الحكومية الإيرانية عن صورة قاتمة لنظام غارق في أزمات متعددة ومتشابكة، تمتد من عزلته في السياسة الخارجية إلى شلل مؤسساته الداخلية، وانهيار اقتصاده، وتفاقم الكوارث الاجتماعية والبيئية. ورغم اختلاف انتماءاتها الفئوية، ترسم هذه الصحف، من خلال اعترافاتها وتقاريرها، مشهداً لنظام وصل إلى طريق مسدود، وعاجز عن إيجاد حلول للتحديات الوجودية التي تواجهه.

 الفشل الدبلوماسي والعزلة الدولية

تعكس الصحافة الحكومية حالة من الإحباط والارتباك في السياسة الخارجية. فقد حللت صحيفة “سازندكي” موافقة حماس على خطة السلام بأنها جاءت نتيجة ضغوط إقليمية وتكاليف باهظة لإعادة الإعمار، متوقعةً أن تواجه إيران نفسها إنذارات مماثلة في المستقبل. من جانبها، أفادت صحيفة “اعتماد” أن حلفاء طهران الشرقيين، الصين وروسيا، لم يقدموا دعماً فعالاً خلال “حرب الـ 12 يوماً“، بل كانوا مشغولين بمصالحهم الجيوسياسية الخاصة. وفي اعتراف آخر بالفشل الدبلوماسي، سلطت صحيفة “فرارو” الضوء على الخلافات الداخلية العميقة حول المصطلحات القانونية في الاتفاق النووي، والتي كانت سبباً في فشل المفاوضات. كل هذه التقارير تؤكد أن النظام يقف معزولاً ومحاصراً على الساحة الدولية.
 

 الشلل السياسي وصراع الأجنحة

في الداخل، لا يبدو الوضع أفضل حالاً. الصراع بين أجنحة السلطة وصل إلى حد الشلل التام. فبينما تحاول حكومة بزشكيان، وفقاً لصحيفة “إيران أونلاين”، تمرير قوانين مجموعة العمل المالي (FATF) في محاولة لكسر العزلة، تواجه مقاومة شرسة من مؤسسات وجماعات أخرى. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “هم ميهن” عن استمرار الصراع بين البرلمان والحكومة، مع سعي النواب لاستجواب أربعة وزراء بهدف إظهار الحكومة بمظهر العاجز. حتى صحيفة “كيهان” المتشددة دخلت على الخط، متهمةً الجناح المنافس باستخدام “محدودية الصلاحيات” كذريعة لعدم الكفاءة، مما يوضح عمق الانقسامات التي تمنع اتخاذ أي قرار حاسم.

 الانهيار الاقتصادي ومعاناة المواطنين

تُعد الأزمة الاقتصادية هي الأكثر وضوحاً في تقارير الإعلام الحكومي. فقد وافق البرلمان بعد 14 عاماً على حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، في خطوة وصفها بعض النواب أنفسهم بأنها تجميلية ولن تعالج الانهيار الحقيقي لقيمة العملة. وفي سياق متصل، حذرت صحيفة “وطن امروز” من “عدم توازن” البنوك وخصخصة ثلاثة بنوك كبرى، معتبرةً أن ذلك يقوض ثقة الجمهور. وتتجاوز الأزمة المؤشرات الكلية لتضرب حياة الناس اليومية؛ حيث أصبح سوق السلع المستعملة هو الملاذ الوحيد للشباب لتأثيث منازلهم بسبب تدهور القوة الشرائية. كما تعاني شرائح واسعة من المجتمع، فقد أشارت “آرمان امروز” إلى نقص مياه الشرب والخدمات الصحية لدى العشائر، بينما كشفت “بهارنيوز” عن عجز العمال عن دفع تكاليف التأمين الصحي التكميلي.

 الكارثة البيئية: وطن على حافة الهاوية

إلى جانب الأزمات السياسية والاقتصادية، تواجه إيران كارثة بيئية شاملة تعترف بها الصحافة الحكومية على نطاق واسع. فقد ذكرت “بهارنيوز” أن قائمة طويلة من البحيرات والأهوار الهامة، من هامون إلى كاوخوني، قد جفت بالكامل هذا الصيف، وعزت ذلك ليس فقط إلى الجفاف، بل إلى “ضعف هيكلي” في منظمة حماية البيئة. وفي اعتراف رسمي على أعلى مستوى، أقر رئيس النظام، بزشكيان، بأزمة هبوط الأرض ونقص المياه في مدن كبرى مثل طهران وأصفهان، مرجعاً السبب إلى “سوء الإدارة والسحب المفرط للمياه الجوفية”. هذه الاعترافات، التي تأتي على لسان مسؤولي النظام أنفسهم، ترسم صورة وطن تلتهمه الأزمات من كل جانب، وتؤكد أن النظام الحاكم قد وصل إلى طريق مسدود بالكامل.

صاروخ خفيف وفاعلية قاتلة.. «آر بي جي-7» في ذاكرة المعارك


الإمارات تسلّم «الإيكاو» الإصدار الثالث من خطتها الوطنية لتقليل انبعاثات الطيران


إسرائيل في عين العاصفة الاقتصادية.. حرب تستنزف النمو وتفقد الأسواق ثقة المستثمرين


فقدان 4 أشخاص جراء انهيار مبنى في مدريد