اخبار الإقليم والعالم

عيد بلا طعام في غزة مع استمرار تعليق توزيع المساعدات

وكالة أنباء حضرموت

لم تعاود مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شركة خاصة توزع المساعدات في غزة، فتح مواقع التوزيع التابعة لها في القطاع حتى صباح اليوم الخميس، بعدما أغلقتها الأربعاء عقب سلسلة من عمليات قتل بالرصاص بالقرب من مواقعها، في ظل واقع إنساني متدهور وتصعيد عسكري مستمر.

وقالت المؤسسة، المثيرة للخلاف والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، الأربعاء إنها لن تعيد فتح مواقع التوزيع في الموعد المعتاد بسبب أعمال الصيانة والإصلاح. ولم تحدد موعد إعادة فتحها.

وقال أب فلسطيني لأربعة أطفال في خان يونس بغزة، طلب عدم نشر اسمه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لرويترز إن موقع المؤسسة في رفح لم يُفتح مجددا حتى صباح اليوم الخميس.

ولم ترد المؤسسة، ومقرها الولايات المتحدة، على طلب للتعليق حتى الآن.

وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات الأسبوع الماضي، وتعرضت لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية، منها الأمم المتحدة التي حذرت من أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي للقطاع استمر 11 أسبوعا.

وفي غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أنها استعادت جثتي رهينتين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية من غزة. وقُتل جودي واينستين-هاغاي وغادي هاغاي ونقلا إلى غزة بعد الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. ولا يزال 56 رهينة رهن الاحتجاز، ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة.

وكثف الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة منذ التخلي عن اتفاق هش لوقف إطلاق النار مع حماس في مارس آذار، واستولى على المزيد من الأراضي في ظل سعي الحكومة للقضاء على الفصيل المسلح.

وقالت السلطات الصحية المحلية إن ما لا يقل عن 16 فلسطينيا قتلوا في ضربات إسرائيلية على غزة اليوم الخميس، بينهم أربعة صحافيين في غارة على ساحة مستشفى بشمال القطاع. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بعد أي تعليق.

وزاد استئناف الحملة العسكرية عزلة إسرائيل وسط ضغوط دولية متزايدة. وعرقل استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الأربعاء مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعمه الأعضاء الأربعة عشر الآخرون يطالب "بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار" ووصول كامل وغير مقيد للمساعدات إلى غزة.

وسمحت إسرائيل تحت ضغوط عالمية باستئناف عمليات تسليم مساعدات محدودة بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو. وبعد أسبوع، أطلقت مؤسسة غزة الإنسانية غير المعروفة نسبيا نظاما جديدا لتوزيع المساعدات يتجاوز الوكالات التقليدية.

وأوقفت مؤسسة غزة الإنسانية عمليات التوزيع الأربعاء وقالت إنها تضغط على الجيش الإسرائيلي لتعزيز سلامة المدنيين خارج محيط مواقعها بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بالرصاص قرب موقع رفح على مدى ثلاثة أيام متتالية هذا الأسبوع.

ولا تزال التفاصيل الدقيقة لما حدث غير واضحة، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في كل واقعة. وقالت المؤسسة إن المساعدات يجري توزيعها بأمان من مواقعها دون وقوع أي حوادث.

وذكرت المنظمة الأميركية أنها وزعت حتى الآن ما لا يقل عن سبعة ملايين وجبة. وتستعين مؤسسة غزة الإنسانية بشركات أمن وشركات دعم وتموين أميركية خاصة لنقل المساعدات إلى مواقع التوزيع داخل غزة حيث يجري استلامها من هناك.

ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية قائلة إنها غير محايدة وتعسكر المساعدات وتجبر الفلسطينيين على النزوح.

وبدلا من ذبح الماشية وتوزيع لحومها احتفالا بعيد الأضحى الذي يحل غدا الجمعة، يعاني قطاع غزة من شح في الغذاء بعد ما يقرب من عامين من الحرب.

وقال صامد (32 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال يحتمي مع عائلته في خان يونس، إنه ينتظر إعادة فتح موقع مؤسسة غزة الإنسانية في رفح حتى يتمكن من الحصول على طعام لأطفاله قبل العيد.

وأنشأت مؤسسة غزة الإنسانية حتى الآن مواقع لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع ووسطه، لكنها لم تنشئ مواقع في الشمال.

والتنقل في القطاع خطير حيث يصعب على الكثيرين الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات بسبب الصواريخ والقذائف غير المنفجرة.

أما بالنسبة للفلسطينيين في شمال غزة، وهم معزولون عن نقاط التوزيع في الجنوب، فحتى هذا الأمر لا يزال بعيد المنال.

وأظهرت لقطات نشرتها مؤسسة غزة الإنسانية قبل أيام مئات الفلسطينيين يتزاحمون في موقعها في رفح ويأخذون مساعدات من أكوام صناديق دون أي نظام واضح لتوزيع تلك المساعدات.

وتتهم إسرائيل منذ فترة طويلة حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

والأربعاء، أوقفت شركة نقل فلسطينية تعاقدت معها وكالات تابعة للأمم المتحدة عملياتها لأجل غير مسمى بعد أن اعترضت عصابة مسلحة شاحناتها المحملة بالمساعدات في دير البلح بوسط قطاع غزة مما أسفر عن مقتل سائق وإصابة آخر.

وتحث إسرائيل والولايات المتحدة الأمم المتحدة والحكومات على العمل عبر مؤسسة غزة الإنسانية. لكن من غير الواضح الجهة التي تمول المؤسسة التي أعلنت قبل أيام تعيين مسيحي انجيلي له صلات بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب الرئيس التنفيذي.

ونشبت الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023 بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة، وفقا لتقديرات إسرائيلية. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية قتلت منذ ذلك الحين ما يزيد على 54 ألف فلسطيني.

آنا دي أرماس.. من هافانا إلى هوليوود: رحلة نجمة كسرت القوالب الجاهزة


«غريبن».. مقاتلة المهمات المركبة في يد القوات التايلاندية


استراتيجية «الإغراق».. تحذيرات من نشاط روسي وإيراني داخل بريطانيا


تفاصيل كمين خان يونس.. مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 5 في غزة