ثقافة وفنون
آنا دي أرماس.. من هافانا إلى هوليوود: رحلة نجمة كسرت القوالب الجاهزة
تتألق الممثلة الكوبية آنا دي أرماس حاليًا كبطلة لفيلم Ballerina، المشتق من عالم سلسلة "جون ويك"، في خطوة تعزز مكانتها كإحدى نجمات الصف الأول في هوليوود، بعد سنوات من التحديات والإصرار على كسر الصور النمطية.
في سن السابعة والثلاثين، العمر الذي تعتبره الصناعة السينمائية في بعض الأحيان عتبة تراجع لممثلات كثيرات، تثبت آنا أن النجومية لا ترتبط بالزمن، بل بالموهبة والاختيارات.
فبعد أكثر من عقد على انطلاقتها، أصبحت واحدة من أبرز وجوه السينما العالمية، وفقًا لتقرير نشرته مجلة لوبوان الفرنسية.
بداية الحلم من هافانا
وُلدت آنا في العاصمة الكوبية هافانا عام 1988، وسط عائلة متواضعة؛ فوالدها كان موظفًا في القطاع المصرفي وأستاذًا جامعيًا، بينما عملت والدتها في الموارد البشرية.
في سن الرابعة عشرة، التحقت بالمعهد الوطني للفنون المسرحية، لكنها قررت لاحقًا مغادرة كوبا إلى مدريد، قبل إتمام دراستها، خشية أن تمنعها الإجراءات الرسمية من السفر لاحقًا.
حققت آنا شهرتها الأولى في إسبانيا بعد أدائها شخصية "كارولينا" في المسلسل الشهير El Internado، الذي عُرض عام 2007، وحقق لها قاعدة جماهيرية واسعة.
لكن طموحها لم يتوقف عند ذلك، فقررت الانتقال إلى لوس أنجلوس وفي جيبها 200 يورو فقط، دون أن تتقن الإنجليزية. قضت أربعة أشهر مكثفة في تعلّم اللغة، ورفضت أن تُحصر في أدوار نمطية تُسند عادةً للممثلات اللاتينيات.
نحو الأضواء.. خطوة بخطوة
بدأت أولى خطواتها في هوليوود مع كيانو ريفز في فيلم Knock Knock عام 2015، ثم توالت مشاركاتها في أفلام مثل War Dogs وBlade Runner 2049، قبل أن تلفت الأنظار بشدة في فيلم الجريمة Knives Out إلى جانب دانيال كريغ عام 2019.
لكن الدور الأبرز في مسيرتها جاء عام 2022، حين جسّدت شخصية مارلين مونرو في فيلم Blonde، وهو أداء أثار الجدل وأحدث انقسامًا نقديًا، لكنه رسّخ مكانتها كممثلة قادرة على التعمق في الأدوار المعقدة.
"كنت سجينة لصورة نمطية، لكن هذا الدور كسر تلك القوالب"، هكذا وصفت آنا تجربتها مع "مارلين"، مؤكدة أن التحدي لم يكن فقط في التشابه الخارجي، بل في تجاوز التوقعات.
قدّمت آنا مشهدًا استثنائيًا في فيلم جيمس بوند No Time To Die، حيث أدت شخصية "بالميرا" بحضور طاغٍ رغم ظهورها القصير. وتستعد حاليًا لتصدر بطولة Ballerina في 2025، الذي يعِد بأن يكون أحد أبرز أفلام الأكشن للعام، وتقول عن الدور: "شخصية تمثل المرأة القوية التي لا تقف على الهامش. الفيلم يعيد تعريف البطولة النسائية في أفلام الحركة".
نجومية مستحقة
على مدى أكثر من 10 سنوات، خاضت آنا دي أرماس مسيرة مليئة بالقرارات الصعبة، والتحدي، والعمل الجاد لتجاوز الصور النمطية التي تُلصق بالممثلات اللاتينيات.
واليوم، لم تعد مجرد "نجمة صاعدة"، بل صوت نسائي قوي في صناعة تحتفي بالتجديد والتنوع.