اخبار الإقليم والعالم
حماس تُعدم 4 من ناهبي المساعدات لإظهار قدرتها على ضبط الأمن
قالت مصادر مطلعة الاثنين إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أعدمت أربعة رجال نهبوا بعض شاحنات المساعدات التي بدأت تدخل غزة، بينما يأتي ذلك في حين واجهت الحركة تحديا من زعيم عشيرة في جنوب القطاع بشأن حراسة قوافل المساعدات.
وذكر مصدر أن الأربعة شاركوا في واقعة حدثت الأسبوع الماضي عندما قُتل ستة مسؤولين أمنيين في غارة جوية إسرائيلية وهم يعملون على منع أفراد العصابات من نهب شاحنات المساعدات.
وقال أحد المصادر لرويترز "الأربع مجرمين الذين تم إعدامهم متورطين في جرائم سرقات والتسبب في مقتل عناصر قوة أمنية كانت مكلفة بحراسة شاحنات المساعدات"، فيما أفاد بيان أصدره فصيل يطلق على نفسه اسم "المقاومة الفلسطينية" بأن سبعة مشتبه بهم آخرين قيد الملاحقة.
ويشير تنفيذ هذا الحكم إلى أن حماس تريد أن تُظهر أنها لا تزال تمسك بزمام الأمور الأمنية وأنها قادرة على مواجهة العصابات والفوضى في القطاع المدمر رغم أنها تلقت ضربات قاصمة خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة بعد أن نفذت الحركة الفلسطينية هجوما في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب الدولة العبرية قتلت فيه نحو 1200 إسرائيلي بين مدنيين وعسكريين واحتجزت فيه 250 رهينة أفرج عن العشرات منهم وقتل عدد منهم في غارات إسرائيلية ولايزال آخرون قيد الاحتجاز.
وبدأت المساعدات الإنسانية تتدفق على غزة الأسبوع الماضي بعد أن رضخت إسرائيل للضغوط الدولية ورفعت الحصار الذي فرضته على دخول المساعدات في أوائل مارس. وأشار مرصد عالمي لمراقبة الجوع إلى أن الحصار جعل نصف مليون شخص في القطاع يواجهون المجاعة.
وتقول منظمات الإغاثة إن عمليات التسليم واجهت عراقيل بسبب النهب، لكنها أشارت إلى أن الحصار الذي فرضته إسرائيل هو الذي دفع مئات الآلاف إلى حالة من اليأس.
واتهمت تل أبيب حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، ولا يزال الجدل محتدما حول مسألة السيطرة على شاحنات المساعدات.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن فرق الأمن التابعة لحماس موجودة للاستيلاء على الإمدادات وليس لحمايتها، لكنها لم تقدم أي دليل على قيام الحركة بأي عمليات نهب منذ أن خففت إسرائيل الحصار الأسبوع الماضي.
وتولت حماس إدارة غزة عام 2007، وهي تتصدى بقوة لأي بوادر انشقاق بين الفلسطينيين في القطاع، لكنها واجهت احتجاجات واسعة النطاق في الأشهر القليلة الماضية بسبب الحرب بالإضافة إلى تحديات من قبل مجموعات مسلحة من اللصوص عاقبت بعضهم بإطلاق النار على أرجلهم علنا.
وقال ياسر أبوشباب، وهو زعيم عشيرة كبيرة في منطقة رفح الخاضعة الآن لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل، إنه يُشكّل قوة لتأمين وصول المساعدات إلى بعض أجزاء القطاع. ونشر صورا لمسلحين من أفراد العشيرة وهم يستقبلون ويُنظمون حركة شاحنات المساعدات.
ولا تستطيع حماس العمل في منطقة رفح التي يسيطر أبوشباب على بعض المناطق بها، واتهمته الحركة بنهب شاحنات المساعدات الدولية في الأشهر الماضية وبوجود صلات له مع إسرائيل. وينفي أبوشباب، عبر صفحة على فيسبوك باسمه، أنه يمثل أي جهة ويرفض اتهامات النهب. ويُوصف على هذه الصفحة بأنه "قائد شعبي... وقف أمام الفساد والنهب وبذل كل ما يستطيع لحماية المساعدات".
لكن مسؤولا أمنيا في حماس وصف أبوشباب بأنه "أداة من أدوات الاحتلال الإسرائيلي لتمزيق الجبهة الداخلية الفلسطينية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك تعاون بين الأمم المتحدة وعشيرة أبوشباب، قال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن المكتب لم يدفع أموالا لأي شخص من أجل حراسة شاحنات المساعدات.
وقال المتحدث "ما نفعله هو التحدث إلى السكان بشكل متكرر، وبناء الثقة، والتواصل مع السلطات بشأن الحاجة الملحة لوصول المزيد من المساعدات عبر المزيد من الطرق والمعابر".