مسؤول أمني سابق في أبين يحذّر من مؤامرة ناعمة تستهدف الجنوب

اتهم مسؤول أمني سابق في محافظة أبين كلاً من حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام بقيادة ما وصفها بـ"مؤامرة ناعمة متعددة الأدوات"، تهدف إلى تقويض المشروع الوطني الجنوبي من الداخل بعد فشل محاولات السيطرة العسكرية عليه خلال السنوات الماضية.

وقال المقدم محمد الشقاع، المسؤول الأمني السابق في أبين، في تصريح خاص لـوكالة أنباء حضرموت، إن تحالفًا خفيًا بين الحزبين يتجدد كلما تعلق الأمر بضرب الجنوب، معتبرًا أن ما يجمع بين الإصلاح والمؤتمر ليس مجرد تقاطع مصالح مرحلي، بل "تقاسم أدوار ممنهجة تستهدف الجنوب أرضًا وهويةً ومشروعًا".

وأشار الشقاع إلى أن الحزبين لجآ خلال السنوات الأخيرة إلى تفعيل أدوات أمنية وسياسية أكثر خفاءً، على رأسها إعادة تنشيط جهازي الأمن القومي (المرتبط بالمؤتمر) والأمن السياسي (المرتبط بالإصلاح)، بالإضافة إلى تشكيل خلايا اغتيال تستهدف قيادات جنوبية بارزة، والعمل على نشر خطاب الكراهية والمناطقية لضرب وحدة الصف الجنوبي.

وقال: "نحن اليوم أمام جبهة داخلية تستغل رموزًا جنوبية متلونة، تتحدث باسم الجنوب وتخونه في الوقت نفسه، وتعمل كأبواق لخدمة مشاريع معادية تحت غطاء العمل السياسي أو الحقوقي."

ولفت الشقاع إلى وجود جهود ممنهجة تهدف إلى إضعاف القوات الجنوبية وتشويه صورتها، عبر نشر تقارير كاذبة ومحاولات اختراق داخلية، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى إلى خلق انقسام داخلي وضرب ثقة المجتمع الجنوبي بمؤسساته الأمنية والعسكرية.

كما أشار إلى أن هذه الأطراف تستهدف بشكل متعمد دور دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب، قائلاً: "يتعمدون شيطنة الإمارات، الحليف الصادق الذي قدّم دمًا وسلاحًا في معركة الدفاع عن الجنوب، بينما في الخفاء يتقاسمون الدعم من قوى إقليمية أخرى لتشكيل مليشيات تهدد المشروع الجنوبي."

وأكد الشقاع أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجنوبيين أعلى درجات اليقظة والوعي، والدعوة إلى حوار جنوبي شامل وصادق، خالٍ من المجاملات والعواطف، ويضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار.

وقال: "آن الأوان لأن تكون لدينا عدالة جنوبية حقيقية، تحاسب من يعبث بالقضية، وتحفظ حقوق الشعب، وتمنع أي اختراق جديد للمشروع الوطني الجنوبي. فالقانون لا يحمي المغفلين، وهذه قد تكون فرصتنا الأخيرة لحماية ما تبقى من حلم التحرير والاستقلال."