تقارير وحوارات

إسرائيل تستهدف الأعمدة الفقرية لسلطة الحوثيين في مناطق سيطرتهم

وكالة أنباء حضرموت

أظهرت إسرائيل المنضمّة حديثا لحملة القصف الأميركي لجماعة الحوثي في اليمن تركيزا واضحا على استهداف البنى التحتية والمرافق الحيوية الأمر الذي يشكّل تحديا كبيرا للجماعة الموالية لإيران في الحفاظ على تماسك سلطتها الموازية التي تقيمها في مناطق سيطرتها وإدارة تلك المناطق وتلبية متطلبات سكّانها.

ولم تتأخّر بوادر الصعوبات الناجمة عن تدمير تلك المرافق والبنى في الظهور مع انطلاق أزمة وقود حادّة في صنعاء وباقي المدن والمناطق متسببة في حالة من الشلل العام وتباطؤ في الحركة الاقتصادية المنهكة أصلا.

وتأمل تل أبيب وواشنطن من خلال قطع الأعصاب الحيوية والشرايين الاقتصادية للحوثيين في اختصار الطريق ودفع الجماعة للاستسلام بعد أن ثبتت صعوبة إضعاف الجماعة بالتركيز على استهداف آلتها الحربية وقدراتها العسكرية التي يتطلّب ضربها جهودا استخباراتية معقّدة وتوظيفا أكبر للقوة النارية.

وأعلنت قناة المسيرة التابعة للجماعة في بيان نشرته على تلغرام أن سلسلة غارات أميركية – إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء الدولي.

مصطفى النعمان: إضعاف الجماعة دون وجود بديل قوي قد يترك فراغا يمكن أن تملأه تنظيمات مثل القاعدة

وفي بيان آخر ذكرت القناة أن قصفا استهدف أيضا محطة كهرباء ذهبان المركزية بمديرية بني الحارث ومحطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين، إضافة إلى منطقة عطان في العاصمة، موضحة أنّه جرى أيضا استهداف محطة كهرباء حزيز المركزية بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، وكذلك مصنع إسمنت في محافظة عمران شمالي البلاد.

وقبيل تنفيذ تلك الضربات نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي تحذيرا عبر حسابه على إكس يدعو المدنيين إلى “إخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري،” محذّرا من أن “عدم الإخلاء والابتعاد عن المكان يعرض للخطر”.

وإثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في أكتوبر 2023 بدأت جماعة الحوثي بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل بشكل منتظم، جنبا إلى جنب التعرض لسفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن تقول الجماعة إن لها ارتباطا بالدولة العبرية.

وجاء استهداف المرافق والبنى في مناطق الحوثيين غداة تنفيذ ضربة إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة غربي اليمن ردا على صاروخ كان أطلقه الحوثيون وسقط بالقرب من مطار بن غوريون في إسرائيل وأثّر على حركة السفر منه وإليه بسبب قرار شركات طيران أوروبية وأميركية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب لعدة أيام.

وقال الحوثيون إنّ قصف محيط الميناء الذي يمثّل منفذا بحريا رئيسيا وبوابة لتزويد مناطق شاسعة من شمال وغرب اليمن بشتى أنواع المواد والسلع والمعدّات الضرورية للحياة اليومية تمّ بالاشتراك بين القوات الأميركية والإسرائيلية، لكنّ مسؤولا أميركيا نفى مشاركة بلاده في القصف الذي تبنته تل أبيب بشكل كامل.

ويعمّق تدمير تلك المرافق من سوء الوضع المعيشي والإنساني الصعب في مناطق سيطرة الحوثيين، ويضيف تعقيدات جديدة لقدرة الجماعة على تلبية متطلبات الحياة اليومية للسكان هناك وهو أمر حيوي لمواصلة السيطرة عليهم وفرض سلطانها داخل مجتمعاتهم التي لا يعني انصياعها لأوامرهم ولاءها الطوعي لهم ورضاها عنهم.

وتحمل جهات سياسية يمنية على محمل الجدّ إمكانية أن تؤدي الضربات الإسرائيلية والأميركية إلى انفراط عقد سلطة الحوثيين وحدوث فوضى في مناطق سيطرتهم.

وقال مصطفى النعمان نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مقابلة صحفية إنّ إضعاف الجماعة دون وجود بديل قوي قد يترك فراغا يمكن أن تملأه تنظيمات مثل القاعدة أو داعش ما يهدد أمن اليمن والمنطقة بأسرها.

وبدأت أولى الصعوبات الناجمة عن التصعيد الأميركي – الإسرائيلي تنعكس على قطاع الطاقة الحيوي وشديد الحساسية.

وفي محاولة للتكيف مع الأزمة الناشئة في القطاع أعلنت جماعة الحوثي ما أسمته خطة الطوارئ في محطات بيع الوقود.

وجاء ذلك وفق بيان لشركة النفط اليمنية التابعة لجماعة الحوثي، عقب أزمة الوقود التي تشهدها عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة بينها العاصمة صنعاء جراء حملة القصف التي لم توفر بحسب إعلام الحوثيين منشآت النفط في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد.

وقالت الشركة “إنه في ظل المستجدات الطارئة اضطرت شركة النفط اليمنية إلى تفعيل خطة الطوارئ في محطات الوقود، وذلك بهدف إدارة المخزون المتاح حاليا بشكل مؤقت.”

وأضافت “يأتي هذا الإجراء نتيجة استمرار العدوان الأميركي الغاشم الذي استهدف منشآت الشركة الحيوية في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة”.

وفي السابع عشر من أبريل الماضي شن الطيران الأميركي سلسلة غارات استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي، وأسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى بالإضافة إلى تدمير جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن وفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين.

وذكرت الشركة أنه “رغم جسامة الأضرار تمكن الفريق الفني من إعادة تشغيل المنشآت بالميناء خلال خمسة أيام فقط واستئناف العمل فيها، قبل تعرضها لسلسلة غارات أخرى في الخامس والعشرين من أبريل ما أدى إلى إخراجها عن الخدمة مجددا”.

وأردفت “بعد يوم واحد فقط عاود العدوان الأميركي استهداف نفس المنشآت ما اضطر السفن الموجودة على الأرصفة إلى التراجع إلى غاطس الميناء.” وأشارت إلى أنه “من ذلك الحين لا يزال الطيران الأميركي يواصل استهداف الميناء بشكل شبه يومي في محاولة مستمرة لتعطيل أيّ جهود لإعادة تشغيله،” موضّحة أنّ “خزانات الشركة كانت قد دُمّرت بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي العام الماضي”.

منسق اليونسكو بحضرموت يشيد بدور المؤسسة في خدمة التراث


برعاية المحرّمي.. وضع حجر الأساس لبناء قاعة كبرى بجامعة أبين


اختتام فعاليات مهرجان حات السنوي للمحالبة بمحافظة المهرة


وزير الأشغال العامة يلتقي قيادة نقابة المهندسين بحضرموت