تقارير وحوارات

من الحوزات إلى الشارع… اعترافات متأخرة لا تُوقف قطار الثورة في إيران

الزمن لا يُنقذ الطغاة… حتى الحوزات العلمية باتت تعترف بسقوط نظام الولي الفقيه

الزمن لا يُنقذ الطغاة… حتى الحوزات العلمية باتت تعترف بسقوط نظام الولي الفقيه

وکالة الانباء حضر موت

في سياقٍ سياسي واجتماعي متحوّل، باتت اعترافات من داخل بنية النظام الإيراني نفسه تُعلن عن نهاية مرحلة، ليس فقط على مستوى السياسة، بل على مستوى الشرعية الدينية التي طالما حاول الملالي أن يتستّروا خلفها. 

في هذه المرحلة، لم يعُد الشعب الإيراني ينتظر من الزمن أن يُسقِط هذا النظام، بل أصبح الزمن هو انعكاس لوعي هذا الشعب ومقاومته الطويلة، التي حوّلت “الوقت” من عنصر طبيعي إلى عامل تاريخي يُراكم الفضح ويُقرّب لحظة الحساب. 

لقد أثبتت السنوات أن الزمن، حين يُصاغ بوعي الشعب، يُصبح قوةً كاشفة، لا تُبقي دجالاً في عباءته ولا ديكتاتوراً في قصره. ومن رحم هذا الزمن، خرجت أصوات من داخل أعرق الحوزات الدينية التابعة للنظام، تعترف بانهيار مشروع العمامة السياسية، وتعترف بأن “تقيّة العافيين” و”صمت الحوزة” لم تعُد تُقنع أحداً، بل باتت تستفزّ غضب الناس. 

موقع «دیدار» التابع للنظام نشر في 28 أبريل 2025 حواراً مع المدرّس الحوزوي “أكبرنجاد”، تضمّن اعترافاً نادراً بسقوط هيبة الخطاب الديني وتهاوي قاعدة النظام الاجتماعية حتى في معاقله التقليدية. 

قال بصراحة: “لقد غُرس في وعينا الحوزوي أن رفع بعض الحقائق ربما يُضعف النظام… عبارة مثل (الحرب حتى إزالة الفتنة من العالم) كانت جزءاً من هذا الوعي.” 

ثم يُتابع بما هو أخطر: “حين يتوجّب علينا أن نصرخ، نُبرّر عافيتنا بالتقيّة. ومع كل هذا الفقر والبؤس، فإن التقيّة اليوم تثير حفيظة الناس!” 

حين تعترف العمائم بسقوط العمامة 

هذه الكلمات ليست فقط اعترافاً بالفشل السياسي، بل سقوط أخلاقي وفكري لمؤسسةٍ ظنّت يوماً أنها حامية الدين، فإذا بها حامية الفساد والاستبداد. 

التاريخ يعيد نفسه: في ثورة 1979، لم يكن الملالي في طليعة الثورة، بل التحقوا بها عندما كُسرت السلاسل. واليوم، وهم يرون المجتمع ينفصل عنهم كلياً، يحاولون مجدداً الظهور بمظهر “الناقد من الداخل”، لكن فات الأوان. 

إنها اعترافات حوزوية بأن الشعب قد تجاوزهم… وأن “نظام الولي الفقيه” لم يعُد يُمثّل حتى أكثر قواعده محافظةً. 

الزمن لا يرحم… والمجتمع لا ينتظر 

ما تشهده إيران اليوم، ليس مجرّد اضطراب عابر، بل تحوّل اجتماعي عميق يُعيد تشكيل العلاقة بين الدين والسلطة، بين الحوزة والمجتمع، وبين الشعب وحكّامه. 

الشعب الإيراني لم يعُد يسأل: متى يسقط النظام؟ 

بل يُهيّئ ذاته ليسقطه بنفسه. 

هذا الاعتراف الذي خرج من عمق الحوزة، ليس نهاية الخداع فحسب، بل مؤشّر على بداية النهاية. 

والحقيقة التي أصبحت واضحة كالشمس هي: أن المجتمع الإيراني، بكل أطيافه، قد تجاوز هذا النظام كلياً. وما تبقّى، ليس سوى لحظة حسم تاريخي… يكتبها الزمن، ويُنجزها الشعب. 

حزمة ضوابط عمانية لتحفيز توطين الوظائف في الشركات


الاستثمار والاقتصاد من شروط تطوير العلاقات بين الرباط والقاهرة


واشنطن تقصف صنعاء والحوثيون يتوعدون إسرائيل بحصار جوي شامل


صراع الدبيبة والبرلمان الليبي يشتد قبيل جلسة تزكية الحكومة الجديدة