أخبار محلية
باحث أكاديمي: التحولات الأخيرة عززت ثقة دول التحالف والرباعية بقوات المجلس الانتقالي
أكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عدن، الدكتور محمود السالمي، أن المستجدات السياسية والعسكرية على الساحة اليمنية خلال الأشهر الأخيرة أسهمت في ترسيخ مستوى أعلى من الثقة والرضا لدى دول التحالف العربي واللجنة الرباعية الدولية تجاه القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال السالمي، في تعليق تحليلي نشره عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المشهد العسكري اليمني بات يتمحور حول ثلاث قوى رئيسية تتنافس على النفوذ: القوات التابعة لجماعة الحوثي، وقوات المجلس الانتقالي، والقوات المنضوية تحت حزب الإصلاح.
مشيرًا إلى أن القوى الأخرى المتواجدة على الأرض تُعد امتدادًا أو تابعة بشكل غير مباشر لإحدى هذه الأطراف.
وأوضح السالمي أن موقف المجتمع الإقليمي والدولي من جماعة الحوثي لم يعد بحاجة إلى كثير من الشرح، خصوصًا عقب تزايد الهجمات التي استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتنامي ارتباط الجماعة بالتصعيد الإقليمي، الأمر الذي رفع مستوى القلق لدى الدول المشرفة على الملف اليمني.
وأضاف أن دول التحالف العربي، وكذلك الرباعية الدولية، لا تنظر إلى حزب الإصلاح باعتباره خيارًا ملائمًا لإدارة المشهد، معتبرًا أن عدم حصول الحزب على دعم مباشر منذ بداية الحرب يعكس قناعة واضحة لدى تلك الدول بعدم اعتمادها عليه كقوة ضامنة للاستقرار أو مواجهة التهديدات الحوثية.
وأوضح السالمي أن الثقة التي تبديها دول التحالف والرباعية تجاه قوات الانتقالي لا ترتبط بمسألة الوحدة اليمنية أو مآلاتها السياسية، بل مصدرها – كما قال – فعالية هذه القوات في الميدان، وقدرتها على تنفيذ المهام الأمنية والعسكرية في نطاق سيطرتها، فضلًا عن سجلها في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة.
وبيّن أن معايير الدول الإقليمية والدول الكبرى في تعاملها مع الملف اليمني ترتكز على مدى انعكاس أي ترتيبات محلية على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، دون انشغال كبير بشكل الخارطة السياسية أو عدد الكيانات التي تتقاسم النفوذ.
وتوقع السالمي، في ختام تحليله، أن يستمر الاعتماد الإقليمي والدولي على قوات المجلس الانتقالي خلال المرحلة القريبة المقبلة، مرجعًا ذلك إلى محدودية الخيارات البديلة، وقناعة تلك الدول بأن الانتقالي يمثل القوة الأكثر تنظيمًا وموثوقية في مواجهة الجماعات المسلحة والتهديدات الإقليمية.