زيلينسكي في محادثات بلا ويتكوف.. الغياب رسالة أمريكية؟

وكالة أنباء حضرموت

محادثات أوكرانية في تركيا كان هدفها "إعادة إشراك" أمريكا في عملية السلام المتعثرة، لكن يبدو أن للغياب كلمته وربما رسالته المختلفة.

وأكد مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لن يشارك في مباحثات الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة لإحياء المحادثات مع روسيا.

وفيما وصل زيلينسكي إلى أنقرة الأربعاء لعقد مباحثات مع نظيره التركي، أكد مسؤول في واشنطن أن ويتكوف لن يشارك فيها.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم نشر اسمه "من الخطأ القول إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيزور تركيا".

وكان مصدر أوكراني رفيع المستوى قد ألمح سابقا إلى أن ويتكوف سيحضر هذه المحادثات مع الرئيس التركي.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون وكالة فرانس برس بأنّ هذه المحادثات التي لن تشارك روسيا فيها، تهدف إلى "إعادة إشراك" الولايات المتحدة في عملية السلام المتعثرة، وإقناعها بزيادة الضغط على موسكو.

ضربات الليل تتواصل
في غضون ذلك، تعرّضت أوكرانيا ليلا لضربات مكثفة نفذتها 476 مسيرة روسية أُسقطت 442 منها و48 صاروخا تم اعتراض 41 منها، بحسب سلاح الجو.

واستهدف هذا الهجوم تحديدا مناطق غربية في أوكرانيا، عادة ما تكون أقل تأثرا بالقصف نظرا إلى بعدها عن خطوط المواجهة وهي لفيف، وإنفانو فرانكيفسك، وتيرنوبيل.

وفي تيرنوبيل، قُتل ما لا يقل عن 25 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، وجُرح 73 آخرون، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الداخلية التي قالت إن الضربات "ألحقت أضرارا بعدد من المباني السكنية والمنشآت الصناعية والمستودعات"، مما تسبب "بحرائق ضخمة".

وحضّت سلطات تيرنوبيل السكان على البقاء في منازلهم وإغلاق نوافذهم، بعد تسجيل مستويات عالية من الكلور ناجمة عن الحرائق والدخان الكثيف.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مبنيين سكنيين دمرت طوابقهما العليا، وكان الدخان يتصاعد مما تبقى من الشقق فيهما، في حين كان رجال الإطفاء حولهما يعملون على إخماد الحرائق بواسطة الخراطيم.

«غير كاف»
من جانبه، اعتبر زيلنسكي أنّ هذه الضربات أظهرت أنّ "الضغط على روسيا لم يكن كافيا"، مضيفا أنّ "العقوبات الفعّالة وتوفير المساعدات لأوكرانيا كفيلة بتغيير الوضع".

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا بنبرة ساخرة: هكذا تبدو "خطط السلام" الروسية في الواقع.

وأرسلت رومانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقاتلات لمراقبة الأجواء الأربعاء بعد توغّل جديد لمسيّرة في أجوائها، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.

وتم اختراق الأجواء الرومانية مرّات عدة وسقطت شظايا مسيّرة في أراضيها، بعد اندلاع الحرب بأوكرانيا في 2022.

وفي روسيا، أفادت وزارة الدفاع الأربعاء أنها أحبطت الثلاثاء هجوما أوكرانيا بصواريخ أتاكمس الأمريكية على مدينة فورونيج في جنوب غرب البلاد.

وأوضحت أنها أسقطت كل الصواريخ الأربعة التي ألحقت شظاياها أضرارا بمبان عدة، منها عيادة ودار للأيتام، من دون أن توقِع إصابات.

إعادة إشراك واشنطن
تأتي هذه الضربات المتبادلة في وقت يحاول فيه زيلينسكي إقناع الأمريكيين بـ"استئناف مشاركتهم" في جهود السلام، بحسب مسؤولين أوكرانيين قابلتهم وكالة فرانس برس.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع العام، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه وسيطا في هذا النزاع، مع أنّ واشنطن كانت داعما عسكريا وماليا رئيسيا لكييف على مدى السنوات الأربع الفائتة.

إلا أن جهود ترامب لم تُفضِ إلى وقف القتال، وقد فرض الرئيس الأمريكي خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقوبات على قطاع النفط الروسي.

ورغم عقد جولات مفاوضات كثيرة بين روسيا وأوكرانيا هذا العام في إسطنبول، لا تزال مواقف الطرفين متعارضة تماما بشأن شروط السلام، وإقرار وقف إطلاق النار، أو حتى عقد لقاء بين رئيسيهما.

وتأتي رغبة كييف في استئناف المفاوضات في وقت عصيب جدا للجيش الأوكراني.

فمدينة بوكروفسك الواقعة في الشرق تبدو قاب قوسين من السقوط، وقد سيطر الجنود الروس على منطقة دنيبروبيتروفسك هذا الصيف، ويتقدمون منذ أيام عدة في منطقة زابوريجيا (جنوب)، حيث كانت الجبهة في حال جمود إلى حد كبير لعامين.

وخلال الأسبوع الماضي، أشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إلى أن موسكو "منفتحة على عمليات التفاوض" لحل النزاع، مُلقيا باللوم على كييف وأوروبا في تعثر المحادثات.

وتطالب روسيا التي باتت تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بتنازل كييف عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، وأن تنسحب من عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتطالب بانسحاب القوات الروسية، وبضمانات أمنية غربية، وهو ما تعتبره موسكو غير مقبول.