«بي-52» فوق أوروبا.. اختبار أمريكي للتنسيق مع الناتو

وكالة أنباء حضرموت

تواصل الولايات المتحدة تعزيز تعاونها العسكري مع الحلفاء خاصة في حلف الناتو.

وصلت مؤخرًا قاذفتان استراتيجيتان من طراز "بي-52 ستراتوفورتريس" تابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في فيرفورد، للمشاركة في مناورات "كوبرا واريور 2025" التي تقودها بريطانيا.

وهذه هي المرة الثانية خلال العام الجاري التي يتم فيها نشر قاذفات "بي-52" في القاعدة نفسها، بعد مهمة في فبراير/شباط الماضي وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.

ووصلت القاذفتان من قاعدة باركسديل الجوية في ولاية لويزيانا الأمريكية يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري وتأتي مشاركتهما ضمن تدريبات متعددة الجنسيات تُقام مرتين سنويًا منذ 2019 وتركز على مهارات القتال عالية المستوى في بيئات عملياتية معقدة، تشمل ظروفًا مقيّدة ومليئة بالتحديات.

وتمثل القاذفات "بي-52 ستراتوفورتريس" التي دخلت الخدمة عام 1955، إحدى أيقونات الردع الاستراتيجي الأمريكي وتم إنتاج 744 طائرة من هذا الطراز ولا يزال 76 مقاتلة في الخدمة اليوم بينها 46 طائرة مجهزة لحمل صواريخ كروز نووية.

وتتميز القاذفة بقدرتها على الطيران لمسافة تصل إلى "14,200 كيلومتر دون تزويد بالوقود"، وتصل حمولتها إلى 70 ألف رطل من القنابل والصواريخ والألغام.

ويقود "بي-52 ستراتوفورتريس" طاقم مكون من 5 أفراد، ويبلغ سقف خدمتها 50 ألف قدم، بسرعة قصوى 1,050 كم/س.

كل هذه القدرات تجعل القاذفة منصة بعيدة المدى قادرة على تنفيذ مهام متنوعة من الردع النووي إلى الهجمات التقليدية.

وتشمل مناورات "كوبرا واريور 2025" طائرات وأطقمًا من عدة دول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاء آخرين، وتُجرى في مواقع بريطانية مختلفة.

وقال المسؤول الأمريكي المشارك في قيادة التمرين، المقدم كيني سكويرز، "إن الهدف الأساسي هو تعزيز قابلية التشغيل البيني بين الحلفاء أثناء تنفيذ عمليات معقدة متعددة المجالات".

وأضاف "نحن هنا لنتدرب كما نقاتل، في بيئات مشتركة ومتعددة الجنسيات، حتى نتمكن من الاستجابة لأي تهديد في أي مكان بالعالم."

وترتبط المناورات ببرنامج بريطاني مهم هو دورة مدربي الأسلحة المؤهلين التي ينظمها سلاح الجو الملكي، الأمر الذي يمنح قيمة إضافية لـ"كوبرا واريور".

وشدد سكويرز على أن مشاركة"بي-52" تضيف عنصرًا حيويًا يتمثل في "القدرة على الوصول الاستراتيجي والضربات طويلة المدى"، مما يعزز الردع العالمي ويمنح الحلفاء فرصة نادرة للتدريب على دمج القاذفات الثقيلة في العمليات، وهو الأمر الذي لا يتكرر كثيرًا في أوروبا.

وتعد قاعدة سلاح الجو الملكي فيرفورد بمثابة "منزل ثانٍ" للقاذفات الأمريكية بي-52 فقد استُخدمت بشكل متكرر خلال الحرب الباردة وبعدها، في مهمات تدريبية واستعراضات عسكرية.

وفي فبراير/شباط الماضي، استضافت القاعدة أربع قاذفات "بي-52" من قاعدة ماينوت في ولاية داكوتا الشمالية ضمن مهمة استمرت نحو شهر نفذت خلالها القاذفات 13 مهمة مع الحلفاء في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.

ويبعث جود"بي-52" في أوروبا برسائل سياسية وعسكرية قوية فهذه القاذفات قادرة على تنفيذ ضربات نووية وتقليدية على حد سواء، وبالتالي فهي أداة ردع مرنة وفعالة وتحقق مشاركتها في "كوبرا واريور" عدة أهداف من بينها اختبار الجاهزية في بيئة عملياتية متعددة الجنسيات.

وتتضمن أهداف المناورة أيضا تعزيز الردع في مواجهة التهديدات الروسية أو أي تحديات أخرى في أوروبا ومنح الحلفاء خبرة مباشرة في التعامل مع قدرات القاذفات الثقيلة وإظهار التزام واشنطن المستمر بالدفاع عن القارة العجوز في إطار الناتو.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت القاذفتان الأمريكيتان ستبقيان في بريطانيا بعد انتهاء المناورة أم أن نشرهما مؤقت يقتصر على المشاركة في "كوبرا واريور 2025" لكن مجرد وجودهما في فيرفورد يواصل تقليدًا طويلًا من التعاون العسكري الأمريكي-البريطاني، ويرسخ صورة القاعدة كبوابة رئيسية للعمليات الجوية الاستراتيجية الأمريكية في أوروبا.