سوريا تعيد تفعيل خدمات البريد وضبط سوق الحوالات المالية
تعمل سوريا على إعادة تفعيل خدمات البريد بعد سنوات من الانقطاع والتراجع.
كما تعمل على ضبط سوق الحوالات المالية عبر شركات الصرافة من جهة وإعادة تفعيل التحويلات المالية عبر البريد السوري في إطار المشاركة والتعاون بين القطاعين العام والخاص وبين الاتحاد البريدي العالمي.
وأكد عماد الدين حمد، مدير عام المؤسسة السورية للبريد "البريد السوري"، على هامش مشاركة سوريا في أعمال مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي بدورته الـ"28" المنعقد في دبي، أن المشاركة تشكل فرصة مهمة لتعزيز حضور البريد السوري على الساحة الدولية والانفتاح على الدول الأعضاء في الاتحاد البريدي العالمي، مشيداً بحسن التنظيم والاستقبال من دولة الإمارات التي تستضيف هذا الحدث العالمي.
وأوضح أن المؤسسة السورية للبريد تعمل حالياً على خطة لإعادة تفعيل خدماتها بعد سنوات من التراجع، وذلك منذ ثمانية أشهر، وتشمل هذه الخطة خدمات مالية، ولوجستية، وشحن دولي.
وأضاف أن الشحن الدولي عبر البريد السوري كان متوقفاً بشكل شبه كامل خلال الفترة الماضية، ويتم العمل الآن على إعادة تفعيله وفق المعايير الدولية وبما يخدم المواطنين ويربط سوريا مجدداً بمنظومة البريد العالمي.
وأشار إلى أن سوريا شاركت في المؤتمر بوفد رسمي برئاسة وزير الاتصالات، مؤكداً أن الحضور السوري يعكس التوجه نحو الانفتاح وتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة مع الدول العربية، لافتاً إلى أن المؤسسة تسعى لفتح قنوات تعاون جديدة مع بريد الإمارات كما التجارب السابقة مع قطر وتركيا وتونس ودول المغرب العربي.
وفي الجانب المالي، كشف مدير عام المؤسسة السورية للبريد أن المؤسسة تعمل على إعادة تفعيل التحويلات المالية عبر البريد السوري من خلال نظام الـ IFS (International Financial System) التابع للاتحاد البريدي العالمي، والذي يتيح تحويل الأموال مباشرة بين شبكات البريد في الدول الأعضاء.
وقال إن البريد السوري يعمل بتوافق كامل مع المصرف المركزي السوري الذي يشرف على السياسة المالية في البلاد، بينما تتولى الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد مهمة منح تراخيص شركات الحوالات المالية وضبط السوق.
وأضاف أن سوريا تمتلك شبكة واسعة تضم أكثر من 300 مكتب بريدي عامل، إضافة إلى 137 مكتباً آخر قيد إعادة التأهيل، موضحاً أن هذه الشبكة تشكل ركيزة أساسية لإيصال الخدمات المالية والبريدية إلى مختلف المناطق، وتسهيل استلام الحوالات من الخارج.
وشدد على أن سياسة الحكومة تقوم على التشاركية بين القطاعين العام والخاص، حيث يتم تمكين الشركات الخاصة دون إلغاء دور المؤسسة السورية للبريد باعتبارها مؤسسة خدمية ذات طابع اقتصادي، تقدم خدماتها بأسعار رمزية تراعي المواطنين.
وقال: هدفنا الأساسي هو خدمة المواطن، وضبط السوق، وضمان استدامة قطاع البريد والخدمات المالية في إطار تكاملي بين القطاع العام والخاص.
وأكد أن المؤتمر العالمي للبريد يشكل فرصة لتثبيت الحضور السوري على الساحة الدولية وتبادل الخبرات، معرباً عن تفاؤله بفتح آفاق تعاون جديدة من خلاله، خاصة مع بريد الإمارات، بما يعزز تكامل الخدمات البريدية والمالية واللوجستية.