إعادة تشكيل القوة العسكرية الأمريكية.. «الحروب تقترب من الوطن»
في ظل الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتغير مكان وكيفية استخدام القوة العسكرية الأمريكية.
ومع تكثيف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفوذها على الحدود الجنوبية وفي منطقة البحر الكاريبي، باتت الغارات الجوية الفتاكة والحشود العسكرية التي ترتبط في أذهان الأمريكيين عادةً بالحروب البعيدة "تقترب من الوطن"، وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية العديد من التحركات والتصريحات في هذا الإطار، فمثلا قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس "إن قتل أعضاء عصابات المخدرات الذين يسممون مواطنينا هو أسمى وأفضل استخدام لجيشنا".
جاء ذلك في حين حلقت طائرات فنزويلية من طراز "إف-16" فوق مدمرة صواريخ موجهة تابعة للبحرية الأمريكية، وهي واحدة من بين العديد من السفن التي أُرسلتها إدارة ترامب لمكافحة الاتجار بالبشر.
كما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن استراتيجية الدفاع الأمريكية القادمة ستعطي الأولوية للأمن الداخلي بدلا من المنافسة مع الصين، التي اعتبرتها الولايات المتحدة أكبر تهديد قائم لها.
وأُرسلت واشنطن عشر طائرات "إف-35 " إلى بورتوريكو في حين شبه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي بات "وزيرا للحرب"، مهربي المخدرات بـ"تنظيم القاعدة"، وذلك بعدما كشف ترامب عن مقتل 11 شخصًا على متن قارب في المياه الدولية.
وكان ترامب وقع أمرا تنفيذيا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، ورأى أن الاسم الجديد أنسب لتلك المرحلة، ويبعث بـ"رسالة نصر" للعالم.
وأعلن الجيش أنه سيعزز وجوده على الحدود الأمريكية المكسيكية بقوات من الفرقة 101 المحمولة جوًا والفرقة الجبلية العاشرة، من بين فرق أخرى.
تمثل هذه المعطيات تحولا كبيرا فعلى مدار عقود، هيمنت منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا والشرق الأوسط على عناوين الأخبار، لكن التركيز الجديد الآن أصبح على نصف الكرة الغربي مما عزز مكانة القيادتين الشمالية والجنوبية، اللتين تشرفان على منطقة مشتركة تمتد من ألاسكا إلى تشيلي وغرينلاند.
وفي تصريحات لموقع "أكسيوس"، قال برادلي بومان، الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "إذا كانت أمريكا ستدافع عن مصالحها الحيوية في المحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط، وتعتمد موقفًا عسكريًا أمريكيًا أكثر صرامة في أمريكا اللاتينية، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم النقص الحالي في القدرات العسكرية الأمريكية".
وأضاف "إذا تحملنا التزامات عسكرية إضافية ولم نوفر لوزارة الدفاع (البنتاغون) موارد متناسبة، فسوف تتآكل الجاهزية".