قصف وهدم ونزوح.. إسرائيل تعمق «الهجوم والجراح» في غزة

وكالة أنباء حضرموت

تصاعدت حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، مع إصدار الجيش الإسرائيلي، الأحد، أوامر إخلاء جديدة وإعلان الحكومة توسيع الهجوم.

وأصدر الجيش إنذاراً جديداً لإخلاء برج «الرؤيا» والخيام المحيطة به، في منطقة مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية، محذراً من قصف وشيك بزعم وجود «بنى تحتية لحماس» داخله أو بجواره، قبل تنفيذ الهجوم وهدمه.

ويعد هذا التحذير الثاني خلال 24 ساعة للمبنى نفسه الذي يقطنه نازحون، وسط تزايد المخاوف من تكرار سيناريو الأبراج السكنية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية الجمعة والسبت بعد أوامر مماثلة بالإخلاء.

وقال المتحدث "إنذار عاجل إلى سكان مدينة غزة... وتحديدا في عمارة الرؤيا المحددة بالأحمر والخيم المجاورة لها والواقعة في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية".

وأضاف "سيهاجم جيش الدفاع المبنى في الوقت القريب نظرا لوجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره".

وبعدها بدقائق قصف الجيش المبنى وهدمه.

تعميق الهجوم

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في مستهل اجتماع حكومته أن قواته «تعمّق المناورة على مشارف مدينة غزة وداخلها»، مشيراً إلى أن الجيش يواصل تدمير «البنى التحتية الإرهابية» وتفكيك الأبراج السكنية التي يتهم حماس باستخدامها.

ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسمياً بدء الهجوم البري الواسع للسيطرة على المدينة، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تكثيفاً للغارات والعمليات البرية داخل غزة وحولها، وسط مزاعم عسكرية بالسيطرة على 40% من مساحتها.

«تهجير قسري»
في موازاة التصعيد العسكري، واصل الجيش الإسرائيلي إسقاط المناشير والرسائل الإلكترونية التي تدعو سكان المدينة للنزوح جنوباً إلى منطقة «المواصي» التي يصفها بأنها «منطقة إنسانية آمنة» تتوافر فيها إمدادات غذاء ودواء.

لكن شهادات السكان والتقارير الميدانية تؤكد تعرض تلك المناطق للقصف مراراً، ما دفع كثيرين للتشكيك في جدية تلك المزاعم.

وعكست أصوات غزيين تحدثوا لـ«فرانس برس»، حجم المأساة، فقد كتب فادي عبيد كتب على وسائل التواصل: «في البداية كنا نقول متى سنعود؟ اليوم نتساءل: متى سيخرجوننا بلا عودة».

أما عبير فقالت: «هذه الحرب لن تنتهي حتى نفقد عقولنا من هول ما رأينا». فيما اعتبرت فرح أن ما يحدث هو «إبادة جماعية»، مؤكدة: «حتى لو نجونا جسدياً فلن ننجو نفسياً».

وتحدث محمود عن الكلفة الباهظة للنزوح قائلاً: «قطعة أرض 500 شيكل، خيمة 3000، مرحاض 1500… الموت في غزة أرخص من النزوح».

«لا مناطق آمنة»
حركة حماس من جهتها وصفت دعوات إسرائيل للنزوح بأنها «خدعة متعمدة»، مؤكدة أن المناطق التي توصف بالإنسانية تعرضت للقصف أكثر من مرة.

واعتبرت أن الهدف من تلك الدعوات هو محاولة فرض تهجير جماعي بالقوة، وهو ما لن تسمح به.

احتجاجات الداخل 
وفي الداخل الإسرائيلي، خرج متظاهرون في القدس ضد قرار السيطرة على مدينة غزة، محذرين من المخاطر التي تهدد حياة الرهائن المحتجزين.

وقالت متظاهرة تُدعى إيديت: «أنا مذعورة… هذه حرب سياسية تهدد الرهائن والجنود وسكان غزة معاً».